جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
علاقة مستقرة وناجحة

كيفية التعامل مع الشخصية المترددة

15 أكتوبر 2024 / 9:57 AM
كيفية التعامل مع الشخصية المترددة
download-img
لكل شخصية نمط وطبيعة مختلفة، ومنها الشخصية المُتردِّدة (Indecisive Personality) التي يتطلَّبُ التعامل معها فهماً عميقاً لطبائع النفوس البشرية، وأهمّية الدعم النفسي؛ فالشخص المُتردِّد يُعاني صعوبة في اتِّخاذ القرارات، وغالباً ما يتردَّد بين البدائل المُتاحة، ويتأثَّر كثيراً بآراء الآخرين؛ لذا، فإنّ التعامل الخاطئ مع هذه الشخصية يُهدِّد العلاقة؛ إذ قد يُسبِّب تفاقُم التردُّد، وزيادة الشعور بالقلق، والضعف وعدم الثقة بالنفس، ولتجنُّب حدوث ذلك، يُنصَح باتِّباع النصائح الآتية؛ للحفاظ على العلاقة، وتعزيز الثقة المتبادلة:

التواصل السليم والصحي؛ فهو مفتاح التفاهم

يُعَدّ التواصل الصحّي مفتاح التفاهم والنجاح في العلاقات، لا سِيَّما عند وجود مشكلة؛ كالتردُّد، ولتحقيق التواصل السليم، لا بُدَّ من اتِّباع نصائح مُهمّة، منها: الاستماع الجيِّد، والانتباه الواعي، اللذان يُسهمان في معرفة أفكار الأطراف الأخرى ومخاوفها، وبناء الثقة المتبادلة، وعدم مقاطعة المُتحدِّث؛ ممّا يُكسبُه الشعور بأنّ كلامه مُهِمّ ومسموع.


ويؤدّي التواصل غير اللفظي؛ كتعابير الوجه، ونبرة الصوت، ودرجته، وغيرها، دوراً مُهِمّاً أيضاً في التواصل الصحِّي؛ إذ يمكن أن تُعبِّر الابتسامة الدافئة، ونبرة الصوت الهادئة، عن التفهُّم والدعم، بينما تُسبِّب أمور، مثل: الصراخ، والألفاظ النابية، والجِدالات العقيمة، التوتُّرَ والقلقَ، الأمر الذي يتطلَّب ضرورة تجنُّبها؛ لتحقيق تواصل صِحّي.


ويمكن أيضاً توجيه الأسئلة التي تُوحي بالاهتمام والتركيز، مثل: كيف تشعر حيال هذا الأمر؟، أو هل يوجد شيء آخر ترغب في مشاركته؟


الصبر وإتاحة الوقت اللازم لاتِّخاذ القرار

يتطلَّب التعامل مع الشخصية المُتردِّدة نَهجاً خاصّاً يُشكِّل الصبر الذي يضطلع بدور جوهريّ في التعامل مع الشخص المُتردِّد أهمّ عناصره؛ فالشخصية المُتردِّدة تُواجه -غالباً- صعوبةً في اتِّخاذ القرارات؛ لخوفها من اتِّخاذ الخيار الخاطئ، أو لقلقها وتفكيرها المُفرط، وعندها، يأتي دور الصبر بوصفه عامِلاً أساسياً في التعامل مع هذه الشخصية؛ من خلال تفهُّم طبيعة التردُّد، وأنّه قد يكون ناتجاً عن الشعور بالقلق، وليس عدم الرغبة في اتِّخاذ القرار.


لذا، لا بُدّ من إعطاء الشخص المُتردِّد الوقت الذي يحتاج إليه؛ للتفكير، ومراجعة الخيارات المُتاحة دون ضغط واستعجال؛ فهذا يساعده على الشعور بالراحة، ويمنحه الفرصة؛ لتحليل الموقف، واتِّخاذ القرار الأفضل؛ ممّا يُسهم في تعزيز العلاقة وتقويتها، ويُشعِر الشخص المُتردِّد بالاحترام والتقدير، ويُسهِّل عليه تجاوُز تردُّده، ويُمكِّنه من اتِّخاذ القرار السليم.


تعزيز الاستقلالية وبناء الثقة بالنفس؛ لما لهما من أهمّية

يمكن البدء بتشجيع الشخص المُتردِّد على اتِّخاذ قرارات بسيطة ويومية؛ كاختيار وجبة طعام، أو تحديد نشاط ما؛ فهذا النوع من القرارات يساعد في بناء الثقة بالنفس تدريجيّاً؛ إذ يُشعِر الفرد بقدرته على اتِّخاذ خيارات جيِّدة ومناسبة.


ومن المهمّ أيضاً تقديم الدعم والإرشاد دون السيطرة على عملية اتِّخاذ القرار؛ فبدلاً من تقديم الحلول المباشرة، يمكن تقديم الخيارات المُتاحة، وترك مسؤولية اتِّخاذ القرار للشخص المُتردِّد؛ ممّا يُعزِّز شعوره بالمسؤولية، ويزيد ثقته بقدرته على اتِّخاذ القرارات.


والاعتراف بإنجازات الشخص المُتردِّد حينما يتَّخِذ قرارات ناجحة -ولو كانت بسيطة-، وتشجيعه، والثناء على قراراته الصحيحة، يُعزِّز شعوره بالثقة بالنفس، ويدفعه إلى محاولة اتِّخاذ مزيد من القرارات بنفسه.


ويمكن أيضاً توفير الأدوات والاستراتيجيات التي تساعده في عمليّة اتِّخاذ القرارات، مثل تحليل الإيجابيات والسلبيات، أو وضع قائمة بالأولويات؛ ممّا يساعد على تخفيف التردُّد، ويُوفِّر إطاراً منطقياً للتفكير.


وتجدر الإشارة إلى أنّ اتِّباع هذا النهج يساعد الشخص المُتردِّد في تجاوُز مخاوفه، ويُسهم في التعامل معه بسلاسة أكثر؛ لأنّه يُخفِّف توتُّره، ويجعل التواصل أكثر فاعلية؛ ممّا يُسهم في بناء علاقة أقوى يسودُها التفاهم.


تقبُّل القرارات الخاطئة؛ فالجميع يُخطئ

ارتكاب الإنسان الأخطاء أمر طبيعيّ؛ فهو جزء من بشريّته، وخطوة لا بُدّ منها في عملية التعلُّم والتطوُّر؛ لذا، من الضروري طمأنة الشخص المُتردِّد في ما يتعلَّق بهذا الأمر؛ إذ لا يمكن لأحد اتِّخاذ القرارات الصحيحة دائماً، والأخطاء لا تُمثِّل نهاية العالم.


ويُنصَح هنا بتحفيزه للنظر إلى أخطائه بوصفها فُرَصاً للتعلُّم والتحسُّن بدلاً من الغرق في مشاعر الندم وتأنيب الضمير والخوف من تكرار التجربة، ويمكن مناقشته في ما يمكن أن يتعلَّمه من هذا الخطأ، وكيف يمكنه تجنُّب تكرار حدوث الموقف نفسه في المستقبل؛ الأمر الذي يساعده في تخفيف الضغط والتوتُّر المُرتبِطَين بالخوف من الخطأ، ويُسهم في اتِّخاذه قرارات أفضل في المستقبل.


اللجوء إلى المُختَصّين والاستشاريين؛ لما له من فاعليّة وفائدة

يمكن أن يكون اللجوء إلى المُختَصّين، ومحاولة إقناع الشخص المُتردِّد بذلك، فكرة جيِّدة؛ إذ يمكنهم تقديم الدَّعم اللازم لمساعدة الشخص على تجاوُز هذه العقبات؛ بمساعدته في فهم أسباب التردُّد، مثل: القلق، أو الخوف من الفشل، أو غيرها.


وفي جلسات العلاج، يمكن للشخص المُتردِّد تعلُّم استراتيجيات التعامل مع القلق، وتحسين قدرته على اتِّخاذ القرارات، ويمكنه أيضاً الحصول على استشارة من أولئك المُختَصِّين تُرشِده إلى وسائل وأساليب تُساعِده في تجاوز ما يُواجهه من مشكلات بفاعلية أكبر.

 

المراجع

 

[1] medium.com, How Do You Deal With An Indecisive Partner? 
[2] marriage.com, How to Deal With Indecisive Person: 23 Effective Ways 
[3] believeinmind.com, How to Deal with Indecisive Person: Top 9 Options 
[4] oureverydaylife.com,  How to Deal With Someone Who Can't Make a Decision 
[5] psychologytoday.com, My Husband Is Indecisive 

 

October 15, 2024 / 9:57 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.