جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
وداعاً للحفاضات

تعليم الطفل الحمام: بين النصائح والتحذيرات

22 أكتوبر 2024 / 7:08 AM
تعليم الطفل الحمام_ بين النصائح والتحذيرات
download-img
تعليم الطفل الذهاب إلى الحمام ومنحه الثقة تماماً بأنَّه لن يُبلِّل نفسه لاحقاً لن يحدث بين عَشِيَّةٍ وضُحاها؛ إذ تُعاني العديد من الأُمَّهات أثناء محاولة تعليم أطفالهنّ، فالطفل قد يرفض التعلُّم لأسباب مختلفة؛ كخوفه من الجلوس على كرسي النونية واعتباره إيّاها شيئاً غريباً، أو رغبته في جذب انتباه والِدَيه والحصول على المَزيد من العطف والاهتمام، أو رغبته في أن يظلّ مُدلَّلاً يفعل ما يُريده، وفي نظره قد يكون الذهاب إلى الحَمّام مُقيِّداً لاستقلالِيَّته، أو قد لا يكون مُستَعِدّاً جسدِيّاً ولا عاطِفِيّاً للتخلّي عن الحفاضات، وغير ذلك الكثير من الأسباب.

وعلى الرغم من ذلك كلّه، فليس هناك حاجة إلى القلق، ففيما يأتي مجموعة من النصائح والتحذيرات لتجاوز هذه المرحلة بنجاح، وتعليم الطفل على الحَمّام بطريقةٍ صحيحة وفَعّالة:

مراعاة جاهزية الطفل للبدء بتعلّم استخدام الحمام

تختلف جاهِزيَّة الأطفال لترك الحفاض من طفل إلى آخر، لذا من المُهِمّ مُراعاة علامات استعداد الطفل لتعلُّم استخدام الحَمّام، والتي تظهر من خلال قدرته على البقاء جافّاً لمُدَّة ساعتَين أو أكثر، والتعبير بالإيماءات والكلمات عمّا يُريده، وسحب البنطال إلى الأعلى والأسفل، والربط بين قضاء الحاجة والذهاب إلى كرسي الحمام الخاص بالطفل، والقدرة على اتِّباع التعليمات البسيطة؛ كرَفع الملابس عن الأرض ووضعها في الخزانة، أو جمع الألعاب ووضعها في السلَّة المُخصَّصة لها، بالإضافة إلى إظهار الانزعاج عند ارتِداء الحفاض، ومحاولة خلعه عندما يتبلَّل أو يتَّسِخ.


ويجدر بالذِّكر أنَّ العمر الذي تظهر فيه علامات الاستعداد لاستخدام الحَمّام يختلف من طفلٍ إلى آخر حسب قدراته الجسدية، والنمائية، والسلوكية، إلّا أنّ هذه العلامات تظهر -بشكل عامّ- عند معظم الأطفال في عمر السنتَين تقريباً، بينما قد تظهر لدى البعض في سِنّ السنة والنصف أو حتى بعد عمر السنتَين.

تهيئة الطفل لاستخدام النونية وكسر حاجز الخوف لديه

قد يشعر الطفل بالرهبة من استخدام كرسي الحمام أو المرحاض مباشرةً في بداية التدريب، لذا من المهمّ التمهيد له قبل ذلك وكسر حاجز الخوف لديه؛ كأخذه في جولة لاختيار كرسي الحمام الخاص به الخاصَّة به، وشراء واحدة ذات تصميمٍ جَذّاب وشبيه بالألعاب؛ كأن يكون فيها أضواء أو أصوات، كما أنَّ حصوله على ملابس داخلية تحمل صور شخصيّاته الكرتونية المُفضَّلة يساعده على الاستمتاع أكثر بالتدريب، مع الإشارة إلى ضرورة تجهيز أكثر من بنطال؛ لأنَّه قد يُبلِّل ملابسه سريعاً.


أمّا إذا استمرَّ خوف الطفل من كرسي الحمام بعد كلّ ما سبق، فيُمكن تركه يجلس عليها بملابسه كاملة في البداية، مع عرض مَقاطع فيديو له أو أغاني مُسلِّية للأطفال حول كيفية استخدامه، إلى جانب تمثيل مشاهد مُسلِّية أمامه باستخدام لعبة يجب أن تتبوَّل في كرسي الحمام عندما تشرب الماء.

تقديم الدعم والتشجيع الكافيين للطفل طوال فترة التدريب

من المهمّ إشعار الطفل بالحُبّ، والحنان، والدعم طوال فترة تدريبه على الحَمّام؛ بعدم تركه في الحَمّام وحده أبداً، وخاصَّةً في بداية فترة التدريب، وتقديم المُكافَآت التحفيزية له؛ فمثلاً يمكن لصق نجمة على كرسي الحمام بعد أن يستخدمه، وعند جمعه عدداً مُعيَّناً من النجمات، يُمكن شراء لعبة جديدة له، مع عدم تهديده بإزالة أيٍّ من هذه النجمات إذا تبوَّل على نفسه ليلاً أو نسي خلال النهار؛ لأنَّ ذلك قد يُثبِّط عزيمته، ويُشار هنا إلى أهمية مدحه لمُجرَّد المحاولة؛ من خلال الكلمات والألفاظ الإيجابيَّة، مثل قول: "أحسنت يا بطل"، أو "أنت رائع، كم أنا فخورة بك".

اختيار الطريقة الأنسب للتدريب على الحمام 

هناك العديد من الطرق والأساليب لتعليم الطفل الذهاب إلى الحَمّام، ويُمكن اختيار الأنسب منها حسب طبيعته ومدى جاهزيَّته للتدريب، ومنها الطُّرُق التقليدية، مثل ملاحظة الأوقات التي يتبوَّل أو يتبرَّز فيها الطفل عادةً، ومُناداته للذهاب إلى الحَمّام، وإن كان مُنشغِلاً باللَّعِب أو أيّ نشاطٍ آخر، فلا بُدَّ من إخباره أنَّ بإمكانه إكمال ما كان يفعله بعد أن يذهب إلى الحَمّام، والاتِّفاق معه على إشاراتٍ أو كلماتٍ بسيطة مُحدَّدة يُمكنه قولها عندما يشعر أنَّه يحتاج الذهاب إلى الحمام.


ويُمكن اتِّباع إحدى الطُّرُق الحديثة لتعليم الطفل الذهاب إلى الحَمّام، مثل "طريقة الثلاثة أيّام"، وينبغي فيها التأكُّد من جاهزية الطفل للتَّعلُّم، والتمهيد له بأنَّ عليه ترك الحفاض واستعمال كرسي الحمام، وذلك قبل 3-4 أسابيع من بدء التدريب، وتجهيز الأدوات اللازمة كلِّها.


ولتنفيذها ينبغي على الأمّ تهيئة ظروفها للبقاء في المنزل ثلاثة أيّام والتركيز فقط على تدريب طفلها على الحَمّام، واستبدال حفاضات الطفل بالملابس الداخلية فقط أو سراويل التدريب على الحمام، والحفاظ على الاستعداد التامّ لاصطحابه إلى الحَمّام عندما يبدأ بالتبوُّل أو يُظهر أيَّة علامة تدلّ على ذلك، ويُشار هنا إلى أنَّه لا بُدَّ من توقُّع بعض الحوادث المُزعِجة خلال تلك الفترة؛ كأن يتبوَّل على نفسه فجأة؛ لأنَّه لا يُميِّز بين السروال الداخلي والحفاض.


وعند البدء بالتدريب، يُمكن إعطاء الطفل كمية أكبر من السوائل لزيادة فُرَص التبوُّل لديه، وعلى الرغم من أنَّ الثلاثة أيّام لا تُعَدّ فترة تدريب نهائيَّة؛ إذ لا يُمكن تدريبه على استعمال الحَمّام بهذه السرعة، إلّا نَّها بداية قوية جدّاً للكثيرين، وإذا تبوَّل الطفل على نفسه مرَّة أو مرَّتَين في اليوم بعد انتهاء الثلاثة أيّام، فهذا يعني أنَّ التدريب ناجح جدّاً، وخلال فترة قصيرة سيتخلَّى تماماً عن الحفاض، أمّا إن ظلَّ يتبوَّل على نفسه كلّ مرَّة، فهذا يعني أنّه لم يكن مُستَعِدّاً للتدريب منذ البداية.

استخدام سراويل التدريب على الحمام 

سراويل التدريب هي سراويل داخلية قُطنِيَّة عالية الامتصاص، صُمِّمت بطريقة تمنع التسرُّب، وهي قابلة للغسيل، ويُنصَح باستخدامها أثناء فترة تعويد الطفل على نزع الحفاض واستخدام الحَمّام، وخاصَّةً في الليل؛ لأنَّ تحكُّمه في المثانة والأمعاء أثناء الليل غالباً ما يكون مختلفاً عن تحكُّمه فيها أثناء النهار، ويُمكن استخدامها أيضاً أثناء فترة التدريب عند الخروج من المنزل.


كما أنَّ ارتداء هذه السراويل وخلعها يُهيِّئ الطفل لارتداء الملابس الداخلية لاحقاً، على أن يكون بنطاله سهل الخلع عند البدء في استخدامها؛ فهي فَعّالة في امتصاص السوائل أكثر من البراز، ممّا يعني إمكانيَّة التسبُّب في فوضى كبيرة لدى التأخُّر في تغييرها.

تجنّب اختيار وقت غير ملائم للتدريب 

يجب تأجيل تدريب الطفل على الحَمّام في بعض الأوقات غير المناسبة؛ إذ لن يتمكَّن من التعلُّم والتدرُّب جيِّداً؛ كفترات السَّفر، أو الانتقال إلى بيتٍ جديد، أو عندما يكون مريضاً وخاصَّةً إن كان الإسهال أحد أعراض ذلك المرض. 


وحتى في فترة التدريب نفسها، لا بُدَّ من اتِّباع روتين مُنتَظَم مع الطفل، وعدم اختيار أوقاتٍ عشوائيَّة يذهب فيها إلى الحَمّام، وإنَّما في أوقاتٍ مُحدَّدة من اليوم، مثلاً بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل النوم، وبعد الوجبات، أو قبل القيلولة وبعدها، فإن لم يُبدِ أيَّ تجاوُب أو رغبة في التعلُّم، فيُفضَّل حينها التوقُّف والمُحاوَلة معه مرَّةً أخرى بعد أسبوعَين أو ثلاثة أسابيع.

تجنّب توبيخ الطفل أو معاقبته مهما حدث

قد تصدر الكثير من التصرُّفات المُزعِجة عن الطفل أثناء فترة تدريبه على الحَمّام؛ كالتبوُّل على ملابسه، أو على الأرض أو السجّادة، إلّا أنَّ ذلك يُعَدّ طبيعيّاً؛ لشعوره بالارتباك من تغيُّر روتين قضاء الحاجة الخاصّ به، ولا يزال غير مُدرك أنَّ قضاء حاجته يجب أن لا يكون في الحفاضة، أو لعدم شعوره بالحاجة إلى التبوُّل في الوقت المناسب، أو لانشغاله باللعب أو مشاهدة التلفاز.


وهنا يجب على الأمّ التحلّي بالصبر والهدوء، وعدم توبيخ طفلها أو مُعاقَبته، وتنظيف المكان دون عصبيَّة، وإخباره أنَّه يمكنه المحاولة مرَّة أخرى لاحقاً، وعدم تذكيره طوال الوقت أن لا يتبوَّل على نفسه؛ لأنّ هذا الضغط يمكن أن يُعطي نتائج عكسيَّة ويزيد فترة التدريب، ولتفادي مثل هذه الحوادث في المرّات القادمة، يُنصَح بأخذ الطفل على الفور إلى الحَمّام عندما يقول أنَّه في حاجة إلى الذهاب، وإن لم يتبوَّل لمدَّة مُعيَّنة، فيمكن تذكيره بالذَّهاب، وخاصَّةً عندما يُطيل اللَّعِب.



وختاماً، لا يجب أن تُصاب الأمّ بالإحباط أو اليأس من النتائج غير المرغوبة عند تدريب طفلها على الحَمّام، بل يجب أن تتفهَّم أسبابها؛ فإن كان تبوُّل الطفل قليلاً، فقد يكون في حاجة إلى مزيد من السوائل في نظامه الغذائي، وليس لأنَّه قَلِق من كرسي الحمام أو المرحاض، ، وإن عانى من الإمساك، فلأنَّه قد يكون في حاجة إلى المزيد من الألياف، كما أنَّ معظم الأطفال يحتاجون إلى مُدَّة تتراوح بين 3-6 أشهر تقريباً للاعتماد على أنفسهم في الذهاب إلى الحَمّام، لذا لا بُدَّ من التحليّ بالصبر، وعدم التردُّد في استشارة طبيب الأطفال عند الحاجة.

 

المراجع 


[1] raisingchildren.net.au, Toilet training: a practical guide
[2] 2.hse.ie, How to toilet train your child
[3] parentingscience.com, Potty training problems and solutions: An evidence-based guide
[4] tresillian.org.au, Toddler Toilet Training
[5] kidshealth.org, Toilet Training

October 22, 2024 / 7:08 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.