جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
مهارة حياتية تبدأ من الطفولة

مساعدة الطفل في تطوير مهارة حل المشكلات

10 ديسمبر 2024 / 9:37 PM
مساعدة الطفل في تطوير مهارة حل المشكلات
download-img
تُمثّل مهارة حل المشكلات مهارة حيوية مفيدة ومهمّة تُنمي شخصية الطفل وتعزز ثقته بنفسه، وتُشجعه على التفكير الإيجابيّ البنّاء الذي يُمكّنه من التعامل مع التحديات والصعوبات التي تواجهه في المدرسة أو في الحياة اليومية عموماً، وتجاوزها بوسائل إبداعية ومميزة.

وتوجد بعض الوسائل التي تساعد الوالدين على تطوير هذه المهارة لدى الطفل، أبرزها ما يأتي:

الظهور كقدوة حسنة أمام الطفل

يَعد الأطفال أهاليهم المعلم الأفضل في حياتهم، فيُتابعون تصرفاتهم بدقّة، ويُقلّدون ردود الأفعال الصادرة عنهم تلقائيّاً من الصغر، لذلك فإنّ لأفعال الوالدين اليومية، وكيفية تعاملهم مع المشكلات وإدارتها وحلّها دوراً مهماً في تطوير مهارات حل المشكلة لدى الطفل، فهو يُلاحظ ما يفعله الأهل ويحذو خلفهم فيتعلم منهم الدروس القيّمة، وأنماط التفكير المنطقي، لا سيما إذا وضحوها له وشرحوا كيفية استنتاجها، كأنّهم يفكرون بصوتٍ مسموع، لكن بأسلوبٍ مُبسّط يتناسب مع عمر الطفل.

 

ولا ننسى أهمية استغلال الوالدين للحياة اليومية كأنّها حصص تعليمية حرّة غير مفروضة على الطفل، ومحاولة إشراكه في حل المشكلات العائلية البسيطة، مع مراعاة التصرّف بحكمة، وتجنّب الغضب والتسرّع، أو إهمال المشاكل ومراكمتها مهما صغر حجمها.

بناء الثقة والاعتماد على النفس

تَكمُن أهمية بناء الثقة لدى الطفل في خلق مشاعر إيجابية لديه، والتأثير في نفسيته وإشعاره بالراحة والتفاؤل، وبالتالي زيادة رغبته في الاعتماد على نفسه والشعور بالاستقلالية التي تدفعه إلى المحاولة، وصُنع القرار وإيجاد الحلول وتحمّل العواقب وعدم التردد والخوف من الفشل، بل الرضا بالنتيجة وتقبلها، وتُغرَس هذه الثقة بمحبة الوالدين له ودعمهم وتشجيعهم، فيدرك الطفل أنّ وراءه درعاً يحميه، ووالدان يساندانه في الظروف جميعها.

تعليم الطفل الاستراتيجيات الأساسية لحل المشكلة

قد لا يتمكن الطفل وحده من استنتاج الخطوات السليمة لحل المشكلة إذا لم يعلمها له والداه، وهذه الخطوات من شأنها مساعدته على إيجاد المفتاح والوصول إلى الحل بسرعة، وأهمها تحديد ماهية المشكلة بدقة ونوعها، ثمّ التفكير في أهم الحلول الممكنة ودراستها، ثم تقييمها واختيار الأفضل بينها، وأثناء ذلك يُمكن للطفل جمع البيانات وطرح الأسئلة، وتبادل المعلومات والأفكار من مصادر مختلفة، ويُمكنه طلب المساعدة من والديه أو من معلميه، أو البحث عبر شبكة الإنترنت.

 

وأخيراً لا بُد من تجربة أفضل الحلول وتقييم نتائج كلٍ منها، وتحديد أكثرها فعالية لاستخدامها في المرات القادمة إذا واجه الطفل مشكلة مشابهة.

فعلى سبيل المثال، واجه الطفل مشكلة في فقدان لعبة له داخل غرفته، هنا يمكن تعليمه كيفية استخدام الخطوات الأساسية لحل المشكلة، أولاً؛ مساعدته في تحديد المشكلة بوضوح: "اللعبة مفقودة وأرغب في إيجادها"، وبعد ذلك، مساعدته على التفكير في أماكن محتملة يمكن إيجاد اللعبة فيها، كأن يتذكر أين لعب بها آخر مرة، أو الأماكن التي يضع بها ألعابه عادةً، ثمّ تشجيعه على تقييم هذه الأفكار وتحديد الأفضل منها، مثل البدء بالبحث في هذه الأماكن، ويمكن للطفل خلال عملية البحث أن يجمع البيانات، مثل سؤال إخوته في حال رؤية اللعبة أم لا، وأين كان ذلك.

التشجيع على التفكير الإبداعي 

يجب على الأهالي ترك مساحة حرّة للطفل لكي يُجرب ويفشل، أو يُعيد المحاولة بوسائل مختلفة، يبتكرها من مخيلته، للوصول إلى حلولٍ إبداعية، وهذا هو التفكير الإبداعي الذي يعتمد على استراتيجياتٍ غير تقليدية قد تميل إلى المخاطرة، وتتضمن احتمالاتٍ عدّة منها الفشل والخطأ، لكن لا بُد من تجربتها؛ لأنّها ستولد أفكاراً جديدة، وقد تكون سبباً في نجاحاتٍ باهرة وإيجاد حلول عظيمة للمشكلات، بالإضافة إلى أنها ستكسب الطفل دروساً وخبرات تُفيده في مواقف أخرى.

قراءة القصص التي تُحفّز التفكير

تُعد القصص من الوسائل الجذّابة والمرغوبة لدى الأطفال، ويُمكن الاستفادة منها لتعلّم مهارة حل المشكلة، وذلك بانتقاء القصص التي تتضمن عقدة ومشكلة تتضح سماتها من تفاصيل القصة، مع سردها بأسلوبٍ مميز ومشوق، يجعل الطفل يستمع باهتمام ويندمج مع الأحداث ويُشارك والديه الأفكار، فيُمكن سؤاله أثناء القراءة عن رأيه في تصرف البطل، وعّما إذا كان صحيحاً ومفيداً، وكيف يُمكنه تجاوز الأمر ومعالجة المشكلة، وما الذي تعلمه في نهاية القصة. 

تعليم الطفل مهارات التفكير النقدي

يُتيح التفكير النقدي للطفل تحليل المشكلة إلى عدّة أجزاء، وإيجاد حل لكل جزءٍ على حدة، ثمّ إيجاد الروابط بينها وحل المشكلة الأساسية، ما يُسهّل إيجاد حلول للمشكلات الصعبة.

 

ويُمكن للطفل تعلّم هذا النمط بطرح الوالدين عليه الأسئلة المفتوحة عن الأشياء أو المواقف الحياتية المختلفة التي تحتاج إلى تفكيرٍ وتحليل، ومقارنة الإيجابيات والسلبيات، وإعطائه فرصة للإجابة عن التساؤلات، والتفكير بصوتٍ مرتفع بربط العناصر والتعبير عن المفهومات والحقائق بأسلوبه العفوي، والاستماع إليه باهتمام.

تنمية مهارات الطفل أثناء اللعب

يكتسب الطفل أثناء اللعب كثيراً من المهارات والخبرات المهمة لتخطي المشكلات التي تواجهه، بالإضافة إلى أنّ الألعاب الإبداعية تجذبه وتُنمي فضوله، وتزيد شغفه ورغبته في الاكتشاف والمحاولة وتجربة النجاح والفشل، والتكيّف مع الظروف المختلفة والاستفادة من العناصر المحيطة لحل المشكلات، بما في ذلك ألعاب الحرف اليدوية البسيطة، والألعاب الذهنية التي تُعزز التركيز، مثل الألغاز والبازل، وألعاب التركيب والبناء التي تُحفّز الخيال والابتكار.



ختاماً، من الطبيعي أن يواجه الطفل بعض الصعوبات عند التعامل مع أيّ مشكلة تواجهه، ولا يُتوقَع منه حل جميع المشكلات بمفرده، فالفروق الفردية بين الأطفال كبيرة؛ لذا يجب على الوالدين تقديم الدعم والتوجيه اللازم لطفلهم متى ما استدعت الحاجة إلى ذلك وعدم الاعتماد عليه على نحو كلي أو تعمّد توبيخه؛ حتى لا يُصاب بالإحباط، أو يؤذي نفسه في المواقف الخطيرة.   

 

 المراجع 


[1] indapsychologist.org, 8 Steps to Help Your Child Learn Problem Solving Skills
[2] familycentre.org, How to Teach Problem-Solving Skills to Your Child
[3] nationwidechildrens.org, Problem Solving: How to Teach Young Children
[4] lvds.com, 10 Ways to Teach Your Children to Be Problem Solvers
[5] scholastic.com, How Your Child Learns to Problem-Solve


December 10, 2024 / 9:37 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.