جار التحميل...
وتتعدَّد العادات التي قد تضرّ بصِحَّة الرضيع؛ من تغذيته، إلى رعايته اليومية؛ ممّا يجعل فهم هذه الأخطاء، وتجنُّبها أمراً ضروريّاً.
هَزّ الرضيع بقُوَّة
يُعَدّ هَزّ الرضيع بقُوَّة من أخطر العادات الخاطئة التي قد يُمارسها بعض الآباء والأُمَّهات دون إدراك منهم لمخاطرها؛ إمّا لمُداعَبَته، وإمّا لتهدئته عند البكاء، وإمّا لإيقاظه من نومه.
وقد يُؤدّي هَزّ الرضيع بقُوَّة وشِدَّة، وتكرار ذلك أكثر من مرَّة، إلى حدوث إصابات في الدماغ؛ فعظام الجمجمة عند الرضيع تكون رقيقة وحَسّاسة، والدماغ غير مُستقِرّ بعد داخل الجمجمة؛ ممّا يُؤدّي إلى حدوث مشكلات تكون خطيرة في كثير من الأحيان، وقد تحدث إصابات ايضاً في الرقبة؛ فعضلات الرقبة عند الرضيع لا تكون قويّة بما يكفي لتحمُّل مثل هذه الحركة العنيفة.
لذا، ينبغي على الآباء والأُمَّهات التعامل مع الطفل بلُطف وحنان، وخاصَّة عند حمله، أو محاولة تهدئته، وإن كان الطفل يبكي، فيمكن اللُّجوء إلى وسائل تهدئة آمِنة، مثل: الموسيقى الهادئة، أو الألعاب المُهدِّئة، أو المُداعَبة برِقَّة وحنان.
عدم تعقيم أدوات الرضاعة باستمرار
عدم تعقيم أدوات الرضاعة باستمرار خطأ شائع يرتكبه بعض الآباء والأُمَّهات، ويمكن أن يُشكِّل خطراً على صِحَّة الرضيع؛ إذ يمكن أن تتراكم الجراثيم والبكتيريا الضارَّة على أدوات الرضاعة، في حين أنّ الجهاز المناعي للرضيع لم يكتمل بعد؛ ممّا يجعله أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى والمرض، ويزيد خطر إصابته بالتهابات المعدة أو الأمعاء.
لذا، يُعَدّ الحفاظ على نظافة أدوات الرضاعة، وتعقيمها باستمرار بعد كلّ استخدام، من الأمور الضرورية، ويكون التعقيم إمّا باستخدام الماء المَغليّ، وإمّا بجهاز التعقيم الخاصّ، وينبغي التحقُّق من تنظيف الأجزاء جميعها بدِقَّة.
إدخال الماء والطعام في غذاء الرضيع دون عُمر الستَّة أشهر
تعتقد أُمَّهات كثيرات أنّ إدخال الأطعمة والماء في غذاء الطفل الرضيع مُبكِّراً يُعزِّز نُمُوّه، إلّا أنّ إدخالهما قبل إتمامه ستَّة أشهر من عُمره قد يزيد فرصة إصابته بالأمراض، مثل الإسهال؛ ففي هذه المرحلة لا يكون الجهاز الهضمي للرضيع مُكتمِلاً بما يكفي لهضم الأطعمة الصلبة، أو حتى التعامل مع الماء.
ويمكن أن يُقلِّل ذلك أيضاً امتصاص العناصر الغذائية التي يُوفِّرها الحليب؛ فمثلاً، قد يُقلِّل إدخال الماء إلى النظام الغذائيّ للرضيع رغبته في الرضاعة؛ ممّا يُؤدّي إلى حصوله على كمِّية أقلّ من العناصر الغذائية المُهِمَّة، مثل: البروتينات، والدُّهون، والفيتامينات.
لذا، لا بُدّ من الاعتماد كُلِّياً على الرضاعة الطبيعية، أو الحليب الصناعي، خلال هذه الفترة، واستشارة طبيب الأطفال حول التوقيت المناسب لبدء تقديم الأطعمة والماء للرضيع.
إرضاع الرضيع أثناء النوم
قد يبدو إرضاع الرضيع أثناء النوم مُريحاً للأُمَّهات، لكنَّه من العادات الخاطئة التي تحمل مَخاطِر صِحِّية للرضيع؛ فخلال النوم، يُواجه الرضيع صعوبة التحكُّم في التنفُّس أو البلع، وخاصَّة إن كانت الرضاعة بالزجاجة، وإرضاعه في هذه الحالة قد يُؤدّي إلى اختناقه بالحليب، أو تسرُّبه إلى جهازه التنفُّسي؛ ممّا يزيد خطر الإصابة بعدوى الرئة، أو انسداد المجرى التنفُّسي.
وتُمارَس الرضاعة أثناء النوم والطفل مُستَلقٍ أفقيّاً، وهذا يمكن أن يتسبَّب في تدفُّق الحليب إلى أذنَيه، ومن ثَمَّ دخوله إلى القنوات السمعية؛ ممّا يزيد احتمالية التهابها.
لذا، يُفضَّل إرضاع الطفل وهو في حالة اليقظة، وتعويده ذلك؛ بإبقاء الأضواء أثناء الرضاعة، أو مُداعبَته بحركات لطيفة قبل البدء بالرضاعة، أو مَسح وجهه برِفق بقطعة قماش مُبلَّلة قليلاً، أو غير ذلك ممّا تراه الأمّ مناسباً؛ كي لا ينام طفلها أثناء الرضاعة.
التأخُّر في تغيير حفاض الرضيع
يُؤدّي التأخُّر في تغيير حفاض الرضيع إلى بقاء بشرته على اتِّصال مباشر بالبلل أو الفضلات لفترات طويلة؛ ممّا يزيد فُرَص الإصابة بالالتهابات الجلدية، مثل: الطَّفح الجلدي، أو التسلُّخات؛ فالرطوبة، والاحتكاك المُستمِرّ بالبشرة الحَسّاسة للرضيع، يُعزِّز نُمُوّ البكتيريا والفطريات؛ ممّا يُؤدّي إلى التهيُّج الجلدي، وشُعور الطفل بعدم الراحة.
لذا، ينبغي تكرار تغيير الحفاض؛ كلّ ساعتَين، أو ثلاث ساعات تقريباً، وخاصَّة بعد كلّ مرَّة يتبوَّل الطفل فيها أو يتبرَّز، مع ضرورة اختيار حفاضات ذات جودة عالية تُوفِّر الامتصاص الجيِّد، وتُحافظ على جفاف البشرة لفترة أطول.
المبالغة في الحفاظ على هدوء البيت
يُحاول بعض الآباء والأُمَّهات جعل المنزل هادئاً جدّاً؛ لاعتقادهم بأنّ هذا أمر جيِّد للرضيع، ومنهم مَن يتوقَّف عن بعض الأعمال المنزلية؛ لضمان الهدوء، وهذا أمر خاطئ؛ إذ يُعوِّد الرضيع على الهدوء التامّ، ويجعله حسّاساً لأيّ ضجيج حتى وإن كان بسيطاً، فيُصبح سريع الانزعاج عند سماعه الأصوات العادية في الحياة اليومية، ولا يستطيع النوم إلّا في أجواء هادئة، والاستمرار على هذا النحو أمر صعب جدّاً.
لذا، يُفضَّل خلق توازن بين توفير بيئة مُريحة لنوم الطفل، وآليَّة فرض الهدوء؛ فلا بُدّ من السماح بوجود بعض الأصوات اليومية الخفيفة في المنزل، مثل صوت التلفاز، أو المكنسة الكهربائية؛ ليعتاد الطفل البيئة الطبيعية، ويتأقلم مع العالَم الخارجي؛ فليس من الضروري إيقاف الأنشطة المنزلية جميعها، أو الحديث بصوت منخفض للغاية عند نوم الطفل.
المراجع
[1] kidshealth.org, A Guide for First-Time Parents
[2] healthshots.com, Newborn care tips: 5 things you should not do to a newborn baby
[3] texaschildrens.org, Best practices for baby bottle sterilization
[4] vitalrecord.tamhsc.edu, Breaking baby’s (and mom and dad’s) bad habits
[5] my.speedoc.com, 15 Mistakes Parents Make With Their Newborn That Should Be Avoided