أفضل التخصصات الجامعية لسوق العمل في المستقبل

الآفاق المهنية التي سيفتحها التخصص، ومعدل التوظيف بعد التخرج، والفُرَص المتاحة في سوق العمل، والجدوى المادية المتوقعة من العمل، جميعها اعتبارات لا بدّ من أخذها في الاعتبار عند اختيار التخصص الجامعي. 

وبعد بحث واطلاع على دراسات عديدة فيما يأتي مجموعة من التخصصات الجامعية التي قد يكون لها شأنٌ في سوق العمل خلال السنوات القادمة.

علم الحاسوب (Computer Science)

يمكن القول إنّ التكنولوجيا بمجالاتها المختلفة اليوم هي الظاهرة بقوة على الساحة، جاذبة إليها توجّهات الشباب واهتماماتهم، لذا يعدّ علم الحاسوب الذي يُشكّل صميم التكنولوجيا على رأس قائمة التخصصات الجامعية التي لها مستقبل في سوق العمل بفروعه المختلفة والمتشعبة حسب الخبراء والدراسات العديدة، وهو علم يُعنى بدراسة جهاز الحاسوب وبرمجياته، وتحليل البيانات والأنظمة والخوارزميات، ومن المتوقع أن يبلغ معدّل نموّه 22% حتى عام 2030.

وتقدّم كليات التقنية العليا في دولة الإمارات جميع برامج علوم الكمبيوتر والبرامج ذات الرؤية المستقبلية التي تهدف إلى إعداد الطلبة للعمل في قطاعات أنظمة المعلومات، والتي تواكب التطورات التقنية، ويعدّ خريجو برنامج علوم الكمبيوتر والمعلومات هدفاً لجهات العمل المرموقة المختلفة في الدولة.

تكنولوجيا المعلومات (Information Technology)

يوماً بعد يوم ندرك أهمية التكنولوجيا أكثر فأكثر، ولا يُعدّ غريباً أن تكون التخصصات الأولى في القائمة تندرج تحتها، ومن بين المجالات الرائدة فيها ما يُعرف بتكنولوجيا المعلومات المتمثّلة بمعالجة المعلومات وتخزينها وتحليلها، وتتشعب من هذا التخصص مجموعة من الفروع تحمل أهمية كبيرة للسنوات القادمة.

وقد حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات على توظيف تكنولوجيا المعلومات في مختلف القطاعات، ونجحت في ذلك وما زالت تبذل الجهود حتى تصبح التكنولوجيا جزءاً أساسياً في مجالات الحياة المختلفة، وهذا يعني أنّ تخصص تكنولوجيا المعلومات يعدّ من بين الأفضل فيها والذي يلوح أمامه في الأفق مستقبل مشرق، وفي هذا المجال تبوأت دولة الإمارات المركز الأول عربياً والـ 26 عالمياً في مؤشر الجاهزية الشبكية 2016 NRI، الذي يقيس قدرة اقتصاد معين على الانتفاع من تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

ومن الفروع الرائدة أيضاً في مجال تكنولوجيا المعلومات ما يُعرف بتكنولوجيا المعلومات الصحية، والتي تُعنى بإدارة بيانات نظام الرعاية الصحية ومعلوماته وتخطيطها وتنسيقها، و32% هي نسبة توقعات النمو حتى عام 2030.

الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)

أخذ الذكاء الاصطناعي مساحة كبيرة من اهتمامات الشباب في الفترة الأخيرة؛ لبدء تطبيقه ودخوله في العديد من المجالات، وهو يعني استخدام التكنولوجيا وتوظيفها في أداء المهام المختلفة بطريقة تُحاكي العقل البشري، والتسارع الذي نشهده اليوم في العالم في هذا المجال يعني زيادة الطلب على المختصين فيه، لذا دخل إلى قائمة التخصصات الجامعية المناسبة لسوق العمل في السنوات المُقبلة، والتوقعات بأنّه سينمو بمعدل 6.5% حتى عام 2029 حسب وكالة "BLS" التابعة لوزارة العمل الأميركية. 

لذا بات الذكاء الاصطناعي اليوم جزءاً مهماً في قطاعات عديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي في جعل الدولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، وتوظيفه في المجالات الحيوية.

وأكّد على ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "أطلقنا استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، أحد مشاريعنا للمئوية 2071، نريد للذكاء الاصطناعي أن يكون حاضراً في أعمالنا وحياتنا وخدماتنا الحكومية"، وأضاف: "الإمارات اليوم أكثر استعداداً للمستقبل، وأكثر تفاؤلاً بأجيالنا القادمة، وبحياة أكثر ذكاء وسهولة".

الأمن السيبراني (Cyber Security)

في ظلّ الثورة التكنولوجية الهائلة التي نشهدها في مختلف جوانب الحياة تزداد الحاجة إلى الحفاظ على أمن المعلومات والبيانات؛ لتزايد السرقات والاختراقات الإلكترونية في جميع المؤسسات والمنظمات، ممّا يعزز الحاجة إلى خبراء في مجال أمن المعلومات، فيلتفت الكثير من الشباب إلى الأمن السيبراني بحثاً عن فرص عمل مستقبلية، ومجال مهني يتطور بسرعة، ويوفر فرص نمو وتطور مهني مستدامة.

تصميم الألعاب الرقمية (Video Games Programming)

تجذب الألعاب الإلكترونية والرقمية نسبة كبيرة من الأطفال وحتى الشباب، ومع تنامي سوقها ظهرت الحاجة إلى الجهود الكبيرة في تصميم الرسومات وإضافة التفاصيل المختلفة لجذب اللاعبين وتوفير تجربة ممتعة ومثيرة، وممّا يبيّن الانتشار الواسع للألعاب الرقمية إحصائية تشير إلى تقدير حجم سوق ألعاب الفيديو العالمية بنحو 217 مليار دولار أميركي عام 2022 وحده، كما أنّ توقعات النمو بلغت نسبتها 13.4% من عام 2023 حتى 2030. حسب موقع "Grand View Research" المختص بالأبحاث والتحليلات.

نظم المعلومات الإدارية (Management Information Systems)

يجمع تخصص نظم المعلومات الإدارية بين المعرفة التكنولوجية والإدارية، وهو مطلوب في المؤسسات والمنظمات المختلفة للنهوض بأعمالها وتطوير النظام الإداري فيها، وللتأكد من التوافق مع هذا التخصص وضّحت جامعة أريزونا الأميركية أنّ ما تحتاجه في تخصص نظم المعلومات الإدارية هو الاهتمام بالتكنولوجيا والرغبة في استخدامها لتحسين حياة الناس، ووفقاً للدراسات فإنّه من المتوقع أن ينمو هذا التخصص بنسبة تبلغ 7% حتى عام 2030.

التسويق الرقمي (Digital Marketing)

من الملاحظ أنّ عدد مستخدمي الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في تزايد مستمر، هذا ساهم في تغيير طرق التسويق واستراتيجياته كثيراً؛ فأصبحت الطرق المعتمدة على استخدام الإنترنت في التسويق هي السائدة والأكثر انتشاراً، فأن تكون متسلحاً بشهادة في هذا التخصص وتعرف أسراره ومفاتيحه سيعود عليك بفائدة كبيرة في المستقبل.

إدارة الأعمال (Business Administration)

حتى تستمر الشركات والمؤسسات في طريق تصاعديّ لا بدّ أن تسير وفق خطط واستراتيجيات مدروسة تتناسب مع مواردها ورؤيتها بما يتلاءم مع احتياجات العصر ومتطلباته، وهذا ما يحققه تخصص إدارة الأعمال، فإذا وجدت في نفسك المهارات التي يتطلبها هذا التخصص كالقدرة على التفكير الإبداعي والقيادة وغيرها اجعله من الخيارات الأولى في اختيار التخصص الجامعي، فهناك توقعات بأن يصل معدل نموّه حتى عام 2030 إلى 8%.

وتعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة بيئة حاضنةً للكثير من الأعمال والمشاريع المختلفة في قطاعات ومجالات متنوعة، الأمر الذي يجعل تخصص إدارة الأعمال من التخصصات المطلوبة فيها.

التخصصات الهندسية (Engineering)

قد تكون التخصصات التكنولوجية في صدارة التخصصات التي لها مستقبل، لكن التخصصات الهندسية لا يمكن أن تغيب عن الساحة، ومن المتوقع أن يزداد التوظيف فيها في السنوات القادمة، وهذا ما أشار إليه مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، ومن هذه التخصصات:

الهندسة الكهربائية (Electrical Engineering)

عند إلقاء نظرة سريعة على الأدوات المختلفة التي نستخدمها في حياتنا سنجد أنّ جُلّها تعمل بالكهرباء ولا غنى عنها، هذا السبب كفيل بأن يجعل تخصص الهندسة الكهربائية في مرمى الأهداف لدى فئة كبيرة من الشباب، وتندرج ضمن هذا التخصص أيضاً إدارة شبكات الطاقة والمولّدات وصيانتها.

كما تعدّ الهندسة الكهربائية من التخصصات الواعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وواحدة من أكثر المجالات الراسخة والمعتمدة محلياً ودولياً، خاصة مع التطور الذي تشهده البلاد على جميع الأصعدة والقطاعات، إذ يمكن لحاملي الشهادات في هذا التخصص العمل في محطات توزيع الكهرباء للمشروعات الإنشائية، وفي إنشاء الخدمات الإلكترونية، إلى جانب الاختصاص في عمل أجهزة الرادارات والهوائيات المستخدمة للاتصال، والأدوات الإلكترونية الدقيقة، والأدوات البصرية، وأجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى تصميم أنظمة التحكم الروبوتية والذاتية واللاسلكية.

هندسة البترول (Petroleum Engineering)

لأنّ البترول حاجة أساسية للإنسان وتعتمد عليه صناعات كثيرة فالمستقبل مفتوح أمامه، لذا قد يكون خياراً جيداً لك ويحقق دخلاً مناسباً، ويتضمن هذا التخصص دراسة طرق اكتشاف الغاز والنفط والوقود الأحفوري واستخراجه من باطن الأرض وتكريره حتى يُصبح قابلاً للاستخدام.

وتحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الثانية عشرة ضمن قائمة أكبر منتجي الغاز الطبيعي المُسال، وهذا المخزون يحتاج إلى متخصصين فيه لإدارته بالطريقة المثلى بما يخدم رؤى الدولة ونهجها في دعم الاقتصاد عبر هذه البوابة، لذا يعدّ هذا التخصص من التخصصات المطلوبة والتي لها مستقبل في دولة الإمارات، وقد نجحت شركات النفط والغاز الوطنية في ترسيخ نهجها ومفهومها بالابتكارات التكنولوجية في خلق آلاف فرص العمل.

المراجع:

[1] u.ae, حاضنات الأعمال
[2] bls.gov. Architecture and Engineering Occupations
[3] sharjah.ac.ae, فرص العمل للخريجين
[4] crimsoneducation.org, Top 10 Degrees in Demand for the Future
[5] bachelorsdegreecenter.org, 30 best college majors for the future
[6] thecollegepost.com, 14 Best College Majors for the Future to Put You in High Demand
[7] studyinternational.com, A look ahead: The top 10 degrees poised for future growth and opportunity
[8] mydegreeguide.com, 30 Best College Majors for the Future [2024 Top Majors, Salary, and Rankings]