جار التحميل...
على الرغم من أهمِّية إيمان المُعلِّم بقدرات الطلبة، وإظهاره ثقته بهم، فإنَّ فهم الفروق الفردية بينهم أمر ضروري؛ فلكلّ طالب احتياجاته وقدراته الخاصَّة؛ ممّا يتطلَّب من المُعلِّم تقديم الدعم المناسب لكلٍّ منهم وفقاً لتلك الفروق؛ لذا، ينبغي تبنّي أساليب التدريس المَرِنة، وتقديم الدَّعم المناسب لكلّ طالب وفقاً لاحتياجاته وقدراته؛ لزيادة ثقة الطلاب بأنفسهم، وتعزيز مكانة المُعلِّم لديهم.
ولا تقتصر الفروقات بين الطلبة على القدرات الأكاديمية فحسب، وإنَّما تشمل أيضاً خلفياتهم الثقافية والاجتماعية؛ إذ على المُعلِّم أن يبني بيئة صفِّية آمِنة يشعر فيها الجميع على اختلافهم بالترحيب والقبول دون التعرُّض للمضايقة أو التمييز.
لا يمكن بناء الثقة بين المعلم والطالب إلا إذا كان المعلم قدوة حسنة، بحيث يعكس في سلوكياته ما يطالب به طلابه من احترام وإبداء اللطف، حيث إنّ التطبيق العملي للقيم والسلوكيات الإيجابية هو أقوى وسيلة للتأثير عليهم، كما لا بد الاستماع إلى آرائهم واحترامها، بالإضافة إلى التشجيع على الإدلاء بها، مما يعزز من شعورهم بالأهمية والتقدير، ويقوي العلاقة الصفية بشكل أكبر.
لا ينبغي أن يقتصر دور الحصَّة الصفِّية على نقل المعرفة الأكاديمية فحسب، بل ينبغي أن تُمثِّل أيضاً فضاءً لتبادل الأفكار والآراء حول قضايا مُتنوِّعة ومُلهِمة، وتشجيع الطلبة على التفكير النقدي، والتعبير عن آرائهم بحُرِّية، مع الحفاظ على حدود الاحترام والانضباط؛ كتخصيص خمس دقائق لمُناقشة حَدَث عالَمي ذي أهمّية؛ ممّا يُمكِّن المُعلِّم من بناء علاقات أقوى مع طلّابه، وخلق جوٍّ من الاحترام والتفاهم المتبادل في ما بينهم.
وعبر هذه المناقشات، يمكن للمُعلِّم أن يكتشف مواهب كلّ طالب وقدراته، فيُوجِّهه إلى تطويرها وتنميتها، وعندما يشعر الطالب أنّ مُعلِّمه مُهتَمّ بأفكاره واهتماماته، فإنّ ثقته بنفسه ستزداد، وسيشعر بأهمّيته في المجتمع؛ ممّا يزيد الثقة المتبادلة، ومن ثَمَّ تقوية العلاقة الصفِّية.
يُسهِم التركيز على الجوانب الإيجابية في سلوك الطالب -مهما كانت بسيطة- في تقوية العلاقة بين المُعلِّم والطالب؛ ممّا يُشجِّع الطالب على بذل المزيد من الجُهد؛ كاختيار طالب يُعاني صعوبات في السُّلوك أو الدراسة، والتحدُّث عن سلوك إيجابيّ لديه أمام الجميع، ويمكن أيضاً التواصل مع أولياء الأمور والتحدُّث إليهم عن هذه الإيجابيات؛ ممّا يُعزِّز ثقة الطالب بنفسه، ويزيد احتمالية تكرار السلوك، وتطويره.
لا بُدّ أن تكون قواعد الصفّ واضحة ومُحدَّدة منذ البداية؛ كي يكون الطلبة على علم بما هو مُتوقَّع منهم، والعواقب المُحتمَلة لعدم الالتزام بها؛ ممّا يُسهِم في بناء بيئة صفِّية آمِنة ومحترمة ومُماثِلة لما يرغبون فيه أيضاً، وتُعَدّ المُكافَآت أيضاً أداة قوية لتحفيز الطلّاب على التعلُّم والتطوُّر، وخلق أجواء من التنافُس الإيجابي، والشُّعور بالإنجاز.
وعلى المُعلِّم أيضاً أن يكون حاضراً في مختلف جوانب الحياة المدرسية للطلبة، وليس أثناء الحصَّة فقط، وأن يستخدم التواصل البصري والابتسامة معهم، إضافة إلى مخاطبتهم بأسمائهم؛ ممّا يُعبِّر عن مدى الاهتمام والاحترام، ويجدر بالذكر هنا أنّ المُعلِّم الذي يتمتَّع بروح الدُّعابة والفُكاهة عادةً ما يكون أكثر جاذبية لطلبته؛ ممّا يُمكِّنه من التواصل معهم بسهولة أكبر.
يَكمُن أساس تكوين علاقة قوية بين المُعلِّم وطلبته في التعرُّف إليهم عن قُرب، وهذا يحتاج إلى معرفة بيئاتهم، واهتماماتهم، وما يُحبّونه، وما يكرهونه، ومن الأفكار الجيِّدة لتحقيق ذلك تخصيص وقت لبناء علاقة شخصية مع كلّ طالب؛ عبر الأنشطة التي تُشجِّعهم على التحدُّث عن أنفسهم، مثل: جلسات النقاش المفتوحة، أو المشاريع الفردية التي تعكس اهتماماتهم.
ويمكن للمُعلِّم أيضاً تنظيم فعاليات أو أنشطة صفِّية تُعزِّز العمل الجماعي، وتُتيح للطلّاب التفاعل غير الرسميّ، مثل: الرحلات التعليمية، أو المسابقات الودِّية.
المراجع
[1] ggie.berkeley.edu, Positive Teacher-Student Relationships
[2] panoramaed.com, Strategies to Promote Positive Student-Teacher Relationships
[3] learningmatters.ai, Top 5 Tips to Build Better Teacher-Student Relationships in your School
[4] tuiopay.com, A Guide To Building Relationships With Students: 6 Keys To Student-Teacher Relationships
[5] phoenix.edu, 10 ways to build strong teacher–student relationships