جار التحميل...
إن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، قد يجعل الناس يغفلون عن كمية الطعام التي يتناولونها، ونتيجة لذلك يستهلكون كميات أكبر مما يحتاجون، كما أنّ الجسم يكون أقل استجابةً لإشارات الشبع التي يرسلها الدماغ للتوقف عن تناول الطعام، بسبب عدم الانتباه لها، والتركيز في مشاهدة التلفاز، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
إضافة إلى ذلك قد يؤثر طول البرنامج التلفزيوني في كمية الطعام المستهلكة أيضاً؛ فمشاهدة برنامج قصير قد تؤدي إلى تناول كمية أقل من الطعام مقارنة بمشاهدة برنامج طويل.
يقلل تناول الطعام أثناء مشاهدة الشاشات من القدرة على تذوق الطعام، والاستمتاع به كما ينبغي، كما أنّ تناول الطعام دون وعي يجعل الأشخاص يشعرون بالجوع باستمرار، والرغبة المستمرة في تناول الطعام حتى عند تناول كميات كبيرة، إلى جانب تأثير محتوى بعض البرامج التلفزيونية في كمية الطعام المتناولة؛ حيث تزيد مشاهدة برامج الطهي مثلاً من الشعور بالجوع والرغبة في استهلاك المزيد من الطعام.
ولا بدّ من التنويه إلى أنّ التأثير قد يكون عكسياً على بعض الأشخاص؛ إذ قد يسبب تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز نقصان الشهية، خصوصاً لدى الأطفال، فعندما يقل الاستمتاع بالمذاق، وتتشتت الحواس، سيؤدي ذلك إلى تقليل الشهية تدريجيّاً، وحتى عند الشعور الفعلي بالجوع، فقد يتناولون الطعام دون شهية.
عندما يجتمع تناول الوجبات الخفيفة مع مشاهدة التلفاز، يتشكل ارتباط ذهني بين النشاطين غالباً، مما يعني أن تناول الطعام قد لا يكون بسبب الجوع، بل نتيجة ربط مشاهدة التلفاز بتناول الطعام فقط، إلى جانب ارتباط مشاهدة التلفاز لدى معظم الأشخاص بتناول وجبات غذائية غير صحيّة؛ كرقائق البطاطس، والمشروبات الغازية، والبسكويت، وغيرها من الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة، وقليلة الفائدة.
يجمع بعض الأشخاص بين تناول الطعام أمام التلفاز وقلّة النشاط البدني في الوقت ذاته، مما قد يؤثر سلباً في عملية التمثيل الغذائي (تحويل الغذاء إلى طاقة)، ويُبطّئ عملية هضم الطعام، وبالتالي يُقلل من حرق السعرات الحرارية، تحديداً عند الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة أمام التلفاز.
تزيد الآثار السلبية لتناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز سابقة الذكر من خطر الإصابة بالسمنة؛ حيث توجد علاقة وثيقة بين مشاهدة التلفاز والسمنة لدى الأطفال والبالغين؛ فزيادة عدد ساعات مشاهدة التلفاز في مرحلة الطفولة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة في مراحل لاحقة من الحياة، كما أن الأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول أمام الشاشات، قد يكونون أقل نشاطاً بدنياً من غيرهم، وأكثر تناولاً للطعام، وبالتالي أكثر عرضةً لزيادة الوزن والسمنة.
يتم تحفيز الجهاز الهضمي للاستعداد لعمليات الهضم من خلال الروتين المرتبط بأوقات تناول الطعام؛ مثل تحضير الوجبات، واستنشاق روائح الطعام، إلّا أن التشتت الناتج عن مشاهدة التلفاز، قد يُضعف الإشارات العصبية المرسلة من الدماغ إلى المعدة للبدء بالهضم، وبالتالي يقلل من إفراز عصارة المعدة، والإنزيمات الهاضمة الضرورية لعملية الهضم السليم، مما يؤثر سلباً في هضم الطعام، ويعيق امتصاص العناصر الغذائية، ويؤدي إلى مشاكل صحية عدّة مرتبطة بذلك.
علاوةً على ذلك يمكن أن يؤدي تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز إلى عسر الهضم، بسبب تناول كميات أكثر من اللازم؛ حيث يصعب على الجهاز الهضمي استيعاب هذه الكميات الزائدة.
ختاماً، يُمكن تقليل التأثيرات السلبية لتناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز بتطبيق بعض الاستراتيجيات الفعّالة؛ مثل ممارسة الأكل بوعي والذي يتضمن توجيه الانتباه الكامل إلى الطعام دون تشتت، إلى جانب عدم وضع ما يزيد عن حاجة الفرد الفعلية في الطبق؛ لتجنب الإفراط في الأكل دون انتباه.
بالإضافة إلى أهمية تعاون العائلة معاً، لتكون أوقات الوجبات فرصة مثاليّة لتناول الطعام في أجواء هادئة بعيدة عن الشاشات بمختلف أنواعها، والاستمتاع بالمحادثات العائلية التي تُعزز الروابط الأسرية، والتي قد تُساعد في تبني عادات غذائية صحيّة أيضاً.
المراجع
[1] parenting.firstcry.com, Is Watching TV While Eating Harming You and Your Kids?
[2] health.clevelandclinic.org, Why We Overeat While Watching TV
[3] indianexpress.com, Do you watch shows while eating? Here’s how it is harming you
[4] ncbi.nlm.nih.gov, Television viewing and using screens while eating:
[5] vinmec.com,Is it good for children to eat while watching TV or phone?