جار التحميل...
وتجدر الإشارة إلى أنّ المسؤول عن التوظيف يبحث في النهاية عن اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب؛ تبعاً لمُتطلَّبات المؤسسة وحاجتها.
لا بُدَّ من التعامل مع مقابلات العمل بذكاء في المواقف المُتوقَّع مواجهتها في هذا اللقاء السريع؛ الأمر الذي من شأنه أن يترك انطباعات عِدَّة عن شخصية المُتقدِّم؛ بإظهار نقاط القوَّة العملية والشخصية التي تتماشى مع حاجات الشاغر الوظيفيّ.
ولا بأس في التطرُّق إلى ذكر بعض التفاصيل الداعمة بثقة كبيرة، أمّا نقاط الضعف التي يُنصَح بتجنُّبها، والتغلُّب عليها أثناء المقابلات، فيمكن توضيحها على النحو الآتي:
تُعَدّ مشاعر القلق والتوتُّر المُصاحِبة لمقابلات العمل الشخصية من الأمور الطبيعية التي يواجهها مُعظم الأفراد؛ فالبعض قد ينسى ما يُريد قوله أحياناً، وتزداد سيطرة هذه المشاعر على الشخص عند التفكير في الأسئلة التي ستواجهه، أو إمكانات المُنافِسِين، ومع ذلك يمكن السيطرة على معظم الأمور؛ فلا داعي للقلق.
ولا بُدّ أيضاً من السعي دائماً لإبراز جانب الثقة بالنفس أثناء المقابلات، وعلى الرغم من أنّ الأمر قد لا يكون بهذه البساطة، فإنّ التحضير المُسبَق سيُؤدّي دوراً مهمّاً في تقليل التوتُّر.
ثمّ إنّ إجراء مقابلة افتراضية مع صديق مُقرَّب؛ للتدرُّب على ما ينبغي التطرُّق إليه أثناء المقابلة، مع الحرص على ترتيب الأفكار، سيساعد في التحضير النفسيّ للمقابلة الفعليَّة؛ فلا تكون مُقلِقة.
ويُشار إلى أنّ ارتداء الملابس الأنيقة يترك انطِباعاً جيِّداً عن الشخص لدى مُقابِليه، ثمّ إنّ ذلك يزيد ثقة المُتقدِّم إلى الوظيفة بنفسه، ويُخفِّف مشاعره المُضطربة؛ لذا، لا بُدّ من البحث عن ملابس مناسبة للحضور، ولا بأس في استشارة الأصدقاء في ذلك أيضاً.
ويُنصَح أيضاً بالحفاظ على ابتسامة لطيفة أثناء تبادُل الأسئلة والأفكار مع المُقابِل، ولا مانع من البَوح بوجود بعض مشاعر التوتُّر عند اللزوم؛ فالتظاهر بعكس ذلك يزيد الأمر سوءاً في بعض الأحيان.
يُعاني بعض المُتقدِّمِين عند إجراء المقابلات الشخصية من عدم قدرتهم على التحكُّم في أعصابهم، ومن ثَمَّ فقدانهم التركيز في أوقات مُعيَّنة من اللقاء؛ فلا يتمكَّنون من الإلمام بالأفكار المطروحة أمامهم جميعها.
وعلى الرغم من أنّ الشعور بالتوتُّر والقلق قد يزيد الحالات السابقة، فإنّ الالتزام ببعض الأمور ذات التأثير الفعّال يمكن أن يساعد في تحسين الوضع، واستعادة الحضور الذهني.
ويُنصَح هنا بمُتابَعة حديث الشخص المُقابِل أوّلاً بأوّل؛ بالاستماع الجيِّد، والتدقيق في كلّ كلمة وحركة تصدر عنه، ويُنصَح أيضاً بالتفاعُل مع أسئلته واستفساراته؛ مَنعاً لأيّ تشتُّت قد يحدث.
ولا بُدّ من التفاعل بقدر مُحدَّد دون مبالغة في ذلك؛ فالزيادة في الحديث أحياناً قد تؤدّي إلى ذِكر معلومات لا ينبغي الحديث عنها في مقابلات العمل الرسمية.
وينبغي أيضاً التركيز على إبراز الجوانب التي تهمّ الشركة قدر الإمكان، وعرض المهارات باتِّزان، وإن حدث وأجاب المُتقدِّم عن سؤال ما إجابة خاطئة، فلا مانع من طلب الإجابة عنه مرَّة أخرى، ولا مانع من الاستفسار عن النقاط أو الأسئلة غير المفهومة وطلب توضيحها؛ فهو أفضل من الانشغال بها حتى نهاية هذه المقابلة القصيرة.
على الرغم من أنّ البعض يشكون انعدام قدرتهم على اجتياز مقابلات العمل الشخصية؛ لعدم امتلاكهم الخبرة الكافية، ويشيع انتشار هذه المشكلة بين حديثي التخرُّج، فإنّ المُتقدِّم للوظيفة يمكنه أن يكون ذكيّاً بما يكفي ليقنع مَن يُقابِله بكفاءته وبما يمكنه إضافته إلى الشركة؛ باستخدام مهاراته في التعلُّم السريع، وتحمُّل الضغط.
ثمّ إنّه يمكنه ذلك بالتحلّي ببعض المهارات التطوُّعية والأكاديمية الأخرى التي قد تتوافق مع مجال العمل، ويمكن التنويه إلى أنّ التفوُّق الدراسي في الجامعة أمر مُستحَبّ أيضاً، أمّا نبرة الصوت، فلا بُدّ أن تدلّ على الثقة بالنفس؛ لمزيد من الإقناع.
يُركِّز معظم المسؤولين عن التوظيف في الشركات على لغة الجسد؛ فالأمر لديهم لا يتوقَّف عند الأمور اللفظية الظاهرية فحسب، بل يمتَدّ إلى ما هو أبعد من ذلك؛ ممّا يعني ضرورة الاهتمام بالجوانب الأخرى؛ كلغة الجسد.
ويُشار في هذا الصَّدد إلى أنّ الحركات البسيطة تحمل عدداً من الرسائل والإشارات؛ فالضغط على القلم أكثر من مرَّة في المقابلة، وتجنُّب التواصل البصري، وتشبيك اليدَين، جميعها تُمثِّل حركات لا إرادية لا بُدَّ من التنبُّه إليها؛ لأنَّها تُشير عادة إلى القلق وعدم الارتياح.
ويُنصَح أيضاً بأن يجري الحديث بسرعة مُعتدِلة دون استعجال؛ فالسُّرعة أثناء الكلام قد تُعطي انطِباعاً سيِّئاً؛ إذ قد تُشير إلى انعدام الثقة بالنفس، وعند الشعور بالتوتُّر، يمكن التوقُّف عن الحديث قليلاً، وإظهار ابتسامة خفيفة، مع الحرص على الجلوس باستقامة، والتركيز على التواصل البصري قدر الإمكان.
قد يؤدّي كذب المُتقدِّم في ما يُوفِّره من معلومات دقيقة عن خبراته ومهاراته في المقابلات الشخصية إلى رفضه؛ فهو مذموم وغير أخلاقيّ، ثمّ إنّه يؤدّي إلى ترك انطباع أوّلي سيِّئ لدى المُقابِل.
واستمرار المُتقدِّم في الكذب قد يؤدّي إلى دخوله متاهات أخرى، ومن ثَمَّ ارتكابه أخطاء قد لا يستطيع حَلّها -إن جرى قبوله في الوظيفة واستلمَ عمله رسمياً-؛ ممّا قد يؤدّي إلى فُقدانه الوظيفة لاحقاً مع فُقدان السُّمعة؛ لذا، يُنصَح بالدِّقَّة في الإجابات، مع مُراعاة عدم الكشف عن الأمور التي قد تُضعِف فرصة الحصول على الوظيفة إن لم يجرِ السؤال عنها صراحةً.
لا بُدّ من إدراك أنّ الإعداد لمُقابلة العمل الشخصية إعداداً وافياً أمر ضروريّ حتى لو لم يكن الوقت كافياً؛ فالمقابلة ستُحدِّد أمكانيَّة القبول في الشاغر من عَدَمه، والمُنافِسون كُثر.
وفي هذا الصَّدد، ينبغي أوّلاً التأكُّد من الفهم الصحيح لطبيعة عمل الشركة، بالإضافة إلى فهم الوصف الوظيفي المُعلَن عنه؛ بهدف مُطابَقة الخِبرات والكفاءات المطلوبة مع تلك التي يمتلكها المُتقدِّم.
ويُنصَح المُتقدِّم للمقابلة الشخصية بالتحضير لها؛ من خلال البحث عن الأسئلة الشائعة، وأنسب الإجابات عنها، ولا بُدّ أن تكون الإجابات مناسبة ومقنعة، وخاصَّة تلك التي تتعلَّق بما يُمكنه إضافته إلى الشركة -إن جرى تعيينه فيها-، ويُنصَح أيضاً بالتدرُّب على التعامل مع الأسئلة المُحرِجة بأسلوب ذكيّ دون ترك انطباع سيّئ.
لا بُدّ أن يتوقَّع المُتقدِّم للمقابلة الشخصية عدداً من الأسئلة الشائعة؛ كأن يُسأل عن نقاط الضعف التي يمتلكها، أو الصفات الشخصية التي يرغب في التخلُّص منها.
وعلى الرغم من أنّ الجميع يمتلكون نقاط ضعف، والإنكار لا يُعَدّ منطقياً بالطبع، فإنّ الإجابة بحكمة؛ لإبراز نقاط القوّة عند الحديث عن نقاط الضعف أمر بالغ الأهمّية؛ ممّا يزيد رغبة المُقابِل في قبوله للعمل.
ومن الإجابات الجيِّدة في هذا السِّياق أن يقول المُتقدِّم إنّ شغفه بالعمل يُمثِّل نقطة ضعفه؛ ممّا شكّل لديه صعوبة في الموازنة بينه وبين حياته الشخصية دون رقابة ذاتية حازمة، أو أن يُبيِّن للمقابل مدى حِرصه على التدقيق في التفاصيل، وأنّ هذه الصفة باتت تُؤرِّقه.
ويمكن أن تتمثَّل نقاط الضعف -بالإضافة إلى ما سبق ذِكره- بعدم القدرة على التفوُّه بكلمة (لا) في ما يتعلَّق بمساعدة الآخرين على حساب الراحة الشخصية؛ ممّا يزيد أعباء العمل.
وفي الختام، لا بُدّ من الإشارة إلى اهتمام وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة بإعداد الطلبة؛ ليكونوا قادرين على اجتياز المقابلات الشخصية في المستقبل.
ومن أوجه ذلك: نَشر عدد من الأسئلة الشائع طرحها عادة في المقابلات الشخصية عبر الموقع الرسمي الخاصّ بهم، وإرشاد الطلبة إلى إجابات نموذجية تزيد فُرَص اختيارهم لملء الشاغر المطروح، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوزارة كانت قد حرصت على تقديم عدد من النصائح المُهِمَّة أيضاً أثناء المقابلات.