جار التحميل...
وتتجاوز هذه الفوبيا فكرة الخوف من سقوط الطائرة، بل قد ترتبط بتجربة الهبوط والإقلاع أو الاحتجاز داخل الطائرة، كما قد تكون بمجرد التفكير في الطيران أو اقتراب موعد السفر.
كما يعاني الأشخاص المصابون بفوبيا الطيران من عدة أعراض؛ مثل الغثيان، وضيق التنفس، وزيادة معدل ضربات القلب، لكن يمكن التعامل مع هذه الفوبيا وتقليل الخوف من السفر بالطائرة من خلال اتباع بعض النصائح، أهمها ما يأتي:
يعاني العديد من الأشخاص من فوبيا الطيران نتيجة نقص المعرفة حول كيفية عمل الطائرات ومدى أمانها، لكن الحقيقة أنّها من أكثر وسائل النقل أماناً وأقلها تعرّضاً للحوادث مقارنة بالوسائل الأخرى، لذا ينصح بتثقيف النفس حول إجراءات السلامة التي تتبعها شركات الطيران؛ مثل الصيانة الدورية الدقيقة للطائرات، وتدريب الطيارين المتخصصين.
ويُمكن أيضاً الاستفادة من الدورات التدريبية التي تقدمها بعض شركات الطيران للتقليل من خوف السفر جواً، والتي تهدف إلى تخفيف مشاعر القلق، وتعزز الشعور بالراحة لدى الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الطيران
إنّ التعرّض للمحتوى السلبي المُتعلق بعالم الطائرات والسفر في الجو قد يزيد من مشاعر القلق والذعر لدى المصابين بفوبيا الطيران، وما يزيد الأمر سوءاً تركيز وسائل الإعلام على حوادث الطيران سواء في الأخبار أو الأفلام أو البرامج الوثائقية، وعرضها بطريقةٍ مروعة، مما يعزز الصورة السلبية تجاه السفر جواً، لذا ينبغي تجنب متابعة هذا النوع من الأخبار لتقليل تأثير فوبيا الطيران.
يعتمد مبدأ تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليقظة الذهنية على تعزيز الوعي باللحظة الحالية، من خلال التركيز على التنفس والأحاسيس الجسدية، مع السماح للأفكار والمشاعر بالظهور دون الحكم عليها، مما يُسهِم في تهدئة العقل والجسم، وهذا ما يجعلها فعّالة في التخلّص من الخوف والقلق من السفر بالطائرة، لذا من المهم ممارسة هذه التمارين بانتظام، خاصةً قبل رحلة الطيران بأسبوع أو أسبوعين، كما يُمكن ممارستها على متن الطائرة.
على سبيل المثال، يُمكن ممارسة التنفس العميق أثناء الرحلة للحفاظ على التركيز، أو محاولة السيطرة على استجابات الخوف الجسدية كالارتعاش، وذلك من خلال أخذ شهيق من الأنف لمدة أربع ثوانٍ، ثم حبسه لأربع ثوانٍ، وإخراجه من الفم في أربع ثوانٍ أيضاً، وتكرار هذه العملية حتى الاسترخاء والشعور بالراحة، وفي حال ظهور أيّ أفكار أو مخاوف، يُمكن ببساطة العودة للتركيز على التنفس.
يساعد التخطيط المدروس للرحلة في منح المسافر شعوراً بالتحكّم والسيطرة، مما يقلل الضغط المصاحب للسفر بالطائرة، ويشمل ذلك حجز رحلة مع شركة طيران ذات سمعة جيدة ومعروفة باتباع معايير السلامة والأمان، وأن يكون الحجز على متن الطائرات الأكبر حجماً؛ لأنّها لا تتأثر كثيراً بالاضطرابات الجوية، كما يُنصح بالسفر نهاراً لأنه يُشعِر المسافر بالأمان، كما يكون أقل إرهاقاً لأنّه يتماشى مع الساعة البيولوجية للجسم.
كما أن اختيار المقعد المناسب يسهم في الشعور بالراحة أثناء الرحلة؛ مثل الجلوس عند الممر، أو قرب النافذة، وأيضاً يُنصَح باختيار المقعد في المنتصف فوق الأجنحة لتقليل تأثير الاضطرابات الجوية.
بالإضافة إلى ذلك، يُفضل الوصول مبكراً إلى المطار أو حجز ميّزة أولوية الصعود إلى الطائرة، تجنباً للوقوف في الصفوف الطويلة التي تزيد من التعب والارهاق، وبالتالي تؤثر سلباً على محفزات الخوف، وأيضاً اختيار السفر المباشر للوجهة المحددة وتجنب التحويلات (Transit) لتقليل مدة الرحلة، وبالتالي تقليل الضغط على المسافر.
قد تصل فوبيا الطيران إلى درجة متقدمة تؤثر سلباً على حياة الشخص، مما يستدعي العلاج النفسي من قبل الأطباء والاستشاريين النفسيين، ومن بين العلاجات المتاحة؛ العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يُركز على تحليل أنماط الخوف والأفكار السلبية المرتبطة بالطيران، واستبدالها بأفكار إيجابية، مما يساعد على إدارة القلق المرتبط بهذه الفوبيا.
ومن العلاجات النفسية الأخرى هو العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy)، إذ يتم تعريض الأشخاص لمواقف مرتبطة بمخاوفهم ضمن بيئة آمنة وتحت رقابة وإشراف المتخصصين، وتشمل خطوات التعرّض لمصابي فوبيا الطيران؛ زيارة المطارات أو استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لمحاكاة الرحلات الجوية.
كما قد يلجأ المتخصصون إلى العلاج بالتنويم المغناطيسي (Hypnotherapy) لمعرفة جذور المخاوف، وتغيير أنماط الأفكار السلبية، والتخفيف من مشاعر الخوف والقلق المرتبطة بالطيران، وأخيراً يُمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي في الحالات المتقدمة لتقليل أعراض الخوف والقلق، والتي يجب استخدامها تحت إشراف الأطباء المتخصصين فقط.
ختاماً، قد تُسهِم معرفة أسباب الخوف من الطيران في تسهيل عملية العلاج وتحديد الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع هذه الفوبيا، وتتنوع الأسباب بين تأثيراتٍ نفسية، وبيئية، ووراثية، وقد يكون الخوف ناتجاً عن تجربة سلبية سابقة أثناء السفر في الطائرة، أو إثر سماع قصص عن حوادث جوية عبر وسائل الإعلام.
المراجع
[1] verywellmind.com, Overcoming Aerophobia, the Fear of Flying
[2] healthline.com, Overcoming Fear of Flying
[3] medicalnewstoday.com, How can I beat my fear of flying?
[4] cpdonline.co.uk, What is Aerophobia?
[5] clevelandclinic.org, Aerophobia (Fear of Flying)