جار التحميل...
كما يُعد التوتر أثناء القيادة في كثيرٍ من الأحيان أحد أشكال القلق العام الذي قد يؤثر سلباً على أداء الأنشطة اليومية في حال لم يتم السيطرة عليه، وهناك مجموعة من النصائح تساعد في التعامل مع التوتر خلال القيادة، أبرزها ما يأتي:
إذا كان شعور التوتر أثناء القيادة ناتجاً عن الخوف من التأخير أو الازدحام، فمن المهم التخطيط لمسار الرحلة مسبقاً، وذلك بتحديد الوُجهة المُراد الوصول إليها، والتحقق من حالة الطُرق المؤدية إليها، واختيار الطريق الأنسب الخالي من الازدحام، وعند القيادة لوجهةٍ جديدة، يُفضل تخصيص وقتٍ إضافيّ تحسُّباً لسلوك طريقٍ خاطئ، مما يزيد الشعور بالاستياء والتوتر.
أيضاً، ينبغي التأكد من جاهزية السيارة وأنّ كل شيء فيها بحالةٍ جيدة؛ بما في ذلك المصابيح الأمامية والخلفية، والإطارات، وزيت المحرك وغيره، وفي حال كانت الوُجهة بعيدة وطويلة أو في مناطق نائية، فيُنصَح بتعبئة خزان الوقود لتفادي نفاذه وبالتالي زيادة التوتر والقلق.
من المهم أيضاً التفكير بعقلانية قدر الإمكان وتجنّب التفكير المفرط في الأحداث السيئة قبل وقوعها، مثل القلق بشأن أعطال السيارة، فبمجرد الاستعداد التام للرحلة لا يجب أبداً التفكير في افتراضاتٍ تزيد من التوتر.
من الأسباب الرئيسية للتوتر أثناء القيادة عدم تمكن السائق من المهارات اللازمة للقيادة؛ لذا يجب تعلُّم القيادة على أيدي مختصين، إذ لا يكفي التدرب في الشوارع الفرعية أو الأحياء السكنية دون معلم، فالقيادة تحتاج السير في الشوارع الرئيسية المزدحمة، ولا بُد من تعلُّم كيفية ركن السيارة بطريقةٍ صحيحة حتى في الأماكن الضيقة، وفهم معاني الشواخص والأولويات المرورية.
يجب تصفية الذهن والتركيز فقط على الطريق أثناء القيادة، مع الالتزام بالسرعة المسموح بها؛ إذ إن زيادة السرعة تتطلب تركيزاً أكبر مقارنةً بالقيادة المُتأنية.
علاوًة على ذلك، لا يجب الانشغال بالهاتف الجوال أبداً، ومن الأفضل إغلاقه تماماً أو تفعيل الوضع الصامت قبل القيادة، كما أنّ الرد على بعض المكالمات خاصة تلك المتعلقة بمشاكل العمل، قد تكون مزعجة وتزيد من التوتر.
أيضاً، يجب القيادة بوعيٍ وتركيز على اللحظة الحالية قدر الإمكان لتقليل الأخطاء وتحسين ردود الفعل في حال حدوث أمرٍ غير مُتوقع، ويشمل ذلك مراقبة حركة السيارات الأخرى، والإشارات المرورية، وظروف الطريق، كما يجب أن يكون السائق على درايةٍ بالطريق الذي يسلكه والمنعطفات القادمة، وهذا كلّه يمنحه شعوراً بالتحكّم والسيطرة، وبالتالي يخفف من القلق والتوتر.
قد تكون القيادة لفتراتٍ طويلة مُرهِقة جسديّاً، مما يؤثر سلباً على التركيز والانتباه، وبالتالي زيادة الشعور بالتوتر والقلق؛ لذا يُنصح بالتوقف لمدة 15 دقيقة لإعادة التركيز والطاقة، وفي تلك الأثناء يُمكن النزول من السيارة للتحرّك قليلاً وشراء عصيرٍ منعش أو تناول قطعة من الشوكولاتة.
كما يُمكن البقاء في السيارة ومحاولة تمديد عضلات الجسم وإرخائها، وممارسة تمارين التنفس عن طريق أخذ نفس عميق من الأنف وحبسه لثوانٍ قليلة ثم الزفير بهدوء، وتكرار ذلك عشر مرات.
تَصدُر من بعض السائقين سلوكيات مزعجة تزيد من التوتر لدى السائقين الآخرين؛ مثل التهوّر، والقيادة بسرعةٍ مفرطة، وعدم احترام قواعد المرور، وهنا يجب الحفاظ على مسافةٍ آمنة بينهم قدر الإمكان، أو إعطائهم الأولوية وتركهم يعبرون أولاً، ثمّ مواصلة الطريق بهدوء.
وفي المقابل ينبغي تجنّب القيام بأيّ رد فعل سلبي تجاههم؛ مثل محاولة التجاوز عنهم أو استعمال المكابح فجأة، ومن المهم ضبط النفس وعدم الانجرار وراء العصبية أو فقدان الهدوء، حتى بأبسط التصرفات مثل التزمير أو الرّد بغضب.
إذا كان التوتر المُصاحب للقيادة يؤثر على القرارات اليومية؛ مثل المبالغة في اعتماد الطرق الفرعية وغير المزدحمة حتى لو كانت بعيدة جداً عن الوُجهة المُراد الوصول إليها، أو يسبب أعراضاً جسدية مثل الخفقان والتعرّق المفرط، يُمكن حينها طلب المساعدة من الأخصائي النفسي.
قد تتضمن خطة العلاج النفسية ما يُعرَف بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يُساعد السائق على تحدي الأفكار السلبية المُتعلقة بالقيادة وتغيير السلوكيات المرتبطة بها، بالإضافة إلى العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy) من خلال المواجهة التدريجية والمدروسة للمواقف المثيرة للقلق، وتعلّم كيفية تجاوزها بطريقةٍ صحيحة.
المراجع
[1] medicalnewstoday.com, What to know about driving anxiety
[2] adaa.org, Overcoming the Fear of Driving
[3] healthline.com, What You Need to Know If You Have Panic Attacks While Driving
[4] psychologytoday.com, 6 Ways to Conquer Driving-Related Anxiety and Panic
[5] webmd.com, Stress-Free Driving