جار التحميل...
وعادةً ما يحتاج المريض لدعم الأهل والأصدقاء من حوله عند المرض، فهو يأنس بهم، ويجد المحبة والاهتمام في حضورهم، مما قد يسرّع عملية الشفاء.
لذا عند زيارة المريض، لا بدّ من مراعاة آداب الزيارة والالتزام بها، مثل؛ التحدث بلطف لتحسين نفسية المريض، ورفع معنوياته، والدعاء له بالشفاء والعافية من المرض، وحثّه على الصبر، وطمأنته قدر الإمكان، إلى جانب مراعاة الأمور التالية:
إنّ أخذ موعد مسبق قبل زيارة المريض في المنزل يدل على احترام الزائر لوقت المريض وحالته الصحية، فقد يكون المريض بحاجة إلى الراحة وحالته الصحية لا تسمح باستقبال الضيوف، أو يحتاج إلى وقت للعلاج، أو منشغلاً ببعض الأمور الأخرى، لذا يساعد تحديد موعد مسبق في تجنب الإحراج والإزعاج، مما يتيح للمريض الاستعداد جسدياً ونفسياً لاستقبال الزوار.
لذا ينبغي على الزائر مراعاة حالة المريض، والتفاعل بمرونة مع قبول الزيارة أو رفضها، دون الشعور بالغضب أو تجنب الزيارة مرة أخرى، فقد لا تكون جميع الأوقات مناسبة للمريض، خاصةً خلال مرحلة التعافي من المرض.
كما تجدر الإشارة إلى ضرورة إخبار المريض في حال وجود مرافق مع الزائر؛ وذلك تجنباً للمفاجآت.
تساهم الزيارات القصيرة للمرضى في شعورهم بالدعم والتقدير دون إجهاد، مما يحافظ على راحتهم وسلامتهم النفسية، فاحترام الوقت خلال الزيارة يعكس التعاطف والاحترام للآخرين وخصوصياتهم، مما يعزز العلاقات الإنسانية والقيم النبيلة.
فإطالة الزيارة قد تؤدي إلى شعور المريض بالإرهاق أو الانزعاج، خاصة إذا كان يعاني من التعب أو الألم، مما يؤثر سلباً على صحته، كما قد يحتاج المريض لأخذ العلاج خلال الزيارة، مما يسبب له الإحراج والضيق.
لذا يُفضّل أن تتراوح مدة زيارة المريض ما بين 20-30 دقيقة، ولا تتجاوز هذه المدة، فهذا الوقت كافٍ للاطمئنان على المريض.
قد يدفع الفضول بعض الأشخاص لطرح العديد من الأسئلة على المريض خلال وقت الزيارة، والتي تدور حول حالته المرضية وسببها والعلاج اللازم، فقد يكون المريض يُعاني من حالة مرضية لا يودّ إخبار أحد عنها، أو تُشعره بالإحراج، فهذه الأسئلة تزيد من توتر الأجواء، وتؤثر سلباً على مزاجه.
فالزائر اللطيف هو من يتحدث في مواضيع معقولة دون التطرق لخصوصيات المريض، أو التطفل عليه، بل يكتفي بمواساته، والتخفيف عنه، وعرض المساعدة عليه إن أمكن ذلك مثل؛ الاعتناء بأفراد أسرته، أو جلب احتياجاته لتخفيف العبء عنه.
ويجدر الذكر أنّه في حال رغبة المريض بالحديث حول حالته المرضية، فيجب الاستماع له جيداً، والتعاطف معه، وتقديم النصائح العقلانية له، مع تجنب الأحاديث الطويلة التي تسبب له الإزعاج والإحراج، فالهدف الرئيسي للزيارة التخفيف عن المريض وليس الإثقال عليه.
إنّ أخذ هدية مناسبة عند زيارة المريض تعد لفتة رائعة تظهر الاهتمام والدعم له، وتعكس الاحترام الكبير الذي يُكنّه الزائر للمريض، لكن من المهم اختيار هدية ملائمة لذوق المريض ومناسبة لظروفه الصحية، فمثلاً يمكن اختيار كتاب لطيف يُلبّي ذوقه في القراءة ليقضي الوقت دون ملل، إن كان من هواة المطالعة.
وبالرغم من أنّ الورود تعدّ من الهدايا الأكثر شيوعاً عند زيارة المرضى، إلا أنّه يُنصح بتجنبها باعتبارها هدية غير عملية، وتذبل بسرعة، وتتطلب عناية ومتابعة دائمة قد لا يقوى عليها المريض.
وعموماً، من الهدايا التي يمكن اختيارها؛ مستلزمات العناية الشخصية، أو البيجامات وملابس النوم، إذ تعد هذه الخيارات مريحة للمريض، ولا بأس بسؤال المريض عن احتياجاته قبل الزيارة.
إنّ تجنب اصطحاب الأطفال عند زيارة المريض من قواعد الإتيكيت الهامة لضمان راحة المريض واحترام حالته الصحية، فالأطفال بطبيعتهم يميلون إلى الحركة والنشاط، وقد يجدون صعوبة في البقاء هادئين خلال فترة الزيارة، مما قد يسبّب إزعاج المريض الذي يحتاج إلى الراحة والهدوء.
وقد يكون بعض المرضى بحالة صحية حساسة تتطلب بيئة هادئة وخالية من الضوضاء، إذ يمكن أن تكون أصوات اللعب أو البكاء من الأطفال مزعجة وتزيد من توتر المريض.
لذا يُنصح بعدم اصطحاب الأطفال عند زيارة المريض، لكن في حال كان ذلك ضرورياً، يجب توجيههم مسبقاً حول آداب الزيارة، والتأكيد على التصرف بأدب وهدوء، كما يمكن توجيه الطفل لاختيار كلمات ملائمة للموقف في حال رغبته بالحديث، وتجنب العبارات المحرجة للمريض، كما يستحسن أن تكون الزيارة قصيرة قدر الإمكان؛ فالأجواء العامة غير ملائمة للطفل والمريض على حدّ سواء.
المراجع
[1] islamonline.net, Visiting the Sick: A Sign of Mercy
[2] islamestic.com, Virtues of Visiting the Sick people in Islam
[3] islamqa.info, Manners of Visiting the Sick
[4] ziyara.org, Visiting the Sick
[5] soundvision.com, Merits of Visiting the Sick