جار التحميل...
وفيما يلي 6 وسائل فعّالة لادِّخار المال:
لا يمكن اعتبار التفكير في التوفير فقط أمراً كافياً، بل يجب البدء بوضع ميزانية تُحدّد كيفية إدارة الأموال الخاصة بالفرد، لتشمل هذه الخطة تحديد الدخل الشهري، والمصاريف الشهرية؛ الكثير منها، والقليل، وتسجيلها بالطريقة الأنسب؛ سواء بالورقة والقلم، أو في جدول بيانات بسيط على الحاسوب، ثمّ تقسيم الدخل على النفقات بحسب الأولويات، مع التنويه إلى أنّ الشخص عندما يضع الخطة المالية الشهرية، عليه أن يكون صادقاً مع نفسه وواقعياً؛ حتى تكون الخطة المالية قابلة للتنفيذ؛ لأنّ العكس سيؤدّي غالباً إلى صعوبة الالتزام بها، وبالتالي عدم تحقيق الأهداف المالية.
ويُذكر أنّ وزارة المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة كانت قد اقترحت عبر موقعها الإلكتروني الرسمي إحدى أكثر طرق تقسيم الدخل الشهري شيوعاً كوسيلة فعّالة للادِّخار؛ وهي خطة 20/30/50 التي تتمثَّل بتخصيص النقود المتوفرة في الشهر، وتقسيمها إلى ثلاث فئات.
أما الفئات المذكورة سابقاً، فتكون: 50% من الدخل للاحتياجات من النفقات المعيشية، مثل: الخدمات العامة، والإيجار، والمُشتَرَيات المنزلية، وما إلى ذلك، و30% لنفقات الرغبات الشخصية؛ كشراء هاتف محمول جديد، أو زيارة مكان سياحي، أو أيّة فعالية ترفيهية أخرى يمكن الاستمتاع بها بما يتناسب مع القدرة المالية، أمّا الـ 20% المُتبقِّية، فهي للمُدَّخرات التي قد تتضمَّن رصيد الحالات الطارئة، أو سداد الديون، أو الادِّخار في الحساب البنكي، مع التنويه إلى إمكانية تعديل النِّسَب بحسب الاحتياجات الشخصية، والأهداف المالية.
إنّ تحديد الهدف من الادِّخار هو الدافع الأول للإنجاز؛ سواء كان الهدف على المدى القصير؛ كسداد بعض الديون، أو توفير مبلغ لقضاء عطلة رائعة، أو على المدى المُتوسِّط؛ كشراء سيارة جديدة، أو على المدى البعيد؛ كشراء منزل جديد، أو تمويل مشروع كبير.
ويساعد تحديد أهداف التوفير في معرفة مقدار مال الادِّخار، والوقت اللازم، لتحقيق تلك الأهداف، ممّا يجعل عملية الادِّخار أكثر توجيهاً وفاعلية، كما أنّ تدوين أهداف الادِّخار، ووضع خُطَّة زمنية مُحدَّدة لتحقيقها، مع تذكّرها دائماً، يعزّز الالتزام بها، ويحفّز على العمل المُستمِرّ لتحقيقها.
من النصائح الذهبية لوزارة المالية في دولة الإمارات: "لا تدّخر ما يتبقّى بعد الصرف، بل اصرف ما يتبقّى بعد الادِّخار"؛ فالانتظار لتوفير الأموال حتى نهاية الشهر بعد تلبية جميع النفقات الأخرى غالباً ما يُصعّب عملية الادِّخار، ويجعلها في آخر قائمة الأولويات.
لذا، يجب جعل عملية الادخار تلقائية؛ بتحويل جزء من الراتب مباشرة إلى حساب التوفير مثلاً، أو إيداعه في الحساب إن كان الدخل من أعمال حُرَّة، أو إيجارات، أو ما شابه ذلك.
هناك العديد من أدوات الادِّخار، ومن أبرزها: حسابات التوفير المُتاحة في العديد من البنوك، والتي تُوفِّر إمكانية ادِّخار الأموال فيها مع إجراء عمليات السحب والإيداع في أيّ وقت، أو حسابات الودائع الثابتة؛ وهي نوع من الحسابات المصرفية التي يمكن ادِّخار الأموال فيها، ولكنَّها تُقيّد وصول العميل إلى أمواله لفترة زمنية مُحدَّدة تتراوح من أشهر إلى سنوات.
ولضمان الاختيار الأمثل لطريقة الادِّخار، لا بُدّ من تحديد الأهداف المالية (قصيرة أو طويلة المدى) أوّلاً، ثمّ الاطِّلاع على كافة الخيارات المُتاحة في البنوك والمُؤسَّسات المالية، مع تقييم أدائها ومخاطرها المُحتَمَلة إن وُجِدت.
عندما تكون القدرة على التوفير محدودة، لا بُدّ من تحديد النفقات غير الضرورية، وتقليل الإنفاق فيها، إضافة إلى البحث عن طرق لتخفيض النفقات الأساسية؛ فهذا سيسهم في الحصول على مبالغ إضافية يمكن توجيهها نحو التوفير، وتحقيق الأهداف المالية المَرجُوَّة.
ومن أفضل استراتيجيات تقليل النفقات البدء بتقليل النفقات غير الضرورية التي يمكن الاستغناء عنها فوراً دون الحاجة إلى جهد كبير؛ كالاشتراكات أو العُضوِيّات التي لا تُستخدَم بكثرة، وخاصَّة تلك التي تُجدَّد تلقائياً، كما أنّ تقليل الإنفاق في ممارسات الحياة اليومية سيُحدِث فرقاً كبيراً لا يُستهان به؛ كتجنُّب التسوُّق للمتعة فقط، وتحديد قائمة التسوُّق مُسبَقاً اعتماداً على الاحتياجات لا الرغبات، والبحث عن علامات تجارية مُعتدِلة الأسعار، إضافة إلى تحضير الوجبات في المنزل بدلاً من شراء الأطعمة الجاهزة باستمرار، والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية المجّانية، والترشيد في استهلاك الكهرباء والماء، وغيرها.
مراجعة الميزانية، وتقييم تَقدُّم عملية الادِّخار بانتظام، يساعد بشكل فعّال في الالتزام بخطّة التوفير الشخصية، وتحديد أيّة مشكلات تُعيق نجاحها، ممّا يعني إيجاد حلول سريعة لها، الأمر الذي يسهم في تحقيق الأهداف المالية.
وعلاوة على ذلك، فإنّ رؤية تزايد قيمة الأموال المُدَّخَرة قد تُلهم الشخص وتُحفِّزه لاكتشاف المزيد من الطرق الخاصة بتوفير المال وتحقيق الأهداف المالية بسرعة.
وختاماً، يجب التذكير بأنّ الهدف دون خطَّة لا يعدو كونه أمنية؛ لذا لا بُدّ من البدء فوراً بجعل عملية الادِّخار في مُقدِّمة الاهتمامات المالية، وتطبيق وسائل الادِّخار السابقة التي ستساعد في الوصول إلى الأهداف المالية، ومن جهة أخرى، على الشخص أن يدرك أنّ ادِّخار المال لا يعني عدم إمكانية الإنفاق على الأشياء التي تضفي بهجة على الحياة؛ كالترفيه والاحتفالات، وإنَّما الحفاظ على توازن صحّي بين الادِّخار والإنفاق.
[1] bettermoneyhabits.bankofamerica.com, 8 simple ways to save money
[2] investopedia.com, 10 Ways to Effectively Save for the Future
[3] regions.com, 10 Best Ways to Save Money
[4] mof.gov.ae, ادخر اليوم.. لتحقق أهدافك المالية غداً
[5] moneysmart.gov.au, Simple ways to save money