جار التحميل...
التقدُّم في العمر: أمرٌ طبيعيٌّ
مع التقدم في العمر، يقل عدد خلايا التذوق، وتصبح الخلايا المتبقية أقل حجماً، مما يؤثر في وظيفتها وقدرتها على إدراك النكهات، وهذا كله يؤدي إلى حدوث تغيرات في طعم الأكل، إذ يقل الإحساس بالطعم الحلو والمالح بدايةً، ومن ثم الحامض والمر.
ومن ناحية أخرى، فإنّ حاسة الشم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحاسة التذوق، إذ يعتمد التذوق اعتماداً كبيراً على الشم، ومع التقدم في العمر قد تتراجع حاسة الشم، مما يؤدي إلى تغيّر أو ضعف في إدراك النكهات.
التدخين: ضرره شامل
يعد التدخين مشكلة شائعة على الصعيد العام، إذ يسبب العديد من الأمراض والتغيرات في الحالة العامة للجسم، ومن بينها التأثير على حاسة التذوق، إذ يتعرض المدخن للكثير من المواد السامة، وتُؤثر هذه المواد على المستقبلات الموجودة في خلايا التذوق، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في الطعم، وقد تكون مؤقتة أو دائمة.
كما أن التعرض المستمر لمادة النيكوتين أثناء التدخين يؤدي إلى تدمير خلايا التذوق وتقليل عددها، إضافة إلى أن التدخين لفترات طويلة يقلل من إنتاج اللعاب، مما يسبب جفاف الفم، وبالتالي تغير طعم الأكل.
تناول الأدوية: تأثيرها واضح
تؤثر العديد من الأدوية المستخدمة في علاج بعض الحالات الصحية على الطعم، إذ تقلل بعض الأدوية من كمية اللعاب أو تركيبته، أو تؤثر على كيفية استقبال الدماغ للنكهات، أو تؤثر مباشرة على خلايا التذوق.
ومن أمثلة تلك الأدوية؛ أدوية الحساسية، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية الضغط، وأدوية الالتهابات، والأدوية المرخية للعضلات، ومدرات البول، والمضادات الحيوية وغيرها.
إصابة الجهاز التنفسي العلوي بالعدوى الفيروسية: ستؤثر بالتأكيد
كما ذُكر سابقاً، فإنّ حاستي التذوق والشم مرتبطتان ببعضهما البعض لدرجة كبيرة، إذ يتم الإحساس بالروائح من خلال الخلايا العصبية الموجودة في فتحتي الأنف، ومستقبلات الشم الموجودة في جهة البلعوم المتصلة بالأنف، لذا أثناء المضغ تنشط مستقبلات الشم للتعرف على طعم الأكل الذي يتم مضغه.
وعند إصابة الجهاز التنفسي العلوي بالفيروسات مثل نزلة البرد أو الإنفلونزا، يحدث سيلان واحتقان في الأنف، مما يؤثر على حاسة الشم بالتأكيد، وبالتالي تأثر عملية التذوق والشعور بتغير في طعم الأكل، إذ لا تتمكن مستقبلات الشم من استشعار رائحة الأكل المعتادة خلال عملية المضغ.
كما قد يصاحب السعال الشعور بطعم معدني في الفم، وعادةً ما يكون بسبب وجود دم في البلغم نتيجة السعال.
لكن التغير في الشعور بالنكهات والأطعمة نتيجة الإنفلونزا وغيرها من أمراض العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي هو تغيّر مؤقت، إذ عادةً ما يزول خلال أسبوع إلى أسبوعين.
إصابة الفم بحالات مرضية: أساس التذوق
يحدث تغير في الطعم عند إصابة الفم بمشاكل صحية مختلفة؛ كالجفاف، أو نزيف اللثة، أو تسوس الأسنان، أو التهابات اللسان وغيرها، وقد يظهر طعم معدني خاصة في حال حدوث نزيف داخل الفم.
كما قد يؤدي إهمال تنظيف الأسنان والفم إلى زيادة احتمالية تغير الطعم، وحدوث مشكلات الفم، مما يؤثر على توازن البكتيريا الطبيعية المفيدة في الفم، ويغير من تركيبة اللعاب وكميته، وبالتالي تغير الطعم.
سوء التغذية: نقصٌ في العناصر الغذائية
تؤثر مشكلة سوء التغذية سلباً على الطعم من خلال التأثير المباشرة على خلايا التذوق، إذ تسبب نقصاً في بعض الفيتامينات والمعادن مثل معدن النحاس، والزنك، وكل من فيتامين B12 وB6 وفيتامين أ، الضرورية لعمل خلايا التذوق بطريقة صحيحة، مما يُحدث تغيرات في الطعم.
التعرض للمواد الكيميائية: مصادرها متعدّدة
يعد التعرض للمواد الكيميائية من العوامل التي قد تؤدي إلى تغير طعم الأكل، وتؤثر على حاسة التذوق، كالتعرض المستمر لمواد كيميائية موجودة في الهواء أو الماء الملوث، فهذه المواد قد تتراكم في الجسم وتغير تفاعل خلايا التذوق مع الأطعمة.
ويمكن القول إنّ الأشخاص الذين يعملون في بيئات تحتوي على مواد كيميائية مثل المصانع أو المختبرات قد يكونون أكثر عرضة لتغيرات في حاسة التذوق نتيجة استنشاق أو ملامسة هذه المواد باستمرار.
فقد تؤثر المواد الكيميائية على كمية اللعاب وتركيبته الكيميائية، أو تؤدي إلى تغير الأغشية المخاطية داخل الفم، أو تغير عدد خلايا التذوق أو تركيبتها أو التقليل من نشاطها واستجابتها للنكهات، مما يؤثر على الأعصاب المسؤولة عن التذوق.
وفي الختام، إلى جانب ما سبق ذكره، توجد عدة أسباب تتعلق بالأكل نفسه يمكن أن تؤدي إلى تغير طعمه، من أبرزها جودة الطعام؛ إذ تكون نكهات الأطعمة الطازجة أقوى وأكثر وضوحاً مقارنة بالأطعمة المخزنة منذ مدّة.
كما أنّ تخزين الطعام في ظروف غير ملائمة مثل درجات الحرارة العالية أو الأماكن الرطبة يمكن أن تؤثر سلباً على نكهته، بالإضافة إلى أنّ بعض الأطعمة قد تمتص الروائح من محيطها إذا لم تكن مغلفة بطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى تغير طعمها.