جار التحميل...
وتعدّ دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الرائدة في تطوير قطاع الزراعة، واستخدام أفضل وأحدث التقنيات الزراعية، إذ بذلت الدولة بمؤسساتها المعنية جهوداً كبيرة في بناء أنظمة زراعية ذكية ومستدامة، تسهم بشكل كبير في تحقيق الأمن الغذائي، ومواجهة تحديات المناخ، ومن أبرز هذه الأنظمة الزراعة المائية، التي تعتمد على زراعة النباتات من دون تربة، واستبدال التربة بمحلول من المغذيات المهمة لنمو النباتات.
تبنّت وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات تقنية الزراعة المائية منذ عام 2009، إذ أدخلتها ضمن منظومتها الزراعية، وشجّعت المزارعين عليها، من خلال تزويدهم ببذور عالية الجودة، وبيوت زجاجية، وخدمات البحث والتطوير والتدريب والمتابعة، مما أدى إلى انتشار ملحوظ في عدد البيوت الزجاجية المخصصة للزراعة المائية في الدولة.
كما تسعى دولة الإمارات للاستثمار بشكل دائم في أفضل الحلول والتقنيات المتعلقة بالزراعة المائية، لزيادة الإنتاج الزراعي، ودعم الإمداد الغذائي، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، وتطبيقاً للحلول المتكيفة مع التغيرات المناخية، والمحافظة على البيئة من خلال التقليل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون.
وفي ظل زيادة الطلب على منتجات الزراعة المائية، شهدت هذه الزراعة اهتماماً في دولة الإمارات، نظراً لقدرتها على تحقيق إنتاجية أكبر مقارنة بالزراعة التقليدية، مما يجعل الزراعة المائية خياراً اقتصادياً واعداً.
وعليه تحتل المزارع المائية في دولة الإمارات حالياً مساحات شاسعة، حيث أُنشئت الكثير من المزارع منذ انطلاق المبادرة حتى يومنا الحالي.
ومن ضمن الخطط المستقبلية التي تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تحقيقها من خلال منظومتها الزراعية المتطورة، والتي من ضمنها الزراعة المائية، زيادة الاعتماد على الذات، وتقليل الاعتماد على استيراد المنتجات الزراعية إلى أدنى حد ممكن.
تعتمد الزراعة المائية على تنمية النباتات في محاليل خاصة، تمدها بالعناصر المغذية الضرورية، التي تحتاجها لضمان النمو المثالي دون الحاجة إلى التربة، حيث تُستخدم أوساط أخرى بدلاً من التربة، مثل البيرلايت، أو التف البركاني، بالإضافة إلى التسميد المائي.
كما تمتاز الزراعة المائية بتقليل كميات المياه المستخدمة لري المحاصيل الزراعية بنسبة قد تزيد عن 70%، مقارنة بالزراعة التقليدية حسب نوع المحصول، كما أنها تستخدم الأسمدة بكفاءة عالية، بالإضافة أيضاً إلى خفض استخدام المبيدات الكيميائية، من خلال تفادي المشكلات المتعلقة بالتربة، وتطبيق المبيدات بشكل مدروس ومحدود، ما ينتج عنه تحسين جودة المحاصيل، وحماية البيئة بشكل أكبر.
وتُنتج هذه المزارع محاصيل زراعية عالية الجودة، وخالية من المبيدات الحشرية، وذلك بفضل التحكم الدقيق في الظروف البيئية داخل البيوت البلاستيكية، من كمية المياه، والمغذيات التي تحتاجها النباتات طوال مرحلة نموها، كما أن هذه المزارع تسمح بتمديد مواسم زراعة المنتجات المحلية، لتبقى في بعض الحالات على مدار العام، ممّا يوفر منتجات طازجة ومتنوعة باستمرار.
[1] moccae.gov, وزارة البيئة والمياه: الزراعة المائية هي مستقبل الإنتاج الزراعي في دولة الإمارات
[2] mediaoffice.ae, الزراعة المستدامة تعزز نهج دبي لمستقبل مستدام مع توفير منتجات عضوية وطازجة على مدار العام
[3] investindubai.gov, الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا الزراعية