جار التحميل...
وتتطلَّب بعض التخصُّصات الهندسية الكثير من التركيز، والدِّقَّة، والقدرة على فهم الموادّ العِلمية؛ كالرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والبيولوجيا، وغيرها، ويحتاج غيرها إلى مهارات عالية في الرسم، والتصميم، أو امتلاك خيال واسع، وقدرة على استغلال الموارد، وقد يحتاج بعضها إلى التطبيق العمليّ، والقدرة على تحمُّل الضغوطات، وبيئات العمل المختلفة.
وفي ما يأتي توضيح أبرز التخصُّصات الهندسية المُصنَّفة تبعاً لصعوبتها -دون ترتيب مُحدَّد-:
يستند مجال الهندسة النووية (Nuclear Engineering) بصورة عامَّة إلى دراسة الطاقة النووية، وإنتاج الموادّ المُشِعَّة، واستغلال الطاقة؛ لتوليد الكهرباء؛ لذا، يتطلَّب الكثير من البحث العلميّ، والدِّقَّة، والتركيز، بالإضافة إلى ضرورة إلمام الطالب بمفاهيم الكيمياء، والفيزياء النووية، ومعرفة التقنيات الحِسابيَّة؛ فهي موادّ أساسيّة لها علاقة بتصميم المُفاعِلات النووية، وتطويرها بطُرق آمِنة، واستخدام النظائر المُشِعَّة بما يفيد الصناعة والطب، وهي جوهر الفيزياء النووية، ومصدر الصعوبة في الوقت ذاته.
يُركِّز تخصُّص هندسة الطيران (Aviation Engineering) على اختبار الطائرات، وتصميمها، وتَكمُن صعوبته في ضرورة إتقان الطالب القواعد والنظريات الرياضية، والرياضيات التطبيقية، إضافةً إلى امتلاكه مهارات حلّ المشكلات، وسرعة البديهة، والدِّقَّة العالية التي تُمكِّن المهندس من تصميم الطائرات والمِروَحيات، وبنائها بأنظمة وتقنيات حديثة.
ويندرج تحت تخصُّص هندسة الطيران تخصُّص الهندسة الفضائية (Aerospace Engineering) الذي يختَصُّ بدراسة الفضاء الخارجيّ؛ عبر الأقمار الصناعية، والمركبات الفضائية، وغيرها.
يرتبط تخصُّص الهندسة الكيميائية (Chemical Engineering) بمجالات تقنية عِدَّة يحتاج الطالب إلى الإلمام بها، بالإضافة إلى معرفة العناصر الكيميائية والروابط بينها، والبحث، والاستنتاج، وإجراء التجارب والعمليات في المُختبرات باستمرار؛ لإنتاج موادّ كيميائية جديدة تُنقَل وتُستخدَم لخدمة الصناعات التقنية الواسعة، والهندسة البيئية، والطاقة، والصيدلة، والنفط، وغيرها.
تتطلَّب الهندسة الطبّية الحيوية (Biomedical Engineering) إتقان الطالب تقنيات واستراتيجيّات حَلّ المشكلات الهندسية، ومعرفة كيفية تطبيقها على الطبّ والبيولوجيا، بالإضافة إلى دراسة الموادّ العلمية؛ كالرياضيّات، والكيمياء، وعلم الأحياء، ومعرفة مبادئ البيولوجيا الحديثة، والتعمُّق فيها.
ويرتبط هذا التخصُّص بدراسة بعض الموادّ المُشترَكة مع التخصُّصات الهندسيّة الأخرى؛ كالهندسة الكهربائيّة، والكيميائيّة، وعلم الموادّ، وعلم الحاسوب، والتصميم الهندسي؛ لأنَّها تدخل في تطوير الأجهزة الطبّية الجديدة، واستخدامها، والتي تخدم صِحّة الإنسان.
تشمل الهندسة الميكانيكيّة (Mechanical Engineering) مُختلف جوانب الحياة، وتتطلَّب الكثير من البحث العلميّ، والتركيز؛ إذ يحتاج الطالب إلى امتلاك مهارات فيزيائية عالية، ودراسة علوم الموادّ، والأنظمة المُتحرِّكة، والأجسام، وتحديد البيئات الحرارية، والقُوى التي تُؤثِّر في الصناعات، والمُنتَجات، أو أجزائها، وأنظمتها.
ويُشار إلى أنّ هذه الأجسام تُحافظ على استدامتها، وآليّة تشغيلها، ومتانتها، وتُحقِّق الوظيفة المَرجُوَّة منها على أكمل وجه دون مشكلات أو أعطال.
تعتمد الهندسة الكهربائيّة (Electrical Engineering) على الدراسة، والتجربة العلمية؛ إذ يجب على الطالب اختبار المُعدّات الكهربائيّة، والإلكترونيّات، وتصميمها، وإدارتها، والتعديل عليها، ولا بُدَّ من تطبيق مبادئ الفيزياء، وربطها بالرياضيات؛ لصُنع أنظمةٍ وأدواتٍ تُسخِّر الإلكترونيّات لخِدمة المُستَخدِمين.
بالإضافة إلى امتلاك الخيال، والقدرة على الإبداع؛ لتطوير المُحرِّكات الكهربائيّة، ومُعدّات توليد الطاقة، وتوزيعها على الأجهزة الكهربائيّة، والصناعات المختلفة؛ كالهاتف الذكيّ، وأجهزة الحاسوب، والسيّارات، والاتِّصالات.
يحتاج طالب هندسة الموادّ (Materials Engineering) إلى البحث، والاجتهاد، والمثابرة، والإلمام بخصائص الموادّ، وعلومها، وربطها أساساً بمبادئ الكيمياء، والفيزياء، والبيولوجيا، ومن ثَمَّ تطبيقها عمليّاً على مجموعة من الموادّ في المختبرات؛ لإنتاج موادّ ذات خصائص جديدة ومُطوَّرة تُحسِّن بدورها الصناعات والمُنتَجات، وتخدم البشر، وتُقلِّل التأثير السلبيّ في البيئة.
يُصمِّم طلاب الهندسة المعمارية (Architectural Engineering) المباني المُستَدامة بأعلى مقاييس السلامة والراحة لمُستَخدِميها، وبتصاميم مُعاصِرة وواجهات جذّابة؛ لذا، لا بُدّ من امتلاك الطالب قدرات ومهارات في التصميم، وخيال واسع يُمكِّنه من تطبيق نظريات التصميم الهندسيّ، والمعرفة العلمية بأنظمة البناء، ودمجها مع مبادئ الهندسة الأخرى.
إضافة إلى امتلاكه سرعة البديهة، ومهارة حلّ المشكلات، والقدرة على استغلال الموارد والظروف المُحيطة بالمباني بأفضل الطرق؛ لتصميم مُنشَآت عالية الجودة تُحقِّق المنافع المَرجُوَّة منها، بغضّ النظر عن نوعها، وطبيعة استخدامها، بصورة مُجدِية من الناحية الاقتصادية.
تُعَدّ هندسة البرمجيات (Software Engineering) تخصُّصاً مُتجدِّداً يُواصِل التطوُّر يوماً بعد يوم في ظلّ الثورات التكنولوجيّة، وتسارُع أنظمتها، وتطوُّر الذكاء الاصطناعيّ؛ لذا، يجب على الطالب أن يكون قادراً على التعلُّم والابتكار، وراغباً في التحدِّي وخلق التغيير.
ويمكن للطالب تحقيق ذلك من خلال وضعه بصمته الخاصّة، وإيجاد الحلول البرمجيّة المُبتكَرة، وتصميم الأنظمة والتطبيقات الذكية، والتعديل عليها، وتحسين مُميِّزاتها، ولتحقيق ذلك، لا بُدّ من دراسة لُغات البرمجة الأساسية، وأنظمتها، ومبادئها، ومن ثَمَّ تطبيقها بأنماط إبداعيَّة مُستَعيناً بقدراته، ومهاراته.
هناك نصائح وإرشادات عِدَّة قد تُسهِّل على الطالب اختيار التخصُّص الهندسيّ المناسب له، وأبرزها: التفكير بحكمة، وتحديد نقاط القوَّة والضعف لديه، ورَبطها بالشغف والطموح والمهارات الفردية؛ فالصعوبة لا تعني استحالة تحقيق الهدف، وعلى الرغم من حاجة معظم تخصُّصات الهندسة إلى مُتطلَّبات ومهارات تختلف عن باقي التخصُّصات -كما ذُكِر مُسبَقاً-، فإنّ أخذ الوقت الكافي لدراسة التخصُّص، وتحليله، والاطِّلاع على موادّه، يساعد الطالب كثيراً.
ولا ننسى أهمّية طلب النصيحة من المُعلِّم، أو المُرشِد التربويّ، أو الأهل، والاستماع إلى تجارب المهندسين والطلّاب المُتخصِّصين في المجال الذي يقع ضمن اهتمامات الطالب، والاطِّلاع على سوق العمل والتخصُّصات الأكثر طلباً ورواجاً؛ لضمان الحصول على وظيفة مناسبة بعد التخرُّج.
تُعَدّ الهندسة من التخصُّصات البارزة جدّاً في دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة، وتحظى باهتمام كبير من قِبَل الدولة والطلاب المُقبلين على الالتحاق بها؛ فهي من التخصُّصات الأكثر طلباً في سوق العمل الإماراتي.
ومن ناحية أخرى، تُوفِّر إمارة الشارقة تحديداً مُميِّزات فريدة في ما يتعلَّق بتعليم التخصُّصات الهندسية بطريقة مُبتكَرة وسهلة؛ فعلى سبيل المثال، تضمّ كلّية الهندسة في "جامعة الشارقة" أحدث المرافق التعليمية والمُختَبَرات، بالإضافة إلى برامج هندسية فريدة على مستوى المنطقة كُلّها، وتشمل الهندسة النووية، والهندسة الصناعية، والإدارة الهندسية، والطاقة المُستَدامة والمُتجدِّدة، وغيرها؛ لتأهيل الطلبة، وتمكينهم؛ ليكونوا قادة وأفراداً فاعِلين في المستقبل.
ويجدر بالذكر أنّ "جامعة الشارقة" العريقة تأسَّست على يد صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، وتُعَدّ كُلّية الهندسة كُبرى الكُلّيات فيها في الوقت الراهن.
وتُنظِّم إمارة الشارقة من فترة إلى أخرى فعاليات فريدة لدَعم طُلّاب الهندسة والمُهندِسين العامِلين في هذا القطاع، وتمكينهم، مثل "ملتقى الشارقة للهندسة" الذي حمل شِعار "هندسة المستقبل" عام 2020، والذي أطلقته بلدية مدينة الشارقة برعاية سُمُوّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسميّ، وليّ العهد، نائب الحاكم، رئيس المجلس التنفيذيّ لإمارة الشارقة؛ بهدف التركيز على الحلول الذكية التي يُمكن تطبيقها مُستقبَلاً في مجال الهندسة الإنشائية والمعمارية في الدولة، ومن ثَمَّ الارتقاء بها.
المراجع
[1] www.crimsoneducation.org, Unraveling Engineering Pathways: A Comparative Look at the Easiest and Hardest Engineering Degrees
[2] www.gradding.com, Everything About Toughest Branch in Engineering
[3] www.shiksha.com, Top 10 Toughest Engineering Courses in the World
[4] leverageedu.com,What is the Toughest Engineering Branch in the World?
[5] shjmun.gov.ae, ملتقى الشارقة الثاني للهندسة هندسة المستقبل