جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حلول مبتكرة للمياه

الاستمطار في دولة الإمارات: إنجاز جديد في إدارة المياه

15 يناير 2025 / 1:42 AM
الاستمطار في دولة الإمارات: إنجاز جديد في إدارة المياه
download-img
تهدف عملية الاستمطار إلى تحفيز هطول الأمطار صناعيّاً من السُّحب الموجودة في السماء؛ بإطلاق موادّ مُعيَّنة في الهواء بوصفها نَوَىً لتكثيف السُّحب، وزيادة قدرتها على تكوين قطرات ماء أكبر وأثقل، ومن ثَمَّ تحفيز السُّحب المُشبعة بالرُّطوبة لإطلاق مُحتَواها من المياه بصورة أسرع.

وعليه، تُسهِم عمليات الاستمطار في تسريع هطول الأمطار، وزيادة كمّيتها في المناطق المُستهدَفة مُقارَنة بكمّيات الأمطار الطبيعية المُعتادة.


ووفقاً لتوقُّعات الأمم المتحدة، من المُرجَّح أن تتفاقم أزمة المياه العالمية بحلول عام 2030؛ بسبب التغيُّر المناخي؛ إذ سيؤدّي ارتفاع الانبعاثات الكربونية، وما ينتج عنها من ارتفاع درجات الحرارة، والتغيُّرات المناخية، إلى انخفاض حادّ في مصادر المياه العذبة، وسيُؤدّي النُّمُوّ السكّاني المُتسارِع إلى زيادة الضغط على الموارد المائية أيضاً؛ ممّا يُهدِّد الأمن المائي لنحو نصف عدد سُكّان العالم.


ومن هنا، أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمِّية تأمين الموارد المائية لمواجهة التحدِّيات المناخية، فبادرت إلى تبنّي تقنية الاستمطار؛ لزيادة مُعدَّلات هطول الأمطار، وتعزيز استدامة الموارد المائية على مستوى الدولة، واستثمرت الدولة أيضاً في البحث والتطوير المُتعلِّق بهذا المجال، وحَقَّقت الكثير من الإنجازات البارزة في إدارة الموارد المائية.

تقنيات الاستمطار في دولة الإمارات: الحلّ الذكي لنقص المياه

بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة عمليات الاستمطار في أوائل التسعينيات، وجرى تعزيز هذه الجُهود بالتعاون مع منظَّمات دولية عِدَّة، منها المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوّي في ولاية كولورادو الأميركية، ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا)؛ ممّا ساهم في تطوير تقنيات مُتقدِّمة؛ لتحسين الموارد المائية في الدولة.

 

ومنذ ذلك الحين، حَقَّقت دولة الإمارات تطوُّراً ملحوظاً في مجال الاستمطار؛ إذ أطلقت عام 2005 "جائزة الإمارات للتميُّز في تقدُّم علوم وممارسة تحسين الطقس" بالتعاون مع المُنظَّمة العالَمية للأرصاد الجوّية، وفي عام 2016، أُعِيدت هيكلة الجائزة لتتحوَّل إلى برنامج دولي لبحوث علوم الاستمطار؛ ممّا يعكس رؤية دولة الإمارات في تعزيز البحث العلمي والابتكار في هذا المجال الحيوي.


وتمتلك دولة الإمارات اليوم بنية تحتية مُتطوِّرة لدَعم عمليات الاستمطار، وتشمل مجموعة كبيرة من مَحطّات الرصد الجوّي المُترابِطة، وشبكة رادار متكاملة، بالإضافة إلى خمس طائرات مُتخصِّصة في تنفيذ عمليات الاستمطار. 


وتُعَدّ دولة الإمارات رائدة في المنطقة؛ بإنشائها أوّل مصنع لإنتاج شعلات تلقيح السُّحب عالية الجودة، والمعروف باسم "مصنع الإمارات لتحسين الطقس"، وتعتمد الدولة في عملياتها على موادّ آمِنة وغير ضارَّة بالبيئة، مثل الأملاح الطبيعية؛ كلوريد البوتاسيوم، وكلوريد الصوديوم؛ ممّا يضمن فعالية تقنيات الاستمطار المُستخدَمة، وسلامتها.

خطوة نحو استدامة المياه: برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار

تواصلت الجُهود المُكثَّفة لدولة الإمارات في مجال استمطار السُّحب، ومن أبرز هذه الجُهود "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار"؛ وهو مبادرة بحثية دولية أطلقها سُمُوّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، عام 2015؛ بهدف دعم الأبحاث العلمية الرائدة، وتطوير تقنيات مُبتكَرة، في مجال الاستمطار على المستوى العالَميّ.


ويسعى البرنامج جاهداً إلى تجاوُز العَقَبات التي تواجه تقنيات الاستمطار؛ عبر إجراء دراسات وأبحاث مُكثَّفة تهدف إلى تحسين جَمع البيانات المُتعلِّقة بتشكُّل الغيوم، وتحليلها، واختيار الموادّ الأكثر فاعلية لتلقيح السُّحب، وتطوير البنية التحتية اللازمة لتنفيذ عمليات تحديد الغيوم وتعقُّبها بدِقَّة.


ويُقدِّم البرنامج مِنَحاً تمويلية لمشاريع بحثية مُبتكَرة تُركِّز على تطوير تقنيات استمطار السُّحب؛ تشجيعاً لتقدُّم الاستمطار وتطوُّره من النواحي العلمية والتقنية. 



وختاماً، تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز استدامة المياه؛ بدعم البحوث وتطوير الابتكارات في مجال الاستمطار؛ ممّا يعكس الوعي العميق بتحدِّيات نُدرة المياه، وتقود الدولة عبر دوائرها ومؤسساتها المَعنيَّة مُبادَرات مُبتكَرة لجعل تقنيات الاستمطار أداة فاعلة.

 

المراجع


[1] uaerep.ae, الاستمطار
[2] atlas.fgic.gov, الإستمطار في دولة الإمارات
[3] news.un.org, برنامج إماراتي لبحوث الاستمطار من أجل تعزيز الأمن المائي عالميا

January 15, 2025 / 1:42 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.