جار التحميل...
لذلك تقع على عاتِق الوالِدَين مهمَّة توفير بيئة منزليَّة آمِنة تُحافِظ على سلامة أطفالهم، وتُجنِّبهم التعرُّضَ لأيّ أذىً، ومن أهمّ النصائح لتحقيق ذلك ما يأتي:
لا يمتلك الطفل قبل الثالثة من عُمره مَهاراتٍ كافيةً لتقييم المَخاطر وحِماية نفسه من الأذى، لا سِيَّما عندما يبدأ بالمشي واستكشاف المنزل؛ فكلّ شيء يبدو مُثيراً للاهتمام بالنسبة إليه، لذا من الأفضل أن يكون المنزل جاهِزاً وآمِناً لهذه المرحلة، ولمعرفة أهمّ التغييرات التي يجب إجراؤها، تابع القراءة.
إبقاء الأشياء الخَطِرة بعيدةً عن يد الطفل من أهمّ ما يجب فعله فَور تعلُّمه المَشي؛ فالكثير من الأشياء لم يكن يستطيع الوصول إليها أثناء الحَبو، وهنا يُنصَح بتغطية حَوافّ الطاولات الحادَّة بزاوية مُنحَنِية وغير حادَّة، ونَزع شواحِن الهواتف والأجهزة المحمولة من الكهرباء لدى الانتهاء من استعمالها، وإغلاق المَقابس بعد ذلك، ولا حاجة إلى وجود تُحَف كثيرة قد يسحبها من مكانها أو يكسرها فيُؤذي نفسه، ومن الأفضل ألّا تكون على الطاولات مصابيح جانِبِيَّة؛ لأنَّه قد يسحب أسلاكها ويُسقِطها على نفسه، أو قد يتأذَّى من التيّار الكهربائي.
ولا بُدَّ لحِماية الطفل في بداية مَشيه غير المُستَقِرّ من وضع وِسادات في الأمكنة التي يتحرَّك فيها، أو حول السرير، أو جانب الأثاث الذي يتسلَّقه، والتأكُّد من أنَّ حِبال الستائر بعيدة عن مُتناوَل يده، كما لا بُدَّ من إبعاد أجهزة التحكُّم، أو أيّ أدوات صغيرة سَهلة البَلع، مثل البَطّارِيّات، وتثبيت شاشة التلفاز بإحكام؛ حتى لا تسقط فجأة، وتأمين الدَرَج؛ بإضافة أبواب لا يتمكَّن من فتحها إلّا الكِبار.
يُعَدّ المطبخ مكاناً خَطِراً نِسبِيّاً بالنسبة إلى الأطفال الذين تقِلّ أعمارهم عن الثلاث سنوات؛ فهو مَليء بالأدوات والموادّ التي تُؤذيه بسهولة، ويُمكن تفادي كثير من مَخاطِره بوَضع السَّكاكين، والمِقَصّات، والأدوات الحادَّة الأخرى في الأدراج العُلوِيَّة أو الخزائن المُعلَّقة على الحائط، وإن كان لا بُدَّ من وضعها قريباً من مُتناوَل اليَد، فينبغي إغلاق أدراجها بقفل، كما ينبغي تخزين الموادّ الكيميائيَّة، مثل مُنظِّفات الغسيل، وموادّ التنظيف، في مكانٍ مُرتَفِع وآمِن، بالإضافة إلى التأكُّد من إغلاق أسطوانة الغاز، أو تغطية مَقابِض المَوقد؛ لأنَّ بإمكان الطفل أن يُديرها بسهولة، ممّا يتسبَّب في تسرُّب الغاز.
ومن ناحيةٍ أخرى، لا بُدَّ من حماية الطفل من الأمراض؛ بالحِفاظ على أرضيّات المطبخ وطاولاته نظيفة من بقايا الطعام التي تُسبِّب تجمُّعاً للحشرات، والبكتيريا، والفيروسات، لا سِيَّما بعد تقطيع الخضروات واللحوم النيئة؛ لأنَّ الطفل يتناول عادة أيّ شيء عن الأرض دون غَسله، كما ينبغي تجنُّب تعليق مغناطيسات الزينة على الثلّاجة؛ حتى لا يبتَلِعها ويختنق بها إذا سقطت أيضاً.
ويجدر بالذكر أنَّ شِراء أدوات طبخ بلاستيكيَّة للطفل يُعَدّ من الوسائل الرائعة لحِمايته، وتسليته بها أثناء انشِغال الأمّ بالطَّهي، ممّا سيُبقيه هادِئاً وآمِناً طيلة مُدَّة الطَّبخ.
لعلّ أفضل ما ينبغي فِعله لتجنُّب إصابات الأطفال الصِّغار في الحَمّام الحرص على عدم دخول الطفل إليه إلّا برفقة شخصٍ بالِغ، وتجاهُل أيّ شيء قد يتسبَّب في تَرك الطفل وحده، مثل جَرَس الباب أو الهاتف، ولا بُدَّ من توفًّر أدوات تمنع الانزلاق في الماء؛ كوضع منشفة داخل حوض الاستحمام، أو تثبيت أرضيَّة مانِعة للانزلاق في قاع الحوض، ومن الأفضل تغطية الصنبور حتى لا يصطدم رأس الطفل به فيتأذَّى، والحفاظ على درجة حرارة الماء دافِئة في حدود 50 درجة مِئويَّة، وعدم إبقاء أدوات الحِلاقة في مكانٍ قريب.
يُفتَرَض أن يكون المنزل مَلاذاً آمِناً للطفل؛ بأخذ سلامته على مَحمل الجدّ، واتِّباع تدابير لمَنع وقوع أيّ حَوادث، مثل السقوط، أو الجروح، أو التسمُّم؛ بحفظ الأدوية جميعها بعيداً عن مُتناوَل أيدي الأطفال، وإبعادهم تماماً عن المطبخ ومصادر الحرارة الأخرى، مثل: الأطعمة والسوائل الساخِنة، أو المِكواة، أو الشُّموع، أو الوَلّاعات (القدّاحات)، وحِمايتهم من خَطَر الاختناق نتيجة تناوُل المُكسَّرات، أو العلكة، أو الفواكه التي تحتوي بُذوراً صغيرة، مثل العنب والتُّفّاح، كما ينبغي عدم إبقاء النباتات المنزليَّة بالقُرب منهم؛ فقد تسقط وينكسِر حوضها، أو تجرح وجه الطفل إن كانت أطراف أوراقها حادَّةً.
وعَلاوة على ذلك، لا بُدَّ من تعويد الأطفال على إبقاء باب البيت مُغلَقاً عندما تكون الأمّ مُنشَغِلةً في غرفةٍ أخرى؛ لحِمايتهم من الغرباء الذين قد يحاولون الدخول إلى المنزل دون إذن، كما ينبغي قَفل الخزائن والأدراج بإحكام، لا سِيَّما التي تحتوي على موادّ التنظيف، وتغطية المَقابس الكهربائية غير المُستَخدَمة، أمّا النوافذ التي تخلو من شَبك للحِماية، فيجب أن تظلَّ مُغلَقة، إضافة إلى الحرص على عدم وضع أثاث يُساعِد الطفل على الوصول إليها، مثل: الطاولات، أو الكراسي، أو الوسائد، وعدم السماح بالقفز على السَّرير؛ لأنَّه قد ينكسر نتيجة القفز المُتكرِّر، ممّا يُؤذي الطفل حَتماً، أو قد يسقط هو على الأرض أثناء القفز فيتأذَّى أكثر.
كثيراً ما يكون مصطلح الصِّحَّة النفسيَّة مُرادِفاً للصِّحَّة العقليَّة، والحفاظ عليها يعني أن يحظى الأطفال بحياةٍ أفضل الآن ومُستَقبَلاً؛ فالأطفال الأصِحّاء نَفسِيّاً يتمتَّعون بثباتٍ عاطفيّ واجتماعيّ، وقدرةٍ على التعامل بفاعلية مع التحدِّيات التي تُواجِهُهم.
وانطلاقاً من هذا الأمر، فإنَّ على الأهل إعطاء الأولويَّة للتواصُل المفتوح مع أطفالهم، والتأكُّد من تلبِيَة احتياجاتهم العاطفية، والتعبير عن الحُبّ لهم دون قُيودٍ أو شروط، والتركيز على سلوكاتهم الإيجابيَّة وتشجيعها بالثَّناء والمُكافآت، إلى جانب حَلّ الخِلافات المنزلية بفاعِلِيَّة، وتشجيع أفراد العائلة كُلّهم على مُشارَكة أفكارهم، وتجاربهم، ومشاعرهم، دون خوفٍ من الأحكام المُسبَقة.
وختاماً، لا يقتصر أمان الطفل على حِمايته من المخاطر الجسدية والنفسية داخل المنزل فقط، بل يشمل أيضاً تلبية احتياجاته الأساسية؛ كالغذاء، والملبس، والرعاية الطِّبِّيَّة، وتوفير بيئة عائلية مُستَقِرَّة، بما يضمن شُعوره بالانتماء إليها، وحُصوله على حُبّ أفرادها واحترامهم، إلى جانب التسامُح مع أخطائه وتوجيهه توجيهاً إيجابيّاً، بالإضافة إلى ضَمان حصوله على تعليمٍ جيِّد يُؤهِّله لمُستَقبَلٍ أفضل.
المراجع
[1] districtspeech.com, How To Baby Proof Your Home When Your Baby Learns To Walk
[2] urmc.rochester.edu, Toddler/Preschooler Safety Tips
[3] continuumtx.com, 30 DEC SAFETY TIPS FOR WHEN BABY STARTS WALKING
[4] northstatesind.com, 10 Kitchen Safety Tips for Babies and Toddlers
[5] healthychildren.org, 5 Bathroom Safety Tips for Infants & Young Children