جار التحميل...
وفي ما يلي أهمّ النصائح لتقديم النفس بأسلوب مُقنِع في المقابلات الشخصية:
لا بُدّ من أن يُجري المُتقدِّم للوظيفة بحثاً شاملاً عن الشركة المُراد التقدُّم لها؛ عبر الإنترنت، والصفحات الرسميَّة للشركة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتكوين فكرة عامَّة عنها؛ كتاريخ تأسيسها، وأهدافها، وطموحاتها، ويُفضَّل أيضاً البحث عن الأشخاص الذين سيُقابلونه؛ للاستعداد التامّ قبل إجراء المقابلة.
ولا بُدّ أيضاً من مراجعة السيرة الذاتية، وتذكُّر النقاط الأساسية المُتعلِّقة بها، والتخطيط الجيِّد؛ بإعداد إجابات مدروسة للأسئلة الشائعة، مثل "تحدَّث عن نفسك"، بما يعكس نقاط القوّة الشخصية والمهنية التي تخدم الوظيفة المطلوبة.
وعند الذهاب إلى المقابلة، ينبغي أن يُظهِر المُتقدِّم أجواءً من الثقة والاحترافية؛ كالحرص على الوصول إلى الشركة مُبكِّراً عن موعده؛ ممّا يترك عنه انطباعاً جيِّداً في الحفاظ على المواعيد، بالإضافة إلى أنّه يُتيح الفرصة للحصول على قِسط من الراحة، ومراجعة الأفكار العامَّة للمقابلة جيِّداً، ويُعزِّز شعوره بالهدوء والتنظيم، فيبدو أكثر استعداداً وثقة.
الانطباعات الأولى بالغة الأهمّية في المقابلات الشخصية؛ لذا، على المُتقدِّم أن يُولي لغة جسده اهتماماً كبيراً بقدر اهتمامه باختيار كلماته؛ كمصافحة المُحاوِر بقوَّة تُظهر الاحترام، والثقة بالنفس، مع الحفاظ على الابتسامة المُعتدِلة، والتواصل البصري في الوقت نفسه؛ لتعزيز الانطباع الإيجابي، وإظهار الاستعداد والحماس للعمل.
ومن التفاصيل المهمة التي يجب أن يُركِّز عليها المتقدِّم للوظيفة أثناء المقابلة إيماءات اليدَين أثناء الحديث، فيتجنَّب السلبية منها، مثل: تكتيف اليدَين، أو وضعهما في الجيوب، أو تحريكهما بصورة مُفرِطة؛ إذ ينبغي استخدامهما باعتدال؛ لتوضيح فكرة ما، أو التأكيد على أمر ما.
ومن المُهِمّ أيضاً الانتباه إلى نبرة الصوت؛ بحيث تكون واضحة، وواثقة، ومناسبة لمعنى الكلام؛ كأن يكون الصوت مُفعَماً بالنشاط والحماس عند الحديث عن أداء المَهامّ؛ فعدم مناسبة نبرة الصوت للكلمات قد تُشير إلى عدم المصداقية؛ ممّا يُعطي انطباعاً سلبياً.
ولكسب انطباع أوّلي إيجابيّ، على المُتقدِّم اختيار ملابس مناسبة للمقابلة الشخصية؛ بحيث تكون رسمية وأنيقة وذات ألوان هادئة ومُحايِدة؛ ممّا يعكس احترافية الشخص، واحترامه الفرصة المُقدَّمة له.
لا بُدّ أن يُبرز المُتقدِّم للوظيفة مهاراته وخبراته إلى جانب مُؤهّلاته العلمية، وخاصَّةً ذات الصِّلة المباشرة بالوظيفة المطلوبة؛ فإن كانت الوظيفة تتطلَّب مهارات تقنية، فإنّ على المُتقدِّم تسليط الضوء على تجاربه السابقة في التعامل مع البرامج والأدوات التقنية؛ سواء أكانت عامَّة، مثل إتقان برامج "Microsoft Office"، أم مُتخصِّصة في مجال مُعيَّن.
ويمكن للمُتقدِّم استغلال المقابلة الشخصية بوصفها فرصة لإبراز النفس، والتفوُّق على المنافسين؛ كأن يُسلِّط الضوء على تجربة مهنية ناجحة له قد تُثير اهتمام المُحاوِر وتُحفِّزه على طرح الأسئلة؛ ليعرف أكثر عن مهارات المُتقدِّم للوظيفة، أو طرح أسئلة ذكية تتعلَّق بطبيعة العمل؛ ممّا يعكس اهتمامه بمعرفة مجال العمل.
من شأن مشاركة القِيَم الأخلاقية والمهنية في المقابلة الشخصية تعزيز فرصة الحصول على الوظيفة، مثل: التركيز على أهمّية النزاهة، والمسؤولية، والعمل الجماعي، وحبّ التعلُّم، والتطوُّر المُستمِرّ، وغيرها؛ فالمُحاوِر سيُحاول فهم مدى مُلاءمة المُتقدِّم لثقافة الشركة ومسؤولياتها.
ويُنصَح بربط القِيَم الأخلاقية والمهنية بتجارب سابقة بدلاً من الاكتفاء بذكرها؛ لإظهار المصداقية، والكشف عن مدى توافُقها مع قِيَم الشركة؛ كأن تكون الشركة مُهتَمَّة بالابتكار، فيمكن للمُتقدِّم حينها ذِكر تجربة سابقة له تعكس قِيَم الابتكار.
وختاماً، بالتحضير الجيِّد للمقابلة الشخصية، واتِّباع النصائح السابقة؛ من تقديم النفس بوضوح، واستخدام لغة الجسد ونبرة الصوت باحترافية، وتسليط الضوء على المهارات والإنجازات، ومشاركة القِيَم الشخصية والمهنيَّة مع المُحاوِر، يمكن أن يترك الشخص انطباعاً إيجابياً عنه، ويجعله منافساً قوياً.