جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تربية هادئة وإيجابية

كيفية حل مشكلة الصراخ عند الأطفال وتحويلها إلى هدوء

21 أكتوبر 2024 / 9:42 PM
كيفية حل مشكلة الصراخ عند الأطفال وتحويلها إلى هدوء
download-img
تُعَدّ نوبات الغضب عند الأطفال في مراحلهم العُمرية كافَّةً جزءاً طبيعياً من عملية النموّ والتطوّر التي يمرّون فيها؛ فبها يُعبِّرون عن مشاعرهم؛ إذ تكون استجابة لحَدَث أو موقف ما.

في هذا المقال حلول لمشكلة الصراخ عند الأطفال ما لم يكن الصراخ ناتجاً عن حالة طبّية، مثل: اضطراب نقص الانتباه، وفرط النشاط، والقلق، والتوحُّد، وتناول أدوية مُعيَّنة، وغيرها من الحالات التي تستدعي اللجوء إلى طبيب الأطفال، أو الطبيب النفسيّ.

وسائل التعامل مع مشكلة الصراخ عند الأطفال

إعطاء التعليمات بالتوقُّف مباشرة

بمُجرَّد حدوث نوبة الصراخ، ينبغي إعطاء الطفل أمراً بالتوقُّف؛ باستخدام نبرة هادئة، وكلمات لطيفة، مثل: "أعلم أنَّك منزعج، لكن من فضلك، توقَّف عن الصُّراخ"، أو "هل يُمكنك أن تُخبرني ما الذي يُزعجك بهدوء كي أتمكَّن من فهمك على نحو أفضل؟ لا يُمكنني أن أفهم ما تُريده وأنت تصرخ"، أو "هل يمكنك الجلوس في غرفتك قليلاً حتى تهدأ وتتمكَّن من إخباري بما يُزعجك؟".


ويُشار إلى أنّ هذه العبارات قد تكون كلّ ما يحتاج الطفل إلى سماعه؛ ليستعيد توازُنه، ويضبط نفسه؛ لذا، تُعَدّ الخطوة الأولى فَور حدوث أيّ نوبة غضب.

معرفة مُسبِّبات الغضب وعلاجها

بعد انتهاء نوبة الصراخ، ينبغي البحث عن مُحفِّزات الغضب عند الطفل؛ بسؤاله عنها مباشرة، أو البحث عنها إذا كان الطفل صغيراً جدّاً أو لا يستطيع بعد تحديد ما يُشعِره بالانزعاج؛ فمثلاً، يُمكن أن يرجع سبب الغضب المُتكرِّر إلى تغيير الروتين؛ كإخبار الطفل بالخروج إلى زيارة عائلية فجأة، بينما هو مشغول باللَّعِب أو بممارسة نشاط ما، والحلّ في هنا إعطاء الطفل الوقت الكافي لإتمام مَهامّه ومن ثمَّ الانتقال إلى المَهامّ الأخرى؛ كخمس دقائق، أو عشر دقائق مثلاً.


وعلى الرغم من أهمية الحزم في عملية التربية، ووجود عدد من الحالات التي تتطلَّب قول "لا" دون تراجُع، فإنّ هناك بعض الحالات التي يُمكن إظهار بعض المرونة فيها؛ كأن يطلب الطفل الاستمرار في لَعِب كرة الطائرة مُدَّة أطول قليلاً؛ إذ لا مشكلة في إعطائه مزيداً من الوقت؛ لأنّ قول "لا" باستمرار، وعلى كلّ شيء، من شأنه أن يتسبَّب في إحباطه وضيقه.

وضع قواعد منزلية واضحة

لا بُدّ من وضع قواعد منزلية واضحة وحازمة؛ لتمكين الطفل من تحديد التصرُّفات المقبولة، وغير المقبولة؛ كقول: "يُمنَع في منزلنا الصُّراخ، وضرب الأبواب، وكَسر الأشياء عَمداً"، مع الإشارة إلى الطفل بأنّ المشاعر حتى وإن كانت قوية ليست مُبرِّراً لتجاوُز هذه القواعد.

العقاب على السلوك وليس الغضب

لا بُدّ من تعليم الطفل أنّ الشعور بالغضب أمر طبيعيّ ومقبول، أمّا السلوكات غير المُهذَّبة فممنوعة؛ ممّا يعني أنّ الطفل لا يستحقّ العقاب على غضبه، وإنَّما يستحِقُّه على الصُّراخ.


ولا بُدّ من ربط العقاب بفعل الطفل مُباشرةً؛ فمثلاً، إذا كسر شيئاً، فإنّ عليه دفع ثمن إصلاحها من مصروفه الخاصّ، وإن كَسَر لُعبته، فيجب حرمانه منها؛ عقاباً له على تخريبها.

 

ويُمنَع أن ينطوي العقاب بأيّ حال من الأحوال على أيّ نوع من أنواع العُنف، أو الإيذاء الجسدي، أو النفسي، أو أن يكون مُبالَغاً فيه.

التحدُّث إلى مُختَصّ

معاناة الطفل ألماً في الرأس، أو المَعِدة، أو مشاعر القلق، أمور تتطلَّب اللجوء إلى طبيب الأطفال، وإن تَطوَّرت نوبات الغضب إلى نوبات أكثر حِدَّة مُدَّة طويلة، أو كانت تتكرَّر مرّات عِدَّة في اليوم الواحد، أو كانت تحدث بانتظام للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات، ولم تنجح الوسائل المذكورة في علاج الأمر، فإنَّه يُنصَح أيضاً بمراجعة الطبيب النفسي، أو طبيب الأطفال؛ للحصول على الدعم المناسب.

أساليب تهدئة الطفل وتوجيهه للتعبير عن مشاعره أثناء نوبات الغضب

باستخدام القدوة أو النموذج الصالح

تُعَدّ القُدوة الأسلوب الأفضل لتعليم الطفل الوسائل الصحِّية؛ للتعبير عن مشاعره، بدلاً من الصراخ، وتكون باستخدام الأهل مُفرداتٍ عاطفية واضحة تُعبِّر عن الشعور الحقيقي، يتبعها سلوك صِحِّي وسليم.


فمثلاً، يُمكن القول أثناء الوقوف في المركبة أثناء أزمة سَير: "أشعر بالإحباط بسبب هذه الأزمة الخانقة؛ لذا، سآخذ أنفاساً عميقة تُساعدني على الإحساس بالهدوء"، ويُمكن تزويد الجملة ببعض الكلمات اللطيفة التي تلفت انتباه الطفل، مثل: "عندما أتنفَّس عميقاً أشعر كأنَّني أنفخ لإطفاء شموع عيد الميلاد".

التلقين 

إن لم يكن الطفل قادراً على تحديد مشاعره بالضبط، فإنّه يُمكن الاستماع إليه مع إظهار الفهم لما يقوله، ثمّ مساعدته في تحديد المشاعر بالتلقين، مثل: "فهمت لماذا هذا الأمر جعلك تشعر بالغضب"، أو "بالتأكيد، لقد شعرتَ بالإحباط لأجل ذلك"، أو "لا بُدَّ أنّ هذا الأمر قد أحزنك"، مع التوضيح للطفل أنّ المشاعر حتى وإن كانت قوية، ليس بإمكانها تبرير الصُّراخ، أو الموافقة عليه.

اللجوء إلى السلوك الإيجابي بدلاً من الصُّراخ

من السلوكات الإيجابية التي يُمكن اللجوء إليها لتفريغ المشاعر السلبية المُسبِّبة للغضب والصراخ ممارسةُ أنشطة حركية؛ كالقفز، أو المشي في الفناء، أو ركوب الدرّاجة، ويُمكن ممارسة بعض الأنشطة الأخرى، مثل: الكتابة، أو الرَّسم، أو قراءة الكُتُب.

تكنيك الابتعاد 

يُمكن تعليم الطفل ترك مكان الصِّراع بمُجرَّد البدء به؛ تجنُّباً لاندلاع الغضب، أو الصراخ؛ بالانتقال إلى غرفة أخرى في المنزل، أو إلى الفناء؛ إذ يُمكن في هذه الأمكِنة الحصول على المساحة الكافية، ومن ثَمَّ الشعور بالهدوء.

 

المراجع

[1] riseandshine.childrensnational.org, HOW DO I DEAL WITH A CHILD WHO SCREAMS CONSTANTLY?
[2] hopkinsmedicine.org, When to Worry about Toddler Temper Tantrums
[3] empoweringparents.com, Child Rage: How to Manage Explosive Anger in Kids and Teens
[4] kidshealth.org, Taming Tempers
[5] childmind.org, Angry Kids: Dealing With Explosive Behavior

October 21, 2024 / 9:42 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.