جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لبيئة تعليم مثالية

أساليب وطرق ضبط الصف والتعامل مع الطلاب

25 أكتوبر 2024 / 6:49 PM
أساليب وطرق ضبط الصف والتعامل مع الطلاب
download-img
يعدّ ضبط الصف والقدرة على التعامل مع الطلاب من العناصر الأساسية لنجاح العملية التعليمية، وتؤدي مهاراته وأساليبه دوراً محورياً في خلق بيئة تعليمية إيجابية، وممّا لا شك فيه بأنّ المعلمين معرضون دوماً للتحديات المرتبطة بسلوكيات الطلاب وتنوع احتياجاتهم، ما يستدعي وجود استراتيجيات فعّالة تضمن سير عملية التعلم بنجاح.

بناء علاقة إيجابية بين المعلم والطلاب: نقطة البداية

إنّ بناء علاقة إيجابية بين المعلم والطلاب عنصر أساس لتحقيق بيئة تعليمية ناجحة وفعّالة، وهذه العلاقة تعتمد على الثقة، والاحترام المتبادل، والتواصل الفعّال، وهي تساعد في تعزيز الانضباط، وزيادة مشاركة الطلاب، وتحفيزهم على التعلم، فعندما يشعر الطلاب أنّ معلمهم يحترمهم يبادلونه هذا الاحترام، ويصبحون أكثر استعداداً للانضباط والاستماع إلى التعليمات التي يمليها عليهم.

التجول داخل الغرفة الصفية: الضبط بالتفقد

يؤدي تجول المعلم في الصف دوراً حيوياً في ضبط البيئة الصفية، والتعامل مع الطلبة بتفاعل أكثر، فالتحرك بين المقاعد يُمكّنه من رصد سلوكيات الطلاب على نحو أفضل، واستشعار أي مشكلات تحتاج إلى تدخل، وهذا الوجود النشط يعزز من شعور الطلاب بالاهتمام ويشجعهم على الالتزام والابتعاد عن الأمور الخارجة عن الإطار التعليمي والقواعد التي حددها المعلم، ويمكّن المعلم من تقديم التوجيه الفوري.

التواصل مع الطلاب: لفت الانتباه بالقول والنظر

إنّ التواصل البصري والشفوي بين المعلم والطلاب داخل الغرفة الصفية أسلوب تفاعلي يُسهم في تعزيز الانضباط، وتحسين العلاقة بين المعلم والطلاب، فالتواصل البصري يعكس الاهتمام والتفاعل، ما يجعل الطلاب يشعرون بأنّ كل حركة من حركاتهم يشاهدها المعلم وهي موضع اهتمام عنده.


بينما يُتيح تواصل المعلم الشفوي للمعلم تقديم الإرشادات بوضوح، ويشجع الطلاب على البقاء منتبهين ومركزين في الدروس، فالأسئلة والتعليقات الفورية تسهم في الحفاظ على تفاعلهم المستمر مع شرح المعلم، وعدم إثارة الفوضى في الصف.

البدء بالنفس قبل الطلاب: المعلم المربّي الفاضل

إنّ المعلم الناجح دائماً ما يُشكّل قدوة حسنة لطلابه، فلا بدّ من الأخذ بالحسبان آلية التعامل والقدرة على ضبط النفس، والالتزام بمعايير مهنة التعليم، فعندما يتبنى المعلم قيماً مثل الاحترام والاجتهاد، والتصرف بانضباط كتجنب استخدام الهاتف أثناء الشرح يُسهل على الطلاب الاقتداء به وتطبيق هذه القيم في سلوكياتهم اليومية، ما يعزز انضباطهم في الصف.


لذا يجدر بالمعلم التركيز على حضوره وشخصيته داخل الغرفة الصفية، والاتصاف بالثبات والهدوء والوضوح لإعطاء الطلبة انطباعاً عن حرصه على الضبط، ولا يعني ذلك بالمجمل أن يكون المعلم ذا شخصية جافة يصعب التعامل معها، بل يجب التوازن ما بين التفاعل مع الطلاب وإضافة روح الدعابة للدروس مع المحافظة على الشخصية التي يجب أن يتحلى بها المعلم في مهمته بعدّه معلماً وتربوياً.

مشاركة الطلاب في قواعد الضبط: بناء مجتمع طلابي متعاون

لا شيء يُساعد على ضبط الغرفة الصفية أكثر من الطلبة ذاتهم، فإن شعر الطالب بأنّه مشارك وعضو رئيس في استمرار العملية التعليمية وضبطها سيرفض أن يكون هو المتسبب بالفوضى، وهذه استراتيجية تربوية تهدف إلى إشراك الطلاب في وضع القواعد التي تحكم سلوكهم في الصف الدراسي، فعندما يكون للطلاب دور في صياغة القواعد يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه الالتزام بها، ما يعزز الانضباط الذاتي لديهم.


لذا يمكن للمعلم تنظيم اجتماع مع الطلاب في بداية العام الدراسي أو الفصل الدراسي لمناقشة القواعد التي يحتاجون إليها لضمان بيئة تعليمية ناجحة، أو إجراء جلسة عصف ذهني لطرح الأفكار المتعلقة بالسلوكيات التي يرغب الجميع في تشجيعها أو تجنبها.


بعد ذلك تُحدد القواعد المشتركة، مع الاتفاق على تفاصيلها وكيفية تطبيقها، ويمكن كتابتها على لوحة الصف أو توزيع نسخة مطبوعة منها؛ ليكون الجميع على دراية بها، وفي الفصل الدراسي تراجع القواعد دوريًا لتقييم فعاليتها وإجراء أي تعديلات ضرورية بمشاركة الطلاب.

تعزيز الطلاب وتحفيزهم: إشعال شغف التعليم

يُؤدي أسلوب التحفيز والتعزيز دوراً حيوياً في ضبط الصف وتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلاب، وبالتالي خلق بيئة تعلم نشطة وإيجابية، وكذلك فإنّ تعزيز السلوكيات المرغوبة بالمكافآت يساعد في تقليل المشكلات السلوكية، وزيادة الالتزام بالقواعد، وذلك حتماً يُعزّز ثقة الطلاب بقدراتهم، وتحقيق مزيد من الإنجازات.


ويُنصح بالابتعاد عن الأسلوب التقليدي في التحفيز، والتوجه نحو أساليب أكثر فعالية، كنظام تجميع النقاط، أو تقديم الهدايا، والثناء والمديح أمام الطلبة والهيئة التدريسية، ولا يقتصر تعزيز الطالب بمدحه أو شكره على التزامه عموماً كالقول: (أحسنت)، أو (أشكرك)، بل يفضل تخصيص المديح وطرحه بعبارة مفصلة كالقول: (أشكرك على تفانيك في مساعدة زميلك في حل المسألة)، أو (أسعدتني بتعاونك الجماعي مع الزملاء)، فهذا له تأثير واضح في تعزيز العلاقات الصفية وضبط الصف.

التنويع في أساليب التعليم: تفريغ الطاقات

إنّ استخدام الأساليب التعليمية المتنوعة يُسهم في جذب الطلبة ويجعل تركيزهم مع المعلم بنسبة أكبر، فالطالب بطبيعته يمتلك طاقات هائلة، ويميل إلى الحركة والحديث حتى أثناء التعلم، والمعلم الناجح يُمكنه تفريغ هذه الطاقة بوسائل سليمة وإيجابية، ويتمثل ذلك في طرح الدروس بأسلوب مسلٍّ، والسماح للطلبة بالمشاركة وإبداء الرأي، والابتعاد عن السرد التقليدي الذي يُضفي أجواء الملل على الحصة التعليمية، ويدفع الطلبة للبحث عن أمور أكثر تسلية، ما قد يتسبب بإحداث الفوضى. 

 

المراجع


[1] texestest.org, Why Classroom Management Is Important
[2] bcc.cuny.edu, Classroom Management Techniques and Tips
[3] schoolsthatlead.org, 25 Best Classroom Management Strategies Every Teacher Should Use
[4] twinkl.jo, Classroom Management Strategies
[5] greatergood.berkeley.edu, Calm, Clear, and Kind: What Students Want From Their Teachers

October 25, 2024 / 6:49 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.