جار التحميل...
وتُشكِّل العواصف الرملية خطراً على السكّان؛ فاستنشاق الهواء المُحمَّل بالرمال، والمُلوِّثات الأخرى؛ كالفيروسات، والبكتيريا، يُؤدّي إلى إثارة الأغشية المُخاطية، والمجاري التنفُّسية العُليا، وفي حالات ضعف الجهاز المناعي، أو الإصابة بالربو، أو الحساسية، يكون الأمر أكثر سوءاً؛ الأمر الذي يتطلَّب الالتزام بإجراءات وقائية مُحدَّدة.
ينبغي توخّي الحيطة والحذر أثناء هُبوب العواصف الرملية، والالتزام ببعض الإجراءات الوقائية أيضاً بمُجرَّد التنبُّؤ بإمكانيَّة حدوثها، ويُنصَح بدايةً بالتحقُّق من تثبيت الأدوات الموجودة خارج المنزل؛ كالألواح المعدنية، أو الأسلاك الكهربائية؛ كي لا تتطاير، والتحقُّ من أنّ السيارة الشخصية في مكان آمِن.
وفي ما يأتي بعض النصائح الإضافية التي يجب الأخذ بها؛ سواء أكان الشخص داخل المباني، أم خارجها:
تتمثَّل النصيحة الذهبية في التعامل مع العواصف الرملية لتجنُّب أضرارها المحتملة بعدم الخروج من المباني إطلاقاً، وخاصَّة للأطفال والمُصابين بالأمراض التنفُّسية؛ ففضلاً عن تسبُّب تلك العواصف بتلوُّث الهواء، فإنَّها تمنع الرؤية بوضوح أيضاً.
وينصح الأطبّاء باستخدام الأجهزة التي تُنقّي الهواء وتُرطِّبه أثناء هُبوب العاصفة، ويُنصَح أيضاً بتوخّي الحذر من النوافذ والأبواب، ودَعمها بألواح خشبية، وإحكام إغلاقها جيِّداً، بالإضافة إلى متابعة الأخبار الرسمية والنشرات الجوّية؛ بهدف معرفة الإرشادات، والالتزام بها، وعند إصدار أوامر إخلاء من مصادر حكومية، لا بُدّ من الانصياع فوراً؛ للحفاظ على السلامة.
عند الحاجة إلى الخروج من المباني أثناء هبوب العاصفة الرملية، يُنصَح بارتداء نظّارات؛ لحماية العينَين، وكمامة، أو وضع قطعة قماش مُبلَّلة على الأنف والفم؛ لتفادي دخول الجُزَيئات الصغيرة من الرمل إلى المجرى التنفُّسي أثناء عملية الشهيق، ويُنصَح أيضاً بارتداء الألوان عالية الوضوح العاكسة للضوء؛ ليكون الشخص مرئيّاً بسهولة، فيتمكَّن سائقو المركبات من تمييزه أثناء مروره.
ولا بُدّ للشخص الموجود خارج المنزل أساساً من إخبار الآخرين بمكانه، بوصفه إجراءً احتياطياً، وعليه أيضاً الابتعاد عن المناطق المفتوحة؛ فالرياح فيها أشدّ، ويُنصَح بعدم الوقوف أسفل الأشجار ذات الأطوال المرتفعة.
وعند قيادة السيارة، لا بُدّ من الابتعاد عن الكُثبان الرملية، وإغلاق فتحات المُكيِّف التي تسحب الهواء إلى الداخل، ويتوجَّب على السائق الالتزام بالقيادة مُنخفِضة السرعة، مع ترك مسافة أمان بينه وبين المَركبات الأخرى، وعدم تجاوزها، والحفاظ قدر المُستَطاع على القيادة في المَسرَب نفسه؛ مراعاةً لصعوبة الرؤية في هذه الظروف.
وعلى السائق أيضاً الحرص على تشغيل مصابيح السيارة الأمامية منخفضة السُّطوع، ولا مانع من استخدام التنبيه الصوتي عند اللزوم، بالإضافة إلى ضرورة الاصطفاف في مكان آمِن عند الشعور بعدم القدرة على الاستمرار في القيادة أثناء اشتداد هبوب الرياح.
لا ينبغي التسرُّع في الحُكم على انتهاء العواصف الرملية والخروج من المنزل إلّا بعد التحقُّق من سُكون الرياح فعلاً، ولا بُدّ أن يحرص المواطنون جميعهم متابعة النشرات الجوّية والإخبارية باستمرار؛ للحصول على الإرشادات اللازمة بعد انقضاء العاصفة الرملية، وعموماً، إن كان الشخص خارج منزله أثناء مرحلة الخطر، فلا بُدّ له من الانتباه إلى حالة الطرق بعد انتهائها؛ فقد تكون هناك بعض التغييرات، أو الأضرار، التي تتطلَّب إجراءات مُعيَّنة.
ويجدر التنويه إلى أنّ القيادة تتطلَّب حذراً مُضاعَفاً بعد انتهاء العاصفة الرملية، ومراعاة أمور عِدَّة؛ كالتحقُّق من عدم وجود كُثبان رملية في الطرق، وعند وجودها، لا بُدّ من خفض السرعة قدر الإمكان؛ لتفادي الانزلاقات، وفقدان السيطرة على المَركبة، إضافة إلى ضرورة عدم التجاوز.
وفي الختام، لا بُدّ من الإشارة إلى حرص دولة الإمارات على سلامة مُواطنيها والمُقيمين على أرضها من التعرُّض للكوارث الطبيعية؛ كالعواصف الرملية؛ إذ أنشأت المنظومة الوطنية للإنذار المُبكِّر، والمَعنية بالإبلاغ عن حدوث الكوارث بالسُّرعة القُصوى عبر وسائل التواصل.
ومن صُور ذلك الرسائل التحذيرية التي تُرسَل إلى الهواتف الشخصية في المناطق المَعنيَّة؛ بهدف التعامل معها، وإيجاد الطرق الملائمة لتجنُّب آثارها الجسيمة، بالإضافة إلى التواصل مباشرةً مع الأفراد؛ للتوجيه الفعّال عند الضرورة.
المراجع
[1] ncema.gov.ae, العواصف الرملية
[2] ncm.gov.ae, العواصف الرملية
[3] weqaya.ae, ما أسباب حدوث العواصف الرملية في الإمارات وما مدى انتشارها؟
[4] u.ae, التعامل مع الحالات الطارئة
[5] adphc.gov.ae, الدليل الإرشادي الفني حول التعامل مع الأحوال الجوية السيئة