جار التحميل...
كما يستفيد الطالب من أُسس التواصل التي يتعلّمها في المدرسة ومن حواره مع معلّمه، إذ يساعده ذلك على التفاعل جيداً مع محيطه في حياته الشخصية والعملية لاحقاً، أمّا فيما يخص أساسيات الحوار الفعّال فهي على النحو الآتي:
إن توفر بيئة آمنة خالية من السّخرية أو التوبيخ تعد فرصة لإجراء حوار فعّال، وذلك من خلال تمكين الطلبة من التعبير عن أفكارهم ووجهات نظرهم الخاصّة داخل الفصل الدراسيّ بحريّة إزاء أي موضوعٍ مطروحٍ للنقاش، كما تشجعهم على بدء المناقشات وطرح الأسئلة دون خوف أو تردد.
يمتلك كلّ طالب في الفصل الدراسيّ احتياجات فريدة يترتّب على المعلّم معرفتها إلى جانب معرفة اهتماماتهم وأساليب التعلّم التي تناسبهم، وذلك عن طريق تخصيص وقت للتعرّف عليهم، وإجراء محادثات فردية مع كلّ منهم إن أمكن، فضلاً عن مراقبة سلوكهم داخل الفصل، والحصول على ملاحظاتهم باستمرار حول ما هو مفيد خلال الفصل وما هو غير ملائم، كما يمكن الاستعانة بالاستبيان لجمع معلومات أكثر حول احتياجاتهم الفردية أيضاً.
إذ يُساعد ذلك على استيعاب وجهات نظر الطلّاب أكثر عند إجراء حوارٍ معهم، مما يتيح فهم أفكارهم في سياق هذه الاحتياجات لا بمعزلٍ عنها، ويجعل المحادثة تسير بالنحو المطلوب.
يتضمّن الاستماع الفعّال أو النشط تركيز المعلّم على ما يقوله الطلّاب جيداً، وإظهار الاهتمام والتقدير لمداخلتهم، فضلاً عن تجنّب المقاطعة أو الردّ أثناء حديثهم، بل طرح الأسئلة التي تهدف للحصول على مزيدٍ من التوضيح لوجهة نظرهم، وتكرار المعلومات للتأكّد من فهمها، والبناء على ما يقولونه، وتكمن أهمية هذه الممارسات في تحقيق أفضل استماع، إضافة إلى إظهار انخراط المعلّم فعلياً في المحادثة، مما يُشجّع الطالب على الاستمرار في الحديث.
ويتضمّن الاستماع الفعّال أيضاً إظهار المعلّم التعاطف مع الطلّاب عن طريق رؤية الموضوع من وجهة نظرهم، وفهم مشاعرهم وصراعاتهم كما يجب.
يجب أن تكون لغة الجسد أثناء الحوار إيجابية وواثقة، وذلك عن طريق ترك الذراعين مفتوحتين -غير مطويّتين-، مع مراعاة تعابير الوجه الهادئة، إلى جانب اعتماد التواصل البصريّ الذي يُظهر الدعم والانتباه، ويقلل الحواجز بين المعلّم والطالب، كما يمنح فرصةً أكبر لاستمرار الحوار حتّى النهاية بدلاً من التشتّت أو الانسحاب جرّاء التفات المعلّم لأمور أخرى، أو النظر بعيداً خلال الحديث.
يتطلب الحوار الفعّال استخدام كلمات مُحدّدة، ومفهومة، وواضحةً، وخاليةً من الغموض والحشو الذي يُشتّت الانتباه، ولتحقيق ذلك ينصح بتحضير الكلام المُراد نقله أولاً، ثمّ استخدام المفردات المناسبة للطلّاب، والتحقّق من فهمهم لها، وإتاحة الفرصة لإعادة الكلام مجدداً بطريقتهم الخاصّة.
كما يجب التحدث بصوت عالٍ بما يكفي في كافّة مراحل الحوار ليصل للطلّاب بوضوح، وأن تكون سرعة الحديث مناسبة لسماعه وفهمه ومعالجته.
وعلاوةً على ذلك؛ فإنّ الحوار الفعّال يجب أن يكون مبنياً على الصّدق، لذا يترتّب على المعلم عدم المبالغة سواء في الثّناء على سلوكٍ ما، أو التنويه لسلوكٍ خاطئ، إلى جانب اعتماد معلومات صادقة وحقيقية كأساس للحوار.
إنّ استخدام الألفاظ العدوانية أو السلبية أو الصراخ أو غيرها من الأساليب التي تحمل إساءةً للطلّاب من شأنها أن تقود إلى صراعات أو جدالات تُشتت الانتباه عن هدف الحوار الأساسيّ، وتجعل الطلاب غير مهتمين بما يقوله المعلم.
لذا يجب التحدّث بأسلوب محترمٍ وهادئ، مع استخدام الدعابة في الأوقات المناسبة لكسر حواجز الجدّية المفرطة أو الانزعاج الذي قد يُبديه الطلّاب أحياناً، وفي الوقت نفسه الحفاظ على الحزم -دون غضبٍ أو توتّر- في المواقف التي تستدعي ذلك.
عند انتهاء الحوار بعرض كلّ من المعلّم والطلّاب وجهات نظرهم، يجدر البحث عن النقاط المُشتركة والبناء عليها للوصول إلى عدّة خيارات أو حلول يُمكن اختيار ما هو مناسب أو مقبول منها بما يُرضي جميع الأطراف ويُحقّق الهدف الأساسيّ المرجو من الحوار.
ختاماً، على الرغم من أنّ المعلّم هو من يقود الحوار باعتباره الموجّه والمربّي في هذه الحالة، إلّا أنّه على الطّالب أيضاً الالتزام بأساسيات الحوار ذاتها لتحقيق أهدافه؛ وذلك بالتعبير عن نفسه بصدق ووضوح، والتحدّث بتهذيب، وإظهار الاحترام والتقدير لمعلّمه في كافّة مراحل النقاش.
المراجع
[1] blog.teamsatchel.com, 10 Ways teachers can better connect with their students
[2] highspeedtraining.co.uk, Effective Communication in the Classroom: Skills for Teachers
[3] notion4teachers.com, Ultimate Guide to Effective Communication in Education
[4] tll.mit.edu, Effective Communication in the Classroom
[5] studentbehaviorblog.org, Strategies for communicating effectively with students across learning environments