جار التحميل...
وبمعنى آخر يهدف التعليم المدمج إلى تعزيز التعليم التقليدي باستخدام الإنترنت، أو مزيج من مقاطع الفيديو، والصور، وغيرها من الأساليب الحديثة داخل الفصول الدراسية، مما يُغيّر أسلوب التعلّم إلى الأفضل، ويوفر العديد من الفوائد، سواءً للطالب، أو المعلم، أو المؤسسة التعليمية ككل، أبرزها ما يأتي:
يجمع التعليم المدمج بين الأساليب التعليمية المختلفة، مما يجعل عملية التعلّم أكثر جاذبية وتنوعاً للطلاب والأفراد بمختلف مهاراتهم وقدراتهم التعليمية، فبعضهم يُفضّل الأساليب التعليمية السمعية، وآخرون يفضلون الأساليب التعليمية البصرية أو الحركية.
إذ يشمل التعليم المدمج المحاضرات، والنقاشات، والأنشطة التفاعلية، إلى جانب استخدام الألواح الذكيّة والبرامج الرقمية المختلفة، وكذلك مشاهدة البرامج الوثائقية والتعليمية، وأيضاً عمل ورش تكنولوجية، واستخدام الكتب، والقواميس الإلكترونية.
بالإضافة إلى استخدام تقنية الواقع الافتراضي (VR) التي توفر بيئة ثلاثية الأبعاد تُحيط بالطلاب، يُمكنهم التفاعل معها كما لو كانت حقيقة، باستخدام النظارات الذكية وأجهزة تتبع حركة اليدين، ومثال ذلك في مادة الجغرافيا، حيث يتطلب تدريسها الخروج من الجمود التعليمي والتلقين، من خلال استخدام برامج الواقع الافتراضي لمحاكاة الظواهر الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين، مما يساعد الطلاب على فهمها بشكلٍ أفضل، كما يُمكن للطلاب القيام بجولاتٍ افتراضية في مدنٍ مختلفة، واستكشاف المعالم الطبيعية والتاريخية.
يُعد التعليم المدمج أسلوباً وطريقةً فعّالة لتحسين جودة التعليم ونتائج الطلاب، بطريقةٍ لا يُمكن تحقيقها باستخدام التعليم التقليدي فقط، وهذا بسبب التنوّع في أساليب التدريس، وتدريس كل جانب من الجوانب التعليمية والتدريبية باستخدام الوسيلة الأفضل لإيصال المعلومات للطلبة بشكلٍ صحيح.
ولا يقتصر التعليم المدمج وقدرته على رفع كفاءة التعليم والتدريب على المؤسسات التعليمية فقط، بل أيضاً يسهم في تحسين التدريب في الشركات، وتقديم الدورات التدريبية للموظفين بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، مما يرفع من مستوى الموظفين ومهاراتهم الوظيفية، لمواكبة التطوّر السريع في مجال العمل.
يُعزز التعليم المُدمج من قيمة العمل الجماعي وروح الفريق بين الطلاب، حيثُ يَشعُر كل طالب بغض النظر عن مستواه التعليمي بأنّهُ جزء من العملية التعليمية، بالإضافة إلى أنّ هذا النوع من التعليم يتطلّب تفاعل كافة الطلاب بمختلف مستوياتهم الأكاديمية، ودفعهم للمشاركة في العملية التعليمية.
كما غيّر التعليم المُدمج دور المعلم من مُلقِّنٍ فقط إلى مُلهمٍ، ومُوجه، ومُرشد للطلبة، وذلك عبر استخدام الوسائط التقنية المتنوعة، كالحاسوب، والإنترنت، والبرامج التعليمية التفاعلية في إيصال المعلومات، مما يؤدي إلى تحفيز الطلاب على البحث واكتساب المعرفة بشكلٍ ذاتي، وتوسيع مداركهم، وحثّهم على الإبداع والابتكار، وحل المشكلات بطرقٍ مبتكرة، وخلق أجواء تعليمية تفاعلية تُشجّع على التعاون بين المُدرّس والطالب.
يُعدّ التعليم المدمج من الطرق المهمّة في إدارة الوقت لدى المعلّم والمُتعلم، حيثُ يُمكن من خلاله الوصول إلى المواد التعليمية عبر الإنترنت بسهولة، ومشاركتها مع الطلبة داخل الغرفة الصفية، مما يُتيح للطلبة الاطلاع على المواد، وفهمها، ومناقشتها مع المعلم، واستغلال الوقت بشكلٍ جيد وفعّال، مما يوفّر الوقت لهم لدراسة أقسام ومواد أخرى.
أمّا بالنسبة للمعلم، فإنّ التعليم المدمج يساعده على تنظيم وقت الحصة الدراسية، واستغلاله بالشكل الصحيح، وتدريس المواد التعليمية بالسرعة والكفاءة المطلوبة، على سبيل المثال يُتيح التعليم المدمج تقييم أداء الطلاب بسرعة عن طريق الاختبارات الإلكترونية، بالإضافة إلى جمع الإحصاءات لمعرفة مدى فهم واستيعاب كل طالب للمادة التعليمية.
ختاماً، يجب التأكد من جاهزية المؤسسات التعليمية التقنية والبنية التحتية لها، وتهيئتها لتطبيق التعليم المدمج بداخلها، والتأكد من أنّ جميع الطلبة تتوفّر لديهم التكنولوجيا التي يحتاجون إليها لمِثل هذا النوع من التعليم في الغرفة الصفية.
بالإضافة إلى ضرورة قياس مدى فعالية الطُرق المستخدمة في التعليم المدمج بانتظام، ومراعاة تفاوت مستويات الطلبة، وأيضاً مراعاة قدرة المعلم على التعامل مع التكنولوجيا والبرامج الحديثة، ودمجها مع أسلوب التدريس التقليدي، واستيعاب الهدف والغاية من التعليم المدمج.
المراجع
[1] simplilearn.com, 5 Key Benefits of Blended Learning Programs
[2] manaarah.com, What Are The Advantages of Blended Learning? Blended Learning Benefits
[3] learndash.com, 5 Benefits of Blended Learning
[4] coursekey.com, 8 Advantages Of Blended Learning Programs
[5] learninga-z.com, Blended Learning