جار التحميل...
وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تقديم الهدايا، حيث قال: "تهادوا تحابوا"، فالهدية سُنّة نبوية تُسهم في تعزيز المودّة والمحبة بين الناس.
عند التفكير بتقديم هديَّة لأحد الأصدقاء، أو الأقارب، أو الزملاء، أو لشريك الحياة، فلا بُدَّ من الانتباه لبعض الأمور التي تندرج تحت إتيكيت تقديم الهدية؛ كي يتحقَّق الهدف من الهدية، ويفرح الطرف الآخر بها، ومن هذه الأمور ما يأتي:
أروع الهدايا هي تلك التي تأتي من القلب، وتكون مدروسة ومُختارة بعناية شديدة؛ لذا، لا بُدّ من انتقاء الهدية بذكاء؛ بحيث تعكس طبيعة العلاقة بين الطرفَين، وتتناسب مع شخصية المُتلَقِّي؛ فتُلبّي رغباته، وتُسهِم في إسعاده.
ولتحقيق ذلك، يمكن الاستفسار عن احتياجات الشخص بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو طلب مساعدة أحد المُقرَّبين منه، ويمكن الاطِّلاع أيضاً على قائمة أمنياته المُتعلِّقة بالمناسبة؛ ممّا يضمن اختيار هدية تترك أثراً إيجابيّاً في نفسه، وتُظهِر مدى الاهتمام والحرص على إسعاده.
كثيراً ما نرغب في تقديم هدية باهظة الثمن؛ للتعبير عن المَحبّة الكبيرة للطرف الآخر، أو لردّ الجميل، إلّا أنّ الإمكانات المادّية قد لا تسمح بذلك، إلى جانب أنّ الهدايا الثمينة -في بعض الأحيان- قد تكون خياراً خاطئاً؛ إذ قد تُسبِّب شعوراً بالعَجز أو عدم الارتياح لدى المُتلَقّي، وقد تصبح عِبئاً عليه، وخاصَّة إذا شَعَر بأنّ عليه رَدّ الهدية بهدية مُشابِهة، أو بالقيمة نفسها، بالإضافة إلى أنّها قد ترفع سقف توقُّعاته بشأن الهدايا المستقبلية.
لذا، من الأفضل التركيز على تقديم هدية تعكس المشاعر بصدق، وتتناسب مع اهتمامات الشخص الآخر، دون الحاجة إلى تحمُّل تكاليف عالية؛ إذ يمكن اختيار هدية تحمل طابعاً شخصيّاً؛ كتجربة مشتركة، أو تذكار خاصّ؛ ممّا يجعلها أكثر قيمة.
عند التفكير في شراء هدية وتقديمها، لا بُدّ من مراعاة القواعد الثقافية والاجتماعية للطرف الآخر، واحترام طقوسه وعاداته في الاحتفال بالمناسبات المختلفة؛ فلكلّ شعب أو فئة قوانين وأعراف تُميِّزها، ولا بُدّ من الالتزام بها عند المشاركة في أيّ احتفال أو مناسبة.
يُعَدّ شكل الهدية وطريقة تقديمها أمراً بالغ الأهمية، وخاصّة أنّ بعض الأشخاص يُفضِّلون فتح الهدية بعيداً عن أعين الآخرين، وقد لا يُحبِّذون معرفة الآخرين لمحتوى الهدية؛ ممّا يعني أنّ التغليف ضروري -أحياناً- لتجنُّب أيّ حرج.
إلى جانب أنّه يُضفي قيمة وجمالاً على الهدية، ويعكس الاهتمام بتقديم هدية مُميَّزة، ومن هنا، يُنصَح دائماً ببذل جُهد إضافي بسيط بعد شراء الهدية لتغليفها تغليفاً مُميَّزاً يناسب المناسبة، أو وضعها في كيس أنيق.
لا تُعَدّ بطاقة الهدية مُجرَّد "كارت" بسيط، أو ورقة صغيرة، وإنَّما هي مساحة تعبيرية تسمح بكتابة عبارة قصيرة أو كلمات صادقة تنبع من القلب، وتحمل هذه الكلمات مَعانٍ عميقة ومشاعر صادقة، وتُعَدّ جزءاً مُكمِّلاً للهدية؛ إذ تعكس المشاعر التي تكمُن وراء تقديمها.
وتُتيح البطاقة أيضاً الفرصة للتعبير عن الأماني والدعوات، وتُسهم في تمييز الهدية عن غيرها، وخاصَّةً إن تلقّى الشخص نفسه مجموعة من الهدايا في مناسبة واحدة، وبفضل البطاقة المُرفَقة، سيتمكَّن الشخص من التعرُّف إلى هوية مُقدِّم الهدية؛ ممّا يُضفي لمسة شخصية، ويُعزِّز قيمة الهدية في عينَيه.
في كثير من المواقف والمناسبات، يُفضَّل عدم تقديم الهدية أمام الآخرين، مثل: زملاء العمل، أو أفراد العائلة؛ فوجود الآخرين قد يُسبِّب لهم شعوراً بالحرج إن لم يتمكَّنوا من إحضار هدية لصاحب المناسبة؛ ممّا قد يؤثِّر في أجواء الاحتفال.
لذا، من الأفضل اختيار اللحظة المناسبة لتقديم الهدية بعيداً عن الأنظار؛ كي يتمكَّن المَعنيّون من الاستمتاع بلحظة تبادل المشاعر والتقدير دون أيّ ضغوط.
عند تلقّي هدية من أحد الأشخاص، فإنّ هناك بعض القواعد التي تضمن التصرُّف بلباقة، وتشمل أهمّ قواعد إتيكيت تقبُّل الهدايا ما يأتي:
أولى القواعد التي ينبغي اتِّباعها عند تلقّي الهدايا وأهمّها التعبير عن مشاعر الفرح بأفضل طريقة مُمكِنة؛ بالابتسامة، وإظهار الحماس أثناء استلام الهدية؛ إذ ينبغي الاحتفاء بالهدية بما يليق بها.
ومن الجيِّد أيضاً فتح الهدية أمام الشخص الذي قدَّمها، والتمعُّن في تفاصيلها، والتعبير عن الإعجاب بها، مع الثناء على الجُهد الذي بذله في اختيارها، وإن كانت الهدية قطعة من الملابس أو الإكسسوارات، فإنّ من شأن الطرف الآخر أن يسعد إن جرى ارتداؤها وتجربتها لحظة تلقّيها؛ ممّا يعكس التقدير الحقيقي للهدية.
إلى جانب التعبير عن الحماس والفرح بالهدية، لا بُدّ من تقديم عبارات الشكر والتقدير؛ تعبيراً عن الامتنان لهذه اللفتة اللطيفة، وإظهار مدى أهمية هذه الهدية، وشرح خُطط استخدامها في المستقبل؛ ممّا يعكس مدى تأثيرها الإيجابي.
أمّا عند تلقّي الهدية عبر البريد، أو من خلال مندوبي التوصيل، فمن الضروري مراسلة الشخص الذي أرسل الهدية، أو الاتِّصال به فوراً؛ لإبلاغه بوصولها، مع التعبير عن الشُّكر والامتنان لهذه اللفتة المُميَّزة؛ ممّا يُظهِر التقدير لجُهوده.
وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قولها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية، ويثيب عليها"، أي أنه كان يردّ على الهدية بمثلها أو أفضل منها، في إشارة إلى أهمية الشكر والتقدير والاعتراف بمبادرة الشخص الذي قدم الهدية.
في بعض الأحيان، قد يتلقّى الشخص هدايا لا تتماشى مع توقُّعاته أو ذوقه الخاصّ، إلّا أنّ التصرُّف بلباقة شديدة، وتقدير الجُهد المبذول، أمر مطلوب ومُهِمّ، حتى وإن لم ينجح الشخص الآخر في اختيار الهدية المناسبة؛ إذ يكفي أنّه بادر إلى شراء هدية، وحاول إيصال مشاعر مُعيَّنة من خلالها.
لذا، لا ينبغي أبداً إظهار عدم الإعجاب بالهدية، وإنَّما التعبير عن الامتنان بأسلوب إيجابي، مثل: التركيز على الجوانب الجيِّدة للهدية، أو تقدير مدى اهتمام الشخص الآخر وشُكره على جُهوده باحترام ومودَّة.
المراجع
[1] giftster.com, 15 Unspoken Rules of Gift Giving Everyone Should Know
[2] aristocracy.london, The 11 Definitive Rules of Gift Giving Etiquette
[3] investopedia.com, Gift-Giving Etiquette: A Brief Guide
[4] parentpresents.com, Gifting Etiquette: 5 Tips to Receive a Gift the Right Way