جار التحميل...
يلعب المعلم الجيد دوراً إيجابياً في حياة طلابه من خلال إلهامهم وتحفيزهم، وذلك عن طريق اكتشافه لنقاط قوّتهم وتعزيزها، ونقاط ضعفهم ومساعدتهم في التغلّب عليها، كما يدعم مواهبهم، ويُساعدهم على تحقيق أهدافهم عن طريق مواجهة التحدّيات ورفض الاستسلام، وتعزيز طموحاتهم وإبداعاتهم، فضلاً عن تحديد مسار حياتهم مستقبلاً في اختيار المهنة المناسبة لهم.
ونظراً لتواجد طلاب من خلفيات وثقافات متنوعة في الصفّ، فإنّ المعلّم الذي يوفّر مساحةً آمنة للجميع للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم بحريّة، سيُمكّن الطلّاب من الاستفادة من تجارب بعضهم البعض، وتعزيز القيم الأخلاقية فيما بينهم؛ كقيم الاحترام والتعاطف، وتنمية مهاراتهم الحياتية والاجتماعية المختلفة مثل التواصل الفعّال.
كما يعد المعلّم في كثيرٍ من الأحيان قدوةً ونموذجاً صالحاً للطلّاب، إذ يقتبسون منه كلماته وأسلوبه في الحديث، ومشاعره الإيجابية، وثقته بنفسه، وشخصيته الودودة والمعطاءة، إضافة إلى شغفه المستمرّ تجاه العلم والمعرفة وغيرها.
يشعر المعلّم بالرّضا والإنجاز والفرح عندما يرى تقدم طلّابه وتطورهم خلال الفصل الدراسيّ وصولاً إلى تحقيقهم النجاح في النهاية وتخطّيهم العديد من العقبات بمساعدته، كما تمنح مهنة التدريس المعلّم شعوراً بوجود معنى للحياة نتيجة وجود هدفٍ سامٍ يتمثّل بتنشئة أجيال المستقبل علمياً وتربوياً.
علاوةً على ذلك، عادةً ما تكون مهنة المعلّم قابلة للتطوّر المهنيّ؛ أي يمكن للمعلّم اختيار التخصّص في موضوعٍ دراسيّ معيّن، أو الانتقال إلى دورٍ قياديّ، أو التخصّص في مجال المناهج وطرق التدريس وغيرها، وهو ما يبعث على الرّضا بوجود خيارات عديدة تناسب الرغبات التي قد تتغيّر مع مرور الوقت.
توفّر مهنة التعليم للمعلّم فترات من الراحة المنتظمة المتمثّلة في العطلة المدرسية الصيفية وغيرها من الإجازات التي يمنحها القانون في غالبية دول العالم، مع إمكانية العمل بدوامٍ جزئيّ أو عن بعد، مما يتيح للمعلّم متابعة اهتماماته أو هواياته الأخرى خارج سلك التعليم، فضلاً عن الحصول على فتراتٍ للاسترخاء وتجديد النشاط قبل بدء العام الدراسيّ الجديد، وإعطاء الأولوية للحياة الشخصية، وقضاء وقت ممتع مع العائلة.
يستطيع المعلم من خلال مهنته توسيع معارفه ومهاراته باستمرار، إذ يتطلّب أن يكون معلماً ناجحاً الحصول على مزيدٍ من الشهادات العلميّة أو التربوية أو الدورات التدريبية التي تُعنى بالجوانب الاجتماعية والعاطفية والسلوكية للطلبة، أو الدورات التي تُعزّز من مهارات التدريس، أو من مهاراته التكنولوجية والحاسوبية وغيرها، مما يعني تزوّده دائماً بالمزيد بالمعرفة لمواكبة التطوّر في المجال التعليميّ.
إضافةً إلى ذلك، يكتسب المعلّم العديد من المهارات خلال عمله، مثل؛ مهارات التواصل الفعّال نتيجة تواصله الدائم مع المزيد من الأفراد سواء داخل المدرسة أو خارجها من أولياء الأمور وغيرهم، إلى جانب مهارة التعامل مع مختلف فئات الأطفال؛ سواء الأطفال العاديون أو الأذكياء أو من ذوي الإعاقة، وكذلك مهارة التنظيم وتعدّد المهام نتيجة الحاجة لإدارة الوقت والموارد بكفاءة لتحقيق أفضل إنتاجية.
باعتبار المدارس مراكز مجتمعية، يلعب المعلّم دوراً هاماً في إحداث تغيير في المجتمعات، وذلك من خلال تفاعله المباشر مع أولياء الأمور ومدير المدرسة، وبهذا يمكنه مناقشة القضايا المجتمعية العصرية والاحتياجات الخاصّة بالأفراد أو الأسر أو الأحياء، ومعالجتها بالتعاون مع الفئات المستهدفة والجهات المختصة.
كما أنّ الدّروس التي يُقدّمها المعلّم لطلّابه حول أهمية التسامح والتعايش السلميّ، وتقديمه المساعدة لحلّ المشكلات السلوكية بين الطلّاب كالعنف والاعتداء على الآخرين؛ تخلق مجتمعاً أكثر أمناً وسلاماً.
وأخيراً، فإنّ إنشاء جيلٍ من الشباب المتعلّم يعني مزيداً من الإنتاجية والإبداع في المجتمع مستقبلاً، وهو ما يُنمّي اقتصاد المجتمع، ويقوده نحو الأفضل.
المراجع
[1] lapu.edu, Why Should I Become a Teacher? The Impact and Benefits of Teaching
[2] uopeople.edu, Why Are Teachers Important in Our Society?
[3] drexel.edu, Why Become a Teacher?
[4] strath.ac.uk, Why become a teacher?
[5] teachersoftomorrow.org, 12 Reasons Why Teachers Play A Crucial Role In Society