جار التحميل...
وفي ما يأتي مجموعة من النصائح التي تساعد على اتِّخاذ هذا القرار المُهِمّ:
تُعَدّ معرفة الذات خطوة أساسية قبل اتِّخاذ قرار اختيار التخصُّص الجامعي، ويتضمّن ذلك التعرُّف إلى الاهتمامات الشخصية، وتحديد نقاط القوة والضعف، بالإضافة إلى تحديد المهارات والقدرات الخاصَّة.
ولتحديد الشغف والاهتمامات الشخصية، يُمكن طرح بعض الأسئلة، مثل: ما هي المجالات التي تجلب السعادة أثناء دراستها، أو يمرّ الوقت فيها دون الشُّعور به؟ وما هي الموادّ الدراسية والكتب المُفضَّلة؟ أو ما هو الشغف الذي كان بارزاً في مرحلة الطفولة؟
وبعد تحديد الاهتمامات، يأتي دور تقييم القدرات، ونقاط القوة والضعف؛ فقد يشعر الفرد بالانجذاب إلى مجال مُعيَّن، لكنَّه قد يفتقر إلى المهارات الأساسية اللازمة للنجاح فيه؛ لذا، يُعَدّ تقييم الإمكانات والقدرات أمراً ضروريّاً.
فمثلاً، إذا كان الشخص بارعاً في الخطابة، ومُتمتِّعاً بسُرعة البديهة، والقدرة على التحليل، فقد يكون من الأنسب له اختيار تخصُّص المحاماة، أمّا إن كان يتمتَّع بقدرات قوية في الكتابة، ويتمتَّع بالخيال، فقد يكون التخصُّص الأنسب له هو مجال الكتابة والأدب، وهكذا.
قد لا يكون الشغف وحده كافياً أحياناً؛ إذ تكون بعض الأنشطة ممتعة في البداية، لكنَّها تتطلّب التزاماً وجُهداً كبيرَين لإتقانها، والنجاح بها، وتَكمُن أهمّية التجربة العملية في كشف الجوانب الخفية للاهتمامات والشغف الشخصي، لا سِيَّما الجوانب السلبية، مثل ضرورة التحمُّل أو الالتزام بساعات طويلة من التدريب والتعلُّم، والتي قد لا يكون الشخص مُستعِدّاً لها.
وتتجسّد التجربة العملية بالمشاركة في الدورات والوُرَش التعليمية، أو التطوُّع في أنشطة ذات صِلة؛ ممّا يُتيح فرصة لاختبار المهارات المطلوبة، والتعمُّق أكثر في المجال.
وتُسهِم التجربة في اكتساب معرفة أوّلية وخبرة عندما يتوفّر الاهتمام أو الفضول تجاه تخصُّص مُعيَّن، إلّا أنّ المهارات أو القدرات قد تكون محدودة؛ كأن يكون لدى الشخص اهتمام كبير بمجال الحاسوب، لكنَّه لا يمتلك مهارة البرمجة، وحينها يكون بإمكانه الالتحاق بدورات تدريبية، أو متابعة مقاطع تعليمية؛ للتعرُّف أكثر إلى هذه المهارة، واختبار مدى الرغبة الحقيقية في هذا التخصُّص.
بعد تحديد الاهتمامات والقدرات الشخصية، يُصبح ضرورياً البحث عن التخصُّصات المُتاحة التي تتوافق مع هذه الاهتمامات؛ عبر الاطِّلاع على الموادّ الدراسية المرتبطة بكلّ تخصص، أو باستشارة الخرِّيجين، أو المُستَشارين الأكاديميّين، أو الأساتذة الجامِعيّين الذين يتمتَّعون بخبرة كافية في هذا التخصُّص.
ولا بُدّ أيضاً من مراعاة مُتطلَّبات سوق العمل وآفاق الوظائف المُتاحة للتخصُّص المُراد اختياره، عبر البحث عن الدراسات والمقالات والإحصائيات التي تُظهر فرص العمل المُتاحة ضمن هذا التخصُّص بعد التخرُّج، والتصوُّرات المستقبلية له، ويُمكن أيضاً كتابة اسم التخصُّص المُفضَّل في مواقع التوظيف؛ بهدف البحث عن الوظائف المُتاحة لهذا التخصص، والتعرُّف إليها أكثر.
ويجدر التنويه إلى أنّ القرار لا ينبغي أن يعتمد على مُتطلّبات السوق وحدها، وإنَّما يشمل مراعاة التوازن بين الشغف الشخصي واحتياجات سوق العمل أيضاً؛ لتحقيق السعادة على المدى الطويل.
تُوفِّر العديد من المواقع على الإنترنت اختبارات مجّانية؛ لاختيار التخصُّص والمهنة المتوافقة مع المهارات والاهتمامات الشخصية، ويُمكن أن تُتيح هذه الاختبارات تجربة ممتعة ومفيدة في الوقت نفسه؛ فهي تُحفِّز التفكير في التخصُّصات المختلفة، وتُسهِم في اكتشاف جوانب جديدة لم تكن مدروسة سابقاً، وتُضيِّق الخيارات المهنية المُحتمَلة؛ ممّا يُسهِّل عملية اتِّخاذ قرار التخصُّص الأنسب.
ملاحظة: رغم الفائدة التي تُقدِّمها هذه المواقع، فمن المُهِمّ أخذ نتائجها في الاعتبار دون اعتماد كُلّي عليها.
قد يساعد التحدُّث مع العائلة والأصدقاء في تحديد مسار التخصُّص الأنسب، شريطة أن يكونوا على معرفة جيّدة بالشخص، إلى جانب اهتمامهم بمصلحته؛ ممّا يُمكِّنهم من تقديم آراء ووجهات نظر موضوعية، ويفتح أبواباً للتفكير في جوانب تتعلَّق بالمهارات والاهتمامات لم يكن قد جرى التفكير فيها مُسبَقاً.
ومن المُهِمّ أن يعكس قرار التخصُّص الأنسب الطموحات والرغبات الشخصية، دون الاقتصار على تلبية توقُّعات الآخرين؛ فلا ينبغي إجبار الطالب على تخصُّص ما، أو اتِّخاذ القرار عنه؛ فاستشارة المُقرَّبين تهدف إلى مناقشة المُيول والاهتمامات، والمساعدة على التفكير في المسارات المهنية المُحتمَلة بعد التخرُّج.
وختاماً، تتطلَّب عملية اختيار التخصُّص الجامعي قدراً من التأنّي والتفكير، أمّا الاستعجال بدافع الرغبة في مواكبة الدفعة الدراسية، فقد لا يُحقِّق النتائج المَرجُوَّة؛ لذا، عند التردُّد، يُمكن التوقُّف فترة من الوقت؛ بهدف التدريب الذي يُعَدّ من الوسائل الفاعلة لاكتساب فهم أعمق بالتخصُّصات المُتاحة.
وحتى لو لم يكن اختيار التخصُّص مُوفَّقاً في البداية، فإنّ تغييره ليس أمراً مستحيلاً؛ فالعديد من الطلاب يُعدِّلون اختياراتهم خلال مسيرتهم الأكاديمية؛ لأنّ التعليم رحلة مليئة بالتجارب والاستكشافات التي تُشكِّل هوية الفرد، وتُوجِّهه نحو المجال الأنسب.
المراجع
[1] cmich.edu, 12 tips for selecting a college major
[2] edwardscampus.ku.edu, 10 Tips for Choosing a Major in College
[3] admissions.usf.edu, Top Considerations When Choosing a College Major
[4] callutheran.edu, How to Choose a College Major
[5] stjohns.edu, How to Choose a College Major: 5 Steps for Success