جار التحميل...
وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأشخاص يُفضِّلون الجلوس بالطريقة التي تمنحهم الراحة فقط دون أيّ اعتبارات أخرى، إلّا أنّ ذلك وحده قد لا يكون كافياً؛ إذ لا بُدّ من الالتزام بآداب الجلوس والإتيكيت الذي يشمل عدداً من القواعد والأساسيات التي ينبغي مراعاتها، والتي تنمّ بدورها عن التهذيب والاحترام، ومن هذه القواعد ما يأتي:
من إتيكيت الجلوس مراعاة الوضعية الجيِّدة بحيث تكون القدمان مُستويتَين على الأرض، مع توزيع الوزن على كلا الوركَين دون الارتكاز على أحدهما دون الآخر، وإسناد الظهر إلى المقعد، وإرخاء الكتفَين بدرجة معقولة، أمّا الرُّكبتان، فيجب أن تكونا بمُحاذاة ارتفاع الوركَين أو أقلّ بنسبة بسيطة، مع ضرورة ترك مسافة بين الجزء الخلفي منهما والمقعد، ومن الأفضل تجنُّب الجلوس بساقَين أو كاحِلَين مُتقاطِعَين.
قد ينمّ الجلوس بانحناء أمام الآخرين عن عدم الاحترام، واللامبالاة بهم، وهو يُعطي أيضاً انطِباعاً بأنّ الشخص غير واثق من نفسه؛ لذا، لا بُدّ من مراعاة الجلوس باستقامة في الأماكن كافَّة؛ سواء أكان ذلك في العمل، أم في المطعم، أم خلال زيارة أحد المرضى؛ إذ يُسهم في تحسين التواصل البصري مع الآخرين، والتفاعل معهم، إلى جانب آثاره الإيجابية في الصحة الجسدية.
ويمكن تحقيق ذلك بالجلوس في منتصف الكرسي أو المقعد، والحفاظ على وضعية الجسم باستقامة دون انحناء أو تَراخٍ؛ أي أن يكون الظهر مُستَقيماً، والكتفان مُسترخِيَين وغير مُشدودَين، والرأس مرفوعاً طبيعيّاً بحيث تكون الذقن بمُوازاة الأرض، وهذه الوضعية تُعطي انطباعاً بالثقة، وتساعد على تقليل الضغط على العمود الفقري.
يصدر عن بعض الأشخاص عدد من الحركات اللاإرادية أثناء جلوسهم مع الآخرين، وهي لا تُعَدّ من قواعد إتيكيت الجلوس، ومن أبرزها هَزّ الساقَين أثناء الجلوس؛ ممّا يدلّ على التوتُّر، أو الشُّعور بالانزعاج من شيء ما في الجلسة، وقد تتسبَّب هذه الحركة في تشتيت انتباه الآخرين، ومن الحركات غير اللائقة أيضاً النَّقر بأطراف الأصابع على المقعد أو الطاولة، وهي حركة تُعطي انطباعاً بأنّ الشخص في عَجَلة من أمره، وتدلّ على عدم الصبر؛ لذا، يُفضَّل اجتنابها.
تعكس وضعية اليدين الكثير عن شخصية الفرد وثقافته؛ لذا، لا بُدّ أن تكونا مُرتاحتَين، ويُفضَّل وضعهما على الطاولة عند حضور اجتماع، أو تناول الطعام؛ دلالةً على الانفتاح والتركيز في المحادثة، أمّا في الجلسات غير الرسمية، فيمكن وضع اليدَين فوق الفخذَين، أو على الجانبَين عند عدم استخدامهما، ويمكن للنساء استخدام اليدَين للإمساك بالحقيبة.
وعُموماً، ينبغي أن تكون اليدان في وضعية مُريحة وطبيعية، مع مراعاة تجنُّب فركهما، أو تشبيكهما بإحكام؛ لأنّ ذلك قد يُظهِر أنّ الشخص مُتوتِّر أو قلق؛ فاليدان المُستَرخِيَتان تُعطِيان انطباعاً بالراحة، والثقة.
لا بُدّ من مراعاة الشخص للملابس التي يرتديها قبل جلوسه، وأثناء الجلوس؛ فالنساء اللواتي يرتدين الملابس القصيرة مثلاً ينبغي عليهنّ ضَمّ الساقَين وعدم إبعادهما بعضهما عن بعض، وهو الحال نفسه عند ارتداء البنطال؛ ممّا يُضفي المزيد من الأناقة، مع ضرورة الانتباه إلى تعديل الفستان أو التنّورة قبل الجلوس على المقعد بحَيثية تمنع تجعُّده نتيجة الجلوس عليه، وإسداله بالحيثية التي تمنع الانكشاف.
أمّا الرجال، فإنّ الانتباه إلى طبيعة الملابس التي تتناسب مع إتيكيت الجلوس أمر مُهِمّ؛ إذ ينبغي على الرجل الذي يرتدي بدلة أن يراعي ضرورة فكّ أزرار الجاكيت قبل الجلوس، بالإضافة إلى سَحب البنطال إلى الأعلى قليلاً؛ للجلوس براحة أكثر، وتجنُّب الضغط على الفخذَين.
وفي ما يتعلَّق بالملابس الرياضية، أو الكاجوال، فإنّ وضعية الجلوس ينبغي أن تكون أكثر مرونة لتمنح حُرِّية أكبر، ومن الجيِّد الحفاظ على وضعية مُريحة ومُستَقيمة قدر الإمكان؛ للحفاظ على الراحة، ودعم الجسم، إلى جانب المحافظة على الإتيكيت.
وفي الختام، يساعد اتِّباع قواعد إتيكيت الجلوس في بناء حُضور قويّ، وترك انطباع إيجابي لدى الآخرين؛ فالجلوس بوقار وثقة يُظهِر الفرد بمظهر أكثر احترافية، ويُعزِّز ثقته بنفسه في المواقف الاجتماعية والمهنية على حَدٍّ سواء.
المراجع
[1] discover.hubpages.com, The Lady-Like Elegance of Sitting Gracefully
[2] universalclass.com, Etiquette Consultant Information about Sitting Positions, Walking Styles and Proper Attire
[3] realmenrealstyle.com, How Men Should Sit (Should Men Sit With Their Knees Open Or Closed?)
[4] wikihow.com, How to Sit Like a Lady
[5] independent.ng, Sit Like A Lady’ Etiquette