جار التحميل...
فعلى سبيل المثال، قد لا يتسنّى للطفل في المدرسة أن يحصل على المعلومات التي يريدها عن المادَّة التي يُفضِّلها بصورة وافية؛ إذ يكون الصفّ ممتلئاً بالطلاب المختلفين في القدرات والاهتمامات الفردية، ويجدر بالإشارة أنّ هناك عِدَّة سُبُل تجعل التعلُّم في المنزل مِثاليّاً، ومنها:
من أهمّ الأمور التي تُساعد على تدريس الأطفال في المنزل بناء روتين مَرِن يتوافق مع احتياجات كلّ طفل؛ كأن يكون بعد الاستيقاظ من النوم وتناول الفطور، ثمّ الحصول على استراحة ووقت للعب، ثمّ دراسة مادَّة أخرى، وهو أمر مفيد لزيادة إنتاجيَّة أيّ طفل، لا سِيَّما الطفل الذي يتشتَّت انتباهه سريعاً؛ لأنّه يعلم ما يُتوقَّع إنجازه في مُدَّة مُحدَّدة، ممّا يُشعِره بالاستقرار، فيُركِّز على مهمة واحدة في كلّ مَرَّة، الأمر الذي يعني أنّ تدريسه سيكون أسهل.
ومن الأمور التي تُساعد في ضبط الروتين تهيئة مكان مناسب للدراسة يتميَّز بإضاءة جيِّدة، ويحتوي على كلّ ما يلزم الطالب من أدوات القرطاسية، مثل: أقلام الرصاص، وممحاة، ومبراة، وأقلام تحديد، وبطاقات الملاحظات، وآلة حاسبة، ودفاتر، ومُنبّه.
ويُفضَّل أن تكون الأدوات مُنظَّمة في صناديق جذّابة، أو صناديق زيَّنها الطفل بنفسه؛ فعندما تكون هذه الأدوات في مُتناول يد الطفل، لن يُضيّع وقته في إحضار كلّ ما يريده من مكان مختلف كُلّما احتاج إلى ذلك.
الإنترنت أداة فعّالة تجعل التدريس في المنزل تفاعليّاً؛ فهو يُوفّر مجموعة واسعة من الأدوات التي تُعلّم كلّ شيء؛ كالمهارات، والموادّ التدريسية، والموضوعات كافَّة، ويمكن للوالدين الحصول على مقاطع فيديو تعليمية مجّانية تساعد في تدريس طفلهم في الموضوعات كلّها.
وأهمّ ما يُميّز هذه الفيديوهات إمكانيّة إعادة تشغيله عِدَّة مرّات إلى أن يفهم الطفل الموضوع، لينتقل بعدها إلى موضوع آخر، علماً بأنّ هناك عِدّة مواقع مُتخصِّصة في تعليم الأطفال الموادّ على نحوٍ مُبسَّط، ويمكن البحث أيضاً في قنوات اليوتيوب (YouTube) التي لا حصر لها.
لا بُدَّ من الحفاظ على التفاعل والتواصل مع الأطفال أثناء تدريسهم في المنزل؛ ليكون التدريس ممزوجاً بالمرح والضحك، والتحفيز والمدح، وعلى الرغم من أنّ أغلب الآباء يعتقدون أنّ الطفل كُلّما حلّ أوراق عمل أكثر، تعلَّم أكثر، فإنّ الطفل -في الحقيقة- يتعلَّم أكثر عندما يتفاعل مع مُحيطه.
وبدلاً من تعليم الطفل الحروف بصورة تقليديَّة، يمكن مساعدته في تسمية أشياء من المنزل تبدأ بكلّ حرف يتعلَّمه، مثل "ب - باب"، وهكذا، ثمّ مدحه بعبارات تشجيعية، ومشاركته العملية التعليمية دائماً بأساليب تفاعُلية؛ لزيادة رغبته في التعلُّم.
يمكن استخدام البطاقات التعليمية ذات الوجهين بطرائق مختلفة لتدريس الأطفال أيّ مادَّة في المنزل؛ بإلصاق صورة أو كتابة كلمة على أحد الوجهَين، وكتابة الشرح أو الفكرة الرئيسة على الوجه الآخر، ثمّ مساعدة الطفل على اختيار إحدى البطاقات، ممّا يؤدّي إلى تعلُّمه معلومة مفيدة بأسلوب بسيط وفَعّال.
ويمكن أيضاً استعمال البطاقات التي تعرض أحداثاً متسلسلة ليُرتِّبها الطفل، أو يُمكن استخدام بطاقات تتضمَّن مسائل رياضية بسيطة، وفي كلّ مرّة يسحب الطفل بطاقة، ويحلّ المسألة.
لا يدرك بعض الآباء حجم المهارات التي يكتسبها الطفل من القراءة؛ فهي لا تُعلِّمهم طريقة نُطق الطفل للكلمات فحسب، بل تبني لديهم المهارات الأساسية للفهم، وتُنمّي المفردات، وتسمح لهم بالحديث بطلاقة، وتَبَنّي عادة القراءة مُستقبلاً؛ لأنّ الطفل سيكتشف أنّ المعرفة ليست محصورة في الموادّ الدراسية التي تُطرَح في المدرسة.
وللحصول على هذه الفوائد، لا بُدَّ من مناقشة الطفل أثناء القراءة؛ بطرح الأسئلة عن الألوان في الصور، أو طلب تحديد أمكنة العناصر الموجودة في الكتاب المُصوَّر، أمّا إذا كان عمر الطفل يفوق الستّ سنوات، فيُمكن طرح أسئلة أعمق عن محتوى القصة بشرط ألّا تبدو المناقشة كأنَّها اختبار.
تُستخدَم أناشيد الأطفال لأغراض غير التسلية؛ فاستماع الأطفال لكلمات ذات إيقاع مُعيَّن يُساعدهم في التهجئة (تقسيم الكلمة إلى مقاطع)، وهذا مفيد في تعلُّم القراءة والكتابة، وهي مهمّة لبناء الوعي الصوتي عند الطفل؛ أي القدرة على التعامل مع الأصوات اللغوية المنطوقة، وبالتالي تحليل الكلمات إلى مقاطع، ثمّ دمجها.
بالإضافة إلى أنّها تُعَدّ طريقة سهلة لتعليم الطفل مفردات جديدة بلغته الأم أو بلغة ثانية، كما أنّ الأطفال يكونون سعداء عند الغناء والتصفيق مع الأناشيد، ممّا يجعل التعليم المنزلي مُسلِّياً.
المراجع
[1] tutorful.co.uk, How to Teach your Children at Home (Without Going Crazy)
[2] institute4learning.com, 10 Tips for Teaching Your Kids at Home
[3] readingeggs.com, How to Teach Kids to Read: 10 Simple Steps to Try at Home
[4] stories.uq.edu.au, teaching kids from home top 10 tips
[5] calverteducation.com, Homeschooling Pros and Cons