جار التحميل...
"حدِّثنا عن نفسك"، أو "عرِّفنا بنفسك"، هو السؤال الأوّل والأكثر شيوعاً في المقابلات الشخصية، وتكاد لا تخلو منه، ويُنصَح بالإجابة عنه بإيجازٍ ووضوح؛ من خلال البدء بمعلوماتٍ عامّة تتعلّق بمكان التعليم، والدرجة العلمية، ثمّ التركيز على الحياة المهنية، والخبرات، والمهارات العملية، مع تجنُّب ذِكر تفاصيل شخصية لا علاقة لها بالعمل؛ كالأسرة مثلاً.
وعلى سبيل المثال، يُمكن الإجابة كالآتي: "تخرَّجت من جامعة (اسم الجامعة)، وتخصَّصت في (اسم التخصُّص)، ولديَّ خبرة عمليَّة مقدارها (عدد) سنوات، في مجال (اسم المجال)، وعملت مُؤخَّراً في شركة (اسم الشركة)، وكنت مسؤولاً عن (أهم المسؤوليات)، ولديَّ مهارات جيّدة في (أهم المهارات)".
لا شكّ في أنّ الشركات ترغب في توظيف أشخاصٍ متحمّسِين للوظيفة، ويُمكنهم إضافة الكثير إليها؛ لذا لا بُدّ من الإجابة عن هذا السؤال بطريقةٍ ذكية ودقيقة، والاستعداد له مُسبَقاً؛ بإجراء بحثٍ شامل مُفصَّل حول طبيعة العمل في الشركة، والتعرُّف إلى المهارات والمُتطلَّبات اللازمة للوظيفة، ثمّ إظهار الاهتمام والشغف بالعمل في الشركة وبهذه الوظيفة تحديداً أثناء المقابلة، وتوضيح مدى توافقها مع المهارات والخبرات التي يتَّصف بها طالب العمل، مع تذكُّر أنّ هدف صاحب العمل من هذا السؤال هو معرفة السبب الذي يجعل المُرشَّح الذي يُقابله هو الأنسب للشاغر الوظيفي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أصحاب العمل يُمكن أن يطرحوا هذا السؤال بطرقٍ أخرى، مثل: "ما الذي تبحث عنه في هذه الوظيفة؟"، أو "ما الذي يجعلك المُرشَّح الأفضل لهذه الوظيفة؟"، أو "ما الذي يُؤهِّلك لتولّي الوظيفة؟"، أو "ما الذي تستطيع تقديمه في هذا المنصب ولا يستطيع تقديمه شخص آخر؟"، وهذه الطُّرق جميعها تتطلَّب التركيز في الإجابة على المهارات والخبرات تركيزاً مُفصَّلاً، وكيف يُمكن توظيفها لصالح الشركة من خلال الشاغر المُتوفِّر، مع دعم الإجابة بأمثلةٍ وتجارب سابقة.
عند الإجابة عن هذا السؤال، لا بُدّ من الانتباه إلى عدم الاكتفاء بذِكر المعلومات العامّة عن الشركة، والتي تكون بدورها مذكورة في الموقع الرسميّ الخاصّ بها مثلاً، بل يجب إظهار أنّ هناك معرفة جيِّدة بمجال العمل الخاصّ بها، وبثقافتها، وقِيَمها، واستراتيجيّاتها، وحتى منافسيها، ودورها في سوق العمل، ويُمكن الوصول إلى مثل هذه المعلومات بالتواصل مع مُوظَّفين حاليّين أو سابقين في الشركة، أو البحث والقراءة في تقاريرها السنوية، ومقالات الأخبار عنها، وما إلى ذلك.
كما لا بُدّ من التعبير عن الرغبة بالعمل في الشركة؛ لأنَّها تدعم النموّ والتطوُّر مثلاً، أو لأنَّها من الشركات الرائدة في المجال المُراد اكتساب المزيد من الخبرات المهنيَّة فيه.
عندما يكون الأمر مُتعلِّقاً بنقاط القُوَّة، فإنّ من المُفضَّل ذِكر صفة أو صفتَين مُميَّزتَين فقط في الشخصيَّة، مع التركيز على الصفات المُؤهِّلة للوظيفة، والتي من شأنها أن تزيد فرص الحصول عليها، مع دعم كلِّ صفة بأمثلةٍ ومواقف من الواقع؛ فيُمكن قول: "أنا مُبدع ولديّ مهارات ممتازة في حلّ المشكلات، في وظيفتي السابقة واجهتُ مشكلة تقنية مُعقَّدة، وتمكَّنت من إيجاد حلٍّ مُبتَكَرٍ لها وَفَّر الكثير من المال والوقت على الشركة"، ويجدر بالذِّكر أنّ من أبرز نقاط القوة التي يُفضِّلها أصحاب العمل في المُوظَّفين بشكلٍ عام: الإبداع، والعمل الجماعيّ، والعمل تحت الضغط، وسرعة التعلُّم.
أمّا بالنسبة إلى نقاط الضعف، فهدف صاحب العمل عند السؤال عنها هو معرفة مدى الوعي الذاتيّ عند المُرشَّح للوظيفة وصدقه مع نفسه؛ لذا يُفضَّل ذِكر صفة واحدة مثلاً مع التركيز على كيفية العمل لتحسينها وتحويلها إلى نقطة قوَّة؛ فمثلاً يُمكن قول: "أحياناً أُواجه صعوبة في التحدُّث أمام مجموعاتٍ كبيرة، لكنَّني أعمل على تحسين مهاراتي من خلال حضور وُرَش عمل، ومُمارَسة التحدُّث مع مجموعاتٍ أصغر".
يُنصَح بالإجابة عن هذا السؤال دون أيّ انتقاد أو إساءة إلى أصحاب العمل في الوظيفة السابقة إن كان سبب تركها وجود خلافٍ معهم، وكذلك تجنُّب ذكر أيّة إخفاقات أو مشكلات، والتركيز على الأسباب الإيجابيَّة، مثل: البحث عن فُرَصٍ جديدة للتطوُّر، واكتساب مهاراتٍ وخبرات إضافيَّة.
يهدف هذا السؤال إلى تقييم المهارات والخبرات لدى المُرشَّح للوظيفة، وكيف يُمكن أن يُسهم في تطوير الشركة، وللإجابة عنه بشكلٍ جيّد، يُمكن اختيار إنجاز أو إنجازات ذات صلة بالمنصب، والتحدُّث عنها باختصار، وبيان أثرها الإيجابيّ في الشركة السابقة، مع دعم كلّ إنجاز بمعلوماتٍ واضحة ومُحدَّدة؛ كالأرقام أو النِّسَب المئويَّة، ويُمكن مثلا قول: "في وظيفتي السابقة، ابتكرتُ طريقةً تسويقيَّةً ساهمت في زيادة المبيعات بنسبة 30%، وكان ذلك من خلال...".
للإجابة عن هذا السؤال بطريقةٍ مهنيَّة، يُفضَّل تحضير الإجابة، وترتيب الأفكار؛ بالقراءة والبحث في هذا الموضوع تحديداً، أو سؤال الزملاء حول نطاق الرواتب للوظيفة المُراد التقدُّم لها، وأثناء المقابلة يمكن الإجابة بنطاقٍ مُعيَّن بالاعتماد على نتائج البحث الذي تم إجراؤه، مع الأخذ بعين الاعتبار مهارات الوظيفة، وخبراتها، ومسؤولياتها، والتأكيد على الاهتمام بالوظيفة، وأنّ هناك مرونة في مناقشة الراتب، وبشكلٍ عامّ، يُنصَح بتجنُّب ذكر رقمٍ مُحدَّد للراتب منذ البداية، وترك المجال للنقاش والوصول إلى اتِّفاقٍ مُنصِفٍ يُرضي الطرفَين؛ كقول: "أودّ مناقشة الراتب بعد معرفة المزيد عن مُتطلَّبات الوظيفة ومسؤوليّاتها".
ختاماً…
لا بُدّ من التنويه إلى عدم وجود إجابات صحيحة أو خاطئة للأسئلة السابقة؛ لأنّ الأهمية في المقابلة تكمن في إثبات الشخص لصاحب العمل أنَّه أفضل مُرشَّح للوظيفة، وترك انطباع إيجابيّ لديه.
ويُنصَح لتعزيز فرص النجاح والحصول على الوظيفة، التدرُّب على المقابلة مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة، والحرص على ارتداء ملابس رسمية تناسب ثقافة الشركة في يوم المقابلة، والوصول إلى المكان المُحدَّد لها قبل موعدها بنحو 10-15 دقيقة على الأقلّ، كما ينبغي خلال المقابلة التأكُّد من إغلاق الهاتف، والحفاظ على الهدوء والثِّقة بالنفس، والتواصُل بوضوحٍ وفعاليَّة قدر الإمكان.
[1] internships.moe.gov.ae. أسئلة وأجوبة المقابلة
[2] themuse.com, 50+ Most Common Interview Questions and Answers
[3] thebalancemoney.com, Top 10 Job Interview Questions and Best Answers
[4] indeed.com, Common Interview Questions and How To Answer Them