جار التحميل...
ينشأ مثل هذا النوع من الضغوط عند الموظف نتيجة غياب التعاون وفقدان روح العمل الجماعي بين زملاء العمل، ونقص الدَّعم أو انعدامه فيما بينهم، أو قد ينشأ بسبب مدير مُتسلِّط، ممّا يجعل بيئة العمل سلبية وغير صِحّية، وهذا بدوره يُسبّب التوتُّر وعدم الراحة عند الموظف على الدَّوام، وبالتالي تراجُع الأداء الوظيفي والدخول في دَوّامة أخرى من الضغط، لذا لا بُدّ من التعامل مع بيئة العمل بمُرونة أكبر، ومحاولة تكوين صداقات من شأنها تخفيف تأثير التوتُّر قدر الإمكان.
يكون الأمر مُربكاً عندما يَهُمُّ الموظف بإنجاز العمل المطلوب لكنَّه يصطدم بقِلّة المُعدّات أو المعلومات التي تسهم مباشرة في إتمام المهمة المُوكَلة إليه، أو عدم توفُّرها أصلاً، ممّا يُشير إلى مشكلة في التنظيم والتواصل في مكان العمل، وخاصَّةً إذا تكرَّر الأمر باستمرار دون التعامل معه بجِدِّية، الامر الذي يترك أثره السلبي في الموظف؛ فيُفقِده الشغف والرغبة في العمل بجِدّ، وقد يجعله دائم التفكير في أمور العمل، حتى في أوقات راحته الشخصية.
يُقصَد بالتغيير التنظيمي تغيير هيكلية المؤسسة أو الشركة، وتغيير أقسام عمل الموظفين، أو تغيير الأساليب والاستراتيجيات المُتَّبعة في سير العمل، واعتماد استراتيجيات جديدة ومختلفة، ويرى البعض أنّ في ذلك فرصة لكسر الملل، إلّا أنّه يتسبَّب للغالبية في ضغوطات إضافية؛ نتيجة الخوف من المجهول، أو خوض تجارب جديدة، فلا يستطيعون النظر إلى الأمر من ناحية إيجابية، ويظلّون في توتُّر وقلق دائمَين.
يحدث هذا الضغط عندما لا يُدرك الموظف المسؤوليات المطلوبة منه، ويعمل دون خُطّة عمل واضحة المعالم والخطوات، وعادةً ما يُعاني هذه المشكلة الأشخاص مُتعدِّدو المَهامّ؛ فهذه الضبابية والغموض تُصعِّب على الموظف تحديد الأولويات والمهامّ الأكثر أهمية، ممّا يؤدّي إلى تشتُّته، وبالتالي انخفاض إنتاجيّته، وإلى جانب ذلك، يشعر الموظَّف بالقلق من ارتكاب الأخطاء، أو عدم تلبية التوقُّعات، عندما لا يعرف تحديداً ما هو المُتوقَّع منه، ممّا يزيد مستوى توتُّره تجاه العمل.
يتشكَّل هذا الضغط عندما يشعر الموظف بالخوف من فقدان وظيفته أو منصبه في العمل، وخاصَّة لدى وضوح هذا الأمر في المكان الذي يعمل فيه، ممّا يخلق لديه هاجساً من تأثير ذلك على دخل أسرته، أو مواجهة صعوبة في البحث عن عمل جديد، كما أنّه يُؤثّر سلباً في أدائه الوظيفي، واستعداداً لمثل هذه الحالات، لا بُدَّ من الحرص على تعزيز المهارات والمعرفة باستمرار، واكتساب الخبرة في مجالات مُتنوِّعة؛ للتخلُّص من القلق بشأن إيجاد وظيفة جديدة.
على الرغم من أهمّية التكنولوجيا في تسهيل الحياة والتواصل المُستمِرّ بين الأشخاص، إلّا أنّها قد تكون سلبية في بعض الأحيان، وتُشكِّل ضغوطاً على المُوظَّف خارج بيئة العمل؛ كإرسال المدير في العمل أو أحد الزملاء الرسائل باستمرار فيما يتعلّق بالعمل والمهامّ المطلوبة خارج الأوقات الرسمية للعمل، ودون وجود حاجة مُلِحَّة إلى ذلك؛ إمّا عبر البريد الإلكتروني، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وهذا النوع من التواصل المُستمِرّ يُشعِر المُوظَّف بأنَّه مُحاصر لا يملك مساحة كافية بعيداً عن العمل، لذا يُنصَح بإيقاف تشغيل إشعارات التطبيقات المُتعلِّقة بالعمل بمُجرَّد الدخول إلى المنزل إن لم يكن هناك اتِّفاق مُسبَق على العمل الإضافي، أو العمل من المنزل بعد انتهاء الدوام الرسمي.
وفي الختام، يتَّضِح أنّ ضغوطات العمل -بغضّ النظر عن نوعها وطبيعتها- تُؤثّر سلباً في الأداء الوظيفي، وصِحَّة المُوظَّفين، لذا على المُوظَّف تحديد الأمور المُسبِّبة لهذا الضغط، والسَّعي إلى التعامل معها بشكل صحيح وصِحّي؛ للحَدّ من تأثيراته قدر الإمكان.
المراجع
[1] uk.indeed.com, Understanding work pressure (definition, types and remedies)
[2] bartellbartell.com, Top Ten Types of Workplace Stress
[3] who.int, Occupational health: Stress at the workplace
[4] risely.me, 6 Types of Stressors in the Workplace and Ways to Overcome Them
[5] hse.gov.uk, Work-related stress and how to manage it