جار التحميل...
وبما أنّ الطاقة الشمسية من أبرز أشكال الطاقة النظيفة الموجودة، فقد تركَّزت جهود دولة الإمارات حول استغلال الطاقة الناتجة عن ضوء الشمس وحرارتها في توليد نسبة كبيرة من الكهرباء المستخدمة، وفي ما يأتي أهمّ مشاريع الطاقة الشمسية فيها، مع بعض التفاصيل:
تقع محطّة شمس جنوب غرب أبوظبي، وتُعَدّ من مشاريع الطاقة الشمسية المركزة الناجحة والبارزة في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ فهي أوّل محطّة خَدَمية قَيد التشغيل للطاقة الشمسية المركزة في تلك المناطق، إلى جانب أنّها تحتلّ مساحة واسعة تُقدَّر بنحو 2.5 كم مُربَّع؛ ممّا أهَّلها لأن تكون أكبر محطّة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة قيد التشغيل في العالم منذ إطلاقها عام 2013.
وتُولِّد المحطّة الطاقة الكهربائية من حرارة الشمس لا من ضوئها؛ إذ تعتمد على نُظُم المجمعات الشمسية المُكوَّنة من مرايا خاصَّة، وتمُدّ محطّة شمس نحو 20,000 وحدة سكنية في الإمارات بالطاقة الكهربائية، وتُسهِم في خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 175,000 طن سنوياً، أمّا قدرة المحطّة الإنتاجية، فتبلغ 100 ميغاواط.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المحطّة وحدها كانت قد ساهمت في توليد طاقة كهربائية من مصادر الطاقة المُتجدَّدة بنسبة 27% بحلول عام 2021.
يُصنَّف مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، القائم في سيح الدحل على طريق دبي- العين، بوصفه أكبر مشروع مستقِلّ مُنتِج للطاقة ومُقامٍ على موقع واحد من نوعه في العالَم، وتبلغ مساحته نحو 4.5 كم مُربَّع، ويُشار إلى أنّ هذا المشروع كان من أهمّ الأسباب التي أسهمت في فوز هيئة كهرباء ومياه دبي بجائزة مشروع الطاقة عام 2014.
وعلى الرغم من أنّ هذا المشروع كان قد جرى إنشاؤه على مراحل مُتعدِّدة قائمة على تقنية الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومنها ما جمع بين هذه التقنية وتقنية الطاقة الشمسية المركزة، فإنَّه لم يكتمل حتى الآن، إلّا أنّه حين اكتماله سيعمل على تقليل انبعاثات الكربون بمقدار ملايين الأطنان، ومن المُخطَّط أن تزيد قدرة المحطّة الإنتاجية على 5000 ميغاواط في عام 2030، بالإضافة إلى توفير 25% من طاقة دبي في العام نفسه.
تُعَدّ محطّة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية أكبر محطّة مَبنية على موقع واحد من هذا النوع في العالم، وتبعد عن مدينة أبوظبي 35 كم تقريباً، أمّا أهمّ ما يُميِّزها، فهو احتواؤها على 4,000,000 لوح ثُنائيّ الوجه؛ وهي ألواح قادرة على التقاط طاقة الشمس عبر وجهَيها؛ ممّا يعني كفاءة أكبر في الإنتاج.
وتمُدّ محطّة الظفرة 200,000 منزل تقريباً بالطاقة الكهربائية، إضافة إلى أنّها تُسهم في خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2,400,000 طن سنوياً، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 2 غيغاواط.
تعتمد فكرة الطاقة الشمسية المركزة على عكس بقعة كبيرة من الشمس وتركيزها على مساحات صغيرة باستخدام آلاف المرايا العاكسة والتابعة للشمس في حركتها، ومن ثَمَّ توليد الكهرباء من الحرارة الناتجة عنها، أمّا مشروع الطاقة الشمسية المركزة (CSP)، فهو مشروع مُستقِلّ مُنتِج للطاقة، وهو الأكبر من نوعه في العالَم بعد تقدُّمه على البرج الموجود في المغرب، والذي كان يُعَدّ أكبر برج في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية المركزة.
ولا بُدّ من التنويه إلى أنّ المشروع لم يكتمل حتى الآن، إلّا أنّه سيعمل على خفض انبعاثات الكربون بمقدار يزيد عن 6,500,000 طن سنوياً بمُجرَّد اكتماله، بالإضافة إلى توفير الطاقة المستدامة بما يتناسب مع مُتطلَّبات شبكة الكهرباء؛ لقدرته على تخزين الطاقة الحرارية يومياً لمُدَّة 8-12 ساعة.
هناك مشاريع أخرى عديدة في دولة الإمارات تهدف إلى استغلال الطاقة الشمسية المُتجدِّدة، ومنها مشروع محطّة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الذي أُنشِئ على سطح مبنى "عالم وارنر براذرز أبوظبي"، ويمتدّ على مساحة 36,000 كم مُربَّع، بقدرة إنتاجية تُقدَّر بنحو 7 ميغاواط خلال فترة الذروة؛ ليُسهِم في توليد 40% من الطاقة الكهربائية المُستخدَمة في المبنى سنوياً.
وهناك أيضاً محطة "خزنة داتا سنتر للطاقة الشمسية الكهروضوئية" في أبو ظبي، التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 7 ميغاواط، ويهدف إنشاء هذه المحطة إلى تغذية مبنى خزنة أبوظبي 6 -الذي ما زال قَيد الإنشاء-، بمُجرَّد الانتهاء منه.
وبالإضافة إلى ما سبق، هناك مُبادَرة "شمس دبي" التي تسعى إلى تحفيز المباني والمنازل جميعها للمشاركة في الاعتماد على الطاقة المُتجدِّدة؛ عبر تركيب لوحات كهروضوئية فوق أسطحها؛ لاستخدام الطاقة المُتولِّدة عنها، وإرسال الزائد عن الحاجة إلى هيئة كهرباء ومياه دبي.
المراجع
[1] u.ae, الطاقة الشمسية
[2] masdar.ae, الطاقة الشمسية المركزة
[3] shamspower.ae, نبذة عنّا
[4] moec.gov.ae, الطاقة المتجددة
[5] mbrsic.ae, مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية