جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لأسنان سليمة وأطفال أصحاء

توعية الأهل بأضرار الحلويات يضمن صحة الأطفال وسلامتهم

25 أكتوبر 2024 / 8:26 PM
توعية الأهل بأضرار الحلويات يضمن صحة الأطفال وسلامتهم
download-img
تتميز الحلويات بمحتواها العالي من السكر، إلى جانب الدهون والمواد الملونة والنكهات الاصطناعية، ورغم أنها تشكل مصدراً للطاقة، إلا أنّ الإفراط في تناولها من قبل الأطفال يثير مخاوف صحية عديدة، نظراً لافتقارها للقيمة الغذائية، وارتباطها بالعديد من الآثار الصحية السلبية.

ولأنّ الآباء يلعبون دوراً محورياً في تشكيل عادات الأكل لدى أطفالهم وعلاقتهم بالطعام، فإن تثقيفهم حول الأضرار المرتبطة بالإفراط في تناول الحلويات أمر بالغ الأهمية لضمان صحة الأطفال وسلامتهم، وفيما يأتي أبرز هذه الأضرار.

زيادة الوزن والسمنة

يساهم استهلاك كميات كبيرة من السكر في زيادة الوزن، وذلك من خلال تحويل السعرات الحرارية الفائضة إلى دهون، كما يساهم الإفراط بتناولها في ارتفاع مستويات السكر في الدم، وبالتالي تعزيز مقاومة الأنسولين (Insulin resistance)، وهي حالة تعجز فيها الخلايا عن الاستجابة جيداً لهرمون الأنسولين، كذلك، يعزّز تناول الحلويات والسكريات من مقاومة هرمون اللبتين (leptin)، الذي ينظّم الشعور بالجوع.


تؤدي المقاومة المزدوجة للأنسولين واللبتين إلى زيادة الوزن والمضاعفات الصحية المرتبطة به مثل مرض السكري من النوع الثاني، كما يؤدي استهلاك السكر بكميات كبيرة  إلى زيادة هرمون الغريلين (Ghrelin) الذي يحفز الشعور بالجوع، ويزيد من احتمالية الإفراط في تناول الطعام.

التقلبات المزاجية والخمول

يؤدي تناول الحلوى إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، يليه انخفاض مفاجئ فيه، مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في مزاج الطفل، إذ يحصل على دفعة أولية من الطاقة تستمر عادةً بين 30-60 دقيقة قبل أن تتلاشى، مما يؤدي إلى الخمول والتعب، وبالتالي يؤثر على نشاط الطفل اليومي ويجعله عرضة للتعب والإجهاد.

تسوس الأسنان

 يؤدي تناول الحلويات إلى تسوس الأسنان بسبب تفاعل السكر الموجود في الحلوى مع البكتيريا الموجودة في الفم، إذ تستخدم البكتيريا السكريات لإنتاج أحماض تهاجم مينا الأسنان (الطبقة الخارجية التي تحمي الأسنان)، وغالباً ما تكون الحلوى اللزجة المحلاة بالسكر أكثر ضرراً؛ لأنها تلتصق بالأسنان لفترات طويلة، مما يمنح البكتيريا وقتاً أطول لإنتاج الأحماض المسببة للتسوس.


إذ تؤدي هذه الأحماض إلى إذابة المينا تدريجياً، مما يؤدي إلى تكوين تجاويف أو ثقوب في الأسنان، وإذا لم تتم معالجتها، فقد تصل إلى عصب السن، مما يسبب ألماً شديداً ويستدعي علاجات كحشو السن أو حتى خلعه.

التأثيرات السلبية على الدماغ

يتغذى الدماغ على سكر الجلوكوز، ويحتاج كميات مناسبة منه ليتمكن من أداء وظائفه المعرفية مثل التفكير والتعلم والذاكرة، ومع ذلك، فإن الإفراط في تناول السكريات قد يرتبط بانخفاض الأداء العقلي والإدراكي، مما يؤثر سلباً على الذاكرة، ويسبب مشكلات كفرط النشاط وخفض مستويات التركيز، وبالتالي يؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي للأطفال وقدرتهم على التعلم.


وقد يؤدي الإفراط في استهلاك السكريات إلى تلف الأوعية الدموية في الدماغ على المدى الطويل، ممّا يقلّل من القدرة على التعلم والتفكير بسرعة، كما أن استهلاك الحلويات قد يسبب استجابات مشابهة للإدمان، إذ تزداد الحاجة لتناول كميات أكبر للوصول إلى المتعة ذاتها.

تثبيط جهاز المناعة

وفقاً للعديد من الدراسات منها دراسة نشرت في الموقع الرسمي لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية (NIH) عام 2022، يمكن لتناول الحلويات بكميات كبيرة أن يضعف قدرته على مواجهة الجراثيم والفيروسات، مما يزيد من خطر إصابة الطفل بالأمراض، خاصة في حال استهلاك الحلويات بصورة متكررو. 

التأثيرات السلبية على الجهاز الهضمي

إن الإفراط في تناول الحلويات، خاصة الغنية بسكر الفركتوز (Fructose) المعروف أيضاً بسكر الفاكهة وهو جزء من السكر الأبيض، يمكن أن يسبب مشاكل هضمية لدى الأطفال؛ مثل الانتفاخ والتقلصات، بسبب صعوبة امتصاصه من الأمعاء، إضافة إلى تأثير السكريات على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، وتعزيز نمو البكتيريا الضارة.

التقليل من جودة النوم

يؤثر تناول الحلويات بإفراط سلباً على نوم الأطفال؛ بسبب تأثير السكر على هرمونات النوم مثل الميلاتونين (Melatonin) المسؤول عن الشعور بالنعاس، إذ يمكن أن يقلل السكر من إنتاجه، ممّا يجعل الطفل يواجه صعوبة في النوم ويؤثر على جودة نومه، بالتالي يؤثر على صحته ونشاطه خلال النهار.


كما أن تناول السكر قد أن يسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات السكر في الدم، يتبعه انخفاض حاد، مما يؤدي إلى استيقاظ الطفل ليلاً، وشعوره بالجوع أو العطش، كما أن الإفراط في تناول الحلويات يزيد من خطر زيادة الوزن، وبالتالي اضطرابات النوم أيضاً.


ختاماً، إن توعية الأهل بمخاطر الإفراط في تناول الحلويات، تجعلهم أكثر استعداداً لتطبيق استراتيجيات للحد من تناولها من قبل أطفالهم؛ مثل تقييد الوصول إلى الحلويات، وشرح العواقب الصحية، والتفاوض مع الأطفال، وتوفير بدائل صحية مثل الفاكهة.


كذلك، من المفيد إشراك الأطفال في وضع روتين معتدل لتناول الحلوى؛ مثل تناول قطعة صغيرة في اليوم بدلاً من منعها تماماً، ممّا يقلل من جاذبيتها، ويساعدهم على تنظيم استهلاكها، ومن المهم أيضاً تجنب استخدام الحلوى كمكافأة على السلوك الجيد أو حجبها كعقاب؛ لتفادي تصوّرها كطعام خاص أو محظور. 

 

المراجع


[1] patient.info, Why too much sugar is bad for children
[2] childrenscolorado.org, Nonalcoholic Fatty Liver Disease and the Role of Sugar Intake
[3] cmcfresno.com, The Impact of Processed Food & High Sugar Intake on Children
[4] ncbi.nlm.nih.gov, Teaching families to manage intake of candy in the home
[5] actiononsugar.org, Sugars and tooth decay

October 25, 2024 / 8:26 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.