جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
طفل مستقل وشجاع

كيف أجعل طفلي يعتمد على نفسه في الدراسة وحل الواجبات؟

23 أكتوبر 2024 / 5:57 PM
كيف أجعل طفلي يعتمد على نفسه في الدراسة وحل الواجبات؟
download-img
يرى بعض الآباء أنّ مساعدتهم الدائمة لأبنائهم في دراستهم وحل الواجبات باستمرار هو أمر نابع من المحبة الكبيرة التي يحملونها لهم، لكن قد لا يُدرك البعض أنّ ذلك يمكن أن يكون عائقاً في تقدُّم أبنائهم، وينعكس سلباً على شخصياتهم، فيبقى الطفل طيلة حياته معتمداً على والديه حتى في أبسط الأمور.

لذا لا بدّ من تعليم الأطفال الاعتماد على النفس في الدراسة وحل الواجبات وتعويدهم على ذلك، فذلك ليس مجرد خطوة نحو النجاح الأكاديمي، بل هو خطوة كبيرة أيضاً نحو بناء شخصية قوية ومستقلة قادرة على مواجهة الصعوبات المختلفة بثقة. 


ولحسن الحظّ أنّ الأوان لم يفُت بعد، فيمكن من الآن اتباع بعض الاستراتيجيات الفعالة والمفيدة لتهيئة الطفل وإعداده تدريجياً ليكون معتمداً على ذاته في دراسته وأداء الواجبات المطلوبة منه. 

وضع جدول زمني: إنجاز المهام ضمن خطة واضحة

إنّ مساعدة الطفل في كيفية وضع جدول زمني خطوة أساسية في تعليمه الاعتماد على نفسه في الدراسة وحل الواجبات، فيصبح لديه إطار واضح لما يجب عليه فعله ومتى يجب إنجازه، ما يعزز الشعور بالمسؤولية والاستقلالية؛ لذا من الأفضل التحدث مع الطفل والاتفاق معه على موعد محدد وخطة واضحة لإنجاز الواجبات والدراسة المطلوبة يومياً.


ومن الجدير بالذكر أنّه يفضّل البدء مع الطفل بالواجبات القصيرة حتى لا يشعر بالضغط والمسؤولية دفعةً واحدة، ومنحه أوقاتًا من الراحة أثناء حل الواجبات، ما يسهم في تعزيز ثقته بالقدرة على الإنجاز، ومن المهم أيضاً أن يكون الجدول الزمني مرناً بما يكفي للتكيف مع التغييرات غير المتوقعة، فيمكن تعليم الطفل كيفية تعديل الجدول إذا لزم الأمر، ما يساعده على التعامل مع المواقف غير المتوقعة دون قلق.

توفير البيئة الملائمة: المزيد من الهدوء

تعدّ البيئة الدراسية المناسبة عنصراً مهماً في الدراسة وأداء الواجبات، فلا بدّ أن تتسم بالهدوء والراحة بعيدةً عن أسباب الانشغال مثل التلفاز أو الألعاب، أو أي مشتتات أخرى، ويُفضّل تجهيز المكان بكل ما يحتاج إليه الطفل، مثل الأدوات المدرسية اللازمة، والمكتب والكرسي المريح بالحجم المناسب؛ لأن ذلك يدعم الوضعية الجيدة أثناء الدراسة، إلى جانب توفير إضاءة جيدة في المكان. 


فالدراسة ضمن هذه الأجواء المريحة والمميزة تشجع الطفل على الاستمرار في الدراسة بجدّية واستقلالية، وتساعد على التركيز بدرجة أكبر، وتسهم في زيادة إنتاجيته حتى في مراحل الدراسة المتقدمة، وممّا لا شك فيه أنّ هذه البيئة تُحفز النظام والانضباط في حياة الطفل، وهذا حتماً سيؤثر إيجاباً في حياته العملية في مرحلة الطفولة وفي المستقبل.

التوقف عن حل الواجبات بدلًا منه: المزيد من الاعتماد على النفس

تجد بعض الأمهات نفسها أحياناً تُساعد طفلها على إنجاز واجباته كاملة، أو تؤدي المهام الدراسية عنه، ظناً منها أنّ ذلك قد يخفف العبء عنها، أو أنها تختصر الوقت في تعليم الطفل ومساعدته، لكن على العكس فإنّ ذلك أكبر خطأ قد ترتكبه الأم بحقّ طفلها، فهي تضره بدلاً من أن تُساعده، فهي تحرمه فرصة الاعتماد على نفسه وتعلم مهارات مهمة مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، وتنظيم الوقت.


فالطفل بحاجة إلى أن يفهم مواده الدراسية جيداً حتى يتقدم أكاديمياً وعلى المستوى الشخصي أيضاً، وهو ما لا يتحقق عند أداء الواجبات بدلاً منه، فالاعتماد على النفس في الدراسة يُعطي الطفل نظرةً شاملةً إلى السهل والصعب وما الذي يتطلب مزيداً من الوقت لإنجازه.


لذا لا بدّ من رفض أداء الواجبات عنه وجعله يتحمل المسؤولية وحده أمام المعلم عن عدم أداء الواجب، لكن في الوقت نفسه لا ينفي ذلك توجيه الطفل إذا احتاج إلى مساعدة، أو إجابته عن استفساراته وأسئلته المهمة.

الدعم والتوجيه: التدخل في الوقت المناسب

إنّ التواصل المستمر مع الطفل أمر ضروري، ولا يمكن تركه بمفرده طيلة الوقت، فلا بدّ من تخصيص وقت للحديث معه عن اهتماماته الدراسية، والتحديات التي يواجهها، فهذه الحوارات تمنح الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه، وتُعزز الشعور بالأمان والدعم، ما يمكنّه من البحث عن حلول لمشكلاته.


تتمثل المساعدة اللازمة للاعتماد على النفس في الدراسة في توجيه الطفل نحو استراتيجيات الدراسة الصحيحة، واختيار المسارات، وكيفية تنظيم وقت الدراسة وإدارته، والمساعدة في البحث عن الموارد الدراسية التي تُساعده على تحقيق الأفضل، ولا بأس من الحديث عن تجارب الأبوين الشخصية في الدراسة كنوع من التوجيه لحل المشكلات، وتجاوز الصعاب.

التحفيز والثناء: التقدم نحو الأفضل

إنّ التأكيد على الجهد المبذول في إنجاز الواجبات أكثر أهمية من النتائج النهائية التي يحققها الطفل، فلا يُنصح بالتركيز على العلامات المرتفعة بقدر التركيز على التشجيع والتحفيز وتعزيز الثقة بالقدرات الذاتية في الدراسة للاعتماد على النفس، فكل ذلك له دور كبير في تحقيق النجاح الأكاديمي والشخصي على حدّ سواء. 


فهذا التحفيز والثناء يؤدي دوراً كبيراً في تعزيز ثقة الطفل بنفسه وزيادة دافعيته للاستمرار في الدراسة على نحو مستقل، فلا بأس من توجيه عبارات المدح عند حل الواجبات الأكثر صعوبة مثل: (لقد بذلت مزيداً من الجهد في إنجاز الواجب، حتماً ستحقق النجاح)، وتحفيزه بالقول: (تفانيك مثير للإعجاب)، فإظهار الرضا عن مجهود الطفل في الدراسة يُحدث فرقاً إيجابياً في مستواه الأكاديمي، واعتماده على نفسه.

منحه الحرية لاختيار وسيلة الدراسة: التكيف مع أي وسيلة

تختلف وسيلة الدراسة من طفل إلى آخر، فكل طفل له أسلوبه الفريد في التعلُّم وتلقّي المعلومات، فبعض الأطفال يفضلون الدراسة في الصباح الباكر، بينما يفضل آخرون الدراسة في المساء، وقد يفضل بعضهم استخدام وسائل معينة للتعلم مثل القراءة، أو مشاهدة فيديوهات تعليمية، أو الرسم والتخطيط لفهم الموضوعات المختلفة.


لذا على الأهل منح الطفل الحرية في اختيار الوسيلة التي تناسبه، والتكيُّف معها وتقبّلها وتهيئة الأجواء المناسبة لها؛ فذلك يساعد الطفل على اكتشاف أفضل أساليب التعلّم التي تتناسب مع قدراته، ما يُشعره بمزيد من الاستقلالية والسيطرة على عملية تعلُّمه ودراسته، وهذا يجعله أكثر استعداداً لتحمّل المسؤولية عن نتائجه التعليمية، ويُعزّز اعتمادهَ على نفسه.

 

المراجع


 [1] letgrow.org, 21 Things Teachers Really Want You to Stop Doing for Your Kids
 [2] agape.school, How to make your child a successful independent self-learner
 [3] drkishoresratnamschools.com, How to Help Children Do Homework Independently?
 [4] sph.edu, Do Your Children Have Lots of Homework To Do? Here Are 10 Homework Tips for Parents
 [5] magrid.education, What Motivates a Child to Learn - Your Guide to Success

October 23, 2024 / 5:57 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.