جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حوله إلى محب للطعام

5 طرق للتعامل مع الطفل الانتقائي في الطعام

24 أكتوبر 2024 / 7:04 PM
5 طرق للتعامل مع الطفل الانتقائي في الطعام
download-img
من الطبيعي مرور الأطفال بفترات يصبحون فيها أكثر انتقائية في اختياراتهم الغذائية، وهو سلوك شائع في هذه المرحلة العمرية؛ فقد يُظهرون تفضيلات خاصة لأطعمة معينة، ويرفضون أخرى، إلى جانب تجنبهم تجربة أطعمة جديدة أو غير مألوفة.

ويحدث ذلك نتيجة لعوامل متعددة؛ كالضغط عليهم لتناول طعام معين، أو تعرضهم لتجربة طعام سيئة، أو بسبب تطور حاسة التذوق عندهم، خاصة عندما تبدأ براعم تذوقهم بالنمو، مما يجعلهم لا يحبون ملمس أو لون أو طعم بعض الأطعمة.

ورغم أنّ التعامل مع الطفل الانتقائي قد يشكل تحدياً بالنسبة للأهل، بسبب قلقهم بشأن حصول أطفالهم على التغذية الصحيّة اللازمة للنمو السليم، إلّا أنّ هناك العديد من الأساليب التي يُمكن اتّباعها للتعامل مع تلك الحالة، وفيما يأتي أبرز خمس طرق فعّالة للتعامل مع الطفل الانتقائي: 

تجنب إجبار الطفل على الطعام

إجبار الطفل على إنهاء طبقه أو على تناول شيء لا يحبه ليست الطريقة المثلى لتشجيعه على الطعام، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تأثير معاكس ومقاومة أكبر، بدلاً من ذلك يُستحسَن فهم تفضيلات الطفل، وتقديم طعام صحي ولذيذ يتناسب مع ذوقه، والتأكد من وصول الطفل إلى الوجبة وهو جائع بما يكفي لتناول الطعام، دون الحاجة لتحويل الوجبة إلى وقتٍ للنزاع والتوتر.

تكرار محاولة تجربة الطفل للطعام بطرق إبداعية

لا بد من الاستمرار في محاولة تقديم الطعام الذي لا يرغبه الطفل، أو غير المألوف بالنسبة له؛ إذ قد يحتاج الأطفال إلى نحو 20 محاولة لتجربة طعام جديد قبل قبولهم تناوله، وليس شرطاً أن تكون التجربة بتناوله بدايةً؛ إذ يُمكن البدء بتعريف الطفل على تلك الأطعمة، والحديث عنها، أو جعله يراها ويلمسها، ليعتاد عليها، ثم يحاول تجربتها لاحقاً.


إضافةً إلى ذلك ينبغي البحث عن طرق إبداعية ومبتكرة، لتشجيع الطفل على تناول الطعام؛ إذ يجب أن تكون وجبة الطعام تجربة ممتعة وإيجابية، وليس مهمة روتينية، ويكون ذلك بتحضير أطباق ملوّنة وجميلة، ولا بأس من تكوين بعض الأشكال المُميّزة بالفواكه والخضار مثلاً، لتكون تلك الأطباق مُغذّية ومُشجّعة في الوقت ذاته، كما يُمكن دمج الأطعمة الجديدة مع المفضلة لديه أيضاً؛ لتسهيل تقبّل النكهات.  

إشراك الطفل في التسوق وتحضير الطعام

عندما يشارك الطفل في اختيار الأطعمة من المتاجر والأسواق، قد يشعر بالمزيد من الفضول تجاه بعض الأطعمة غير المألوفة مثلاً، مما يشجعه على اختيار فواكه وخضروات جديدة، أو تجربة أنواع مختلفة من اللحوم والأجبان، وقد يكتشف أن لديه تفضيلات غير المعتادة لديه.

بالإضافة إلى أنّ مشاركة الطفل بالطهي، وتحضير الطعام، تعزز رغبته في تجربة أطعمة جديدة، فمن خلال اختيار الوصفات مع الأهل، وتحضيرها معاً، يُصبح الطفل أكثر استعداداً لتجربة ما أعدّه بيديه، كما أنّ الأنشطة البسيطة مثل غسل الخضروات، أو تجهيز الطاولة، تسهم في زيادة ارتباط الطفل بالطعام أيضاً، وتعزز حماسه لتجربة الأطعمة المتنوعة وتناولها. 

انتباه الأهل لسلوكهم الغذائي باعتبارهم قدوة

تُعدّ القدوة الحسنة من أهم الاستراتيجيات المُتّبعة للتعامل مع الطفل الانتقائي؛ فالطفل بطبيعته يحب تقليد سلوك الكبار الذين يثق بهم، وخاصة والديه؛ فمثلاً عندما يشاهد الطفل أحد والديه يتناول أطعمة صحية، أو يُجرّب أطعمة جديدة لم يجربها من قبل، أو يمنح فرصة أخرى لأطعمة جربها سابقاً ولم تعجبه، ويُبدي رأيه بها بحماس أمام طفله، فمن المرجّح أن يقلّد ذلك الطفل هذا السلوك، ويحاول اختبار بعض الأطعمة بنفسه. 

إضافةً إلى ذلك ينبغي على الأهل عدم ذكر بعض الكلمات الانتقادية لمذاق الأطعمة أمام طفلهم؛ مثل: "لا أحب تناول هذا الطعام، فهو غير لذيذ"؛ إذ إنّ احتماليّة تكرار الطفل لتلك الكلمات كبيرة، وقد يبدأ بانتقاد الاطعمة أيضاً، ويرفض تناولها في بعض الأحيان، بالرغم من أنّها قد تعجبه، لذلك يجب على الأهل الانتباه جيداً إلى كافة تصرفاتهم؛ لتكون إيجابية ومُشجّعة دائماً. 

تجنب استخدام الأطعمة كوسيلة للمكافأة أو للتأديب

من الشائع تقديم أطعمة غير صحية مثل قطعة من الحلوى، كمكافأة على السلوك الجيد، أو الامتناع عن تقديمها كوسيلة للعقاب، ولكن هذا النهج يُمكن أن يؤثر سلباً في تناول الطفل الانتقائي للطعام بشكل طبيعي، وقد يجعله أكثر مقاومة للأطعمة الجديدة، ويشجّعه على الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية؛ فالطعام شيء أساسي لنمو الطفل وتطوّره، وليس أسلوباً للعقاب أو المكافأة، أو وسيلة للتحكّم في سلوكه.

بالمقابل يمكن استخدام مكافآت غير متعلقة بالطعام، لتعزيز السلوك الجيد لدى الطفل، وتشجيعه على تناول بعض الأطعمة؛ مثل: الذهاب إلى أماكن يُفضّلها، أو تقديم الألعاب له، وغيرها من الأنشطة الممتعة والمفضلة. 


ختاماً، التحلي بالصبر والحفاظ على بيئة مريحة وداعمة، هما المفتاحان الأساسيان للتعامل مع الطفل الانتقائي في تناول الطعام؛ إذ قد يستغرق الأمر وقتاً لتقبل الطفل للأطعمة غير المعتادة، ورغم أن سلوك الطفل الانتقائي للطعام طبيعي، إلّا أنّه يجب الانتباه في حال استمرار الطفل في رفض العديد من الأطعمة، ولم تُجدِ معه الطرق السابقة نفعاً، فلا بدّ من استشارة الطبيب؛ للتأكّد من أنّ ذلك لا يؤثر في حصوله على العناصر الغذائية اللازمة لنموّه وتطوّره.  

 المراجع 

[1] webmd.com, How to End the Picky Eating Struggle
[2] childmind.org, Help Kids Who Are Picky Eaters | Health Tips for Kids - Child Mind Institute
[3] eiclearinghouse.org, Handling Picky Eaters | Illinois Early Intervention Clearinghouse
[4] babycenter.com, How to handle a picky eater (ages 5 to 8) | BabyCenter
[5] rochester.edu, Why Parents Shouldn’t Use Food as Reward or Punishment

October 24, 2024 / 7:04 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.