جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
كيف تُنقذ طفلك منه؟

إهمال الوالدين يؤثر على نفسية الأبناء

06 أغسطس 2024 / 12:04 PM
إهمال الوالدين يؤثر على نفسية الأبناء
download-img
يتمثَّل إهمال الوالدين عموماً، بعدم تلبية احتياجات الأبناء الأساسية والعاطفية، ممّا يُؤثِّر سلباً على نُمُوّهم الجسدي والعاطفي، وتتعدَّد أشكال إهمال الوالِدَين؛ فمنها غيابهما أوقاتاً طويلة عن أبنائهما، وعدم توفيرهما الرعاية اللازمة لهم من الطعام والرعاية الصحية وغيرها من الأساسيّات، إلى جانب غياب الحبّ والدعم العاطفي والتشجيع، إضافة إلى تجاهلهما مشاعرهم أو رفضها، أو استخدام العنف معهم بأشكاله المختلفة.

وتتفاوت درجات إهمال الوالِدَين لأبنائهما ضمن مُستَوَيات مختلفة ولأسباب عِدَّة، وقد يكون هذا الإهمال غير مقصود في بعض الحالات؛ نتيجة قِلَّة الوعي، أو الضغوط النفسية، أو الظروف الاجتماعية الصعبة، وسواء كان الإهمال مقصوداً، أم لا، فهو غالباً ما سيُؤثِّر كثيراً على الطفل، ولن يقتصر التأثير على طفولته فحسب، بل يمكن أن يتعدّّى إلى مراحل حياته القادمة أيضاً.


ومن أبرز آثار إهمال الوالِدَين السلبيَّة على نفسية الأبناء ما يلي:   

تراجع ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته

نُمُوّ الطفل في بيئة تفتقر إلى الاهتمام العاطفي والدعم من الوالِدَين قد يكون سبباً في شعوره بأنَّه لا يستحِقّ الحب والاهتمام، وبأنَّه لا يمتلك أيّ قيمة أو أهمِّية، وبأنَّ مَشاعِره واحتياجاته لا تلقى اهتماماً ولا حتى اعترافاً، وهذا الشعور بعدم القيمة سيُؤدّي في مراحل عمره القادمة إلى انخفاض تقديره الذاتيّ لنفسه، فيبدأ بتشكيل نظرة سلبيَّة لها، ويشكّ في قدراته وقِيمَته.


ومن جانب آخر، يحاول بعض الأشخاص الذين تعرَّضوا للإهمال العاطفي في طفولتهم تعويض نقص الاهتمام والدعم من خلال السَّعي إلى الكمال؛ وهم -بمعنى آخر- يعتقدون أنّ قيمتهم الذاتية تعتمد على تحقيق معايير عالية وإرضاء توقُّعات الآخرين، ممّا يؤدّي إلى سَعيهم المُتواصِل بأقصى جُهودهم ليكونوا مِثالِيِّين كطريقة للحصول على الاعتراف والقبول من الآخرين، وتعويض الإهمال الذي عانَوه في طفولتهم.

الاكتئاب والشعور بالحزن

إنّ عدم حصول الأبناء على ما يحتاجون إليه من الدعم العاطفي والرعاية من الآباء قد يُشعِرهم بالحزن، واليأس، وعدم الأمان، والشكّ في قيمتهم، وخاصَّة عندما يرى هؤلاء الأطفال المُهمَلون أنَّ أقرانهم يحصلون على هذا الدَّعم، ممّا يزيد شعورهم أيضاً بالعُزلَة الاجتماعية والرَّفض. 


كما أنّ الأطفال الذين يُواجِهون إهمال الوالدين أكثر عُرضة للاضطرابات النفسية، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات الانفصال، مع احتماليَّة استمرار هذه المشكلات لديهم في مرحلة المُراهَقة والبلوغ.

صعوبة تعامل الأطفال مع مشاعرهم

غالباً ما يجد الأطفال الذين تعرَّضوا للإهمال صعوبة في التعرُّف على مشاعرهم والتعبير عنها بالشكل المناسب، ممّا يُفقِدهم القدرة على التحكُّم فيها أيضاً، فتظهر ردود أفعالهم عاطفية غير مناسبة أو مُبالغ فيها في المواقف المختلفة، الأمر الذي يمكن أن تنتج عنه لاحقاً صعوبات في بناء علاقات صِحِّيَّة مع الآخرين. 


كما أنَّ من المشكلات التي يمكن أن يُواجِهها الأطفال المُعرَّضون للإهمال والتي قد تستمرّ معهم حتى البلوغ الشعورُ بالخوف، والحساسيَّة من إظهار الحبّ والمَودَّة للآخرين، والتفكير في كيفية استجابة الآخرين لمشاعرهم وما إذا كانوا سيقبلونها أو يرفضونها؛ نتيجة عدم الثقة بالنفس الناشئة من إهمال الوالِدَين لهم، ممّا يُؤدّي في النهاية إلى صعوبة في التواصل وإنشاء علاقات جديدة.


وقد يواجه الطفل المُتأثِّر بالإهمال صعوبة التعامل مع المواقف العصيبة والتكيُّف مع تحدِّيات الحياة؛ فتجده يُواجِهها بالتوتُّر، وعدم الرضا، وقِلَّة الصبر؛ نتيجة عدم تمكُّن والِدَيه من أن يكونوا قُدوة له

صعوبة تكوين العلاقات والحفاظ عليها

غالباً ما يُعاني الشخص الذي تعرَّض للإهمال من قِبَل والِدَيه قِلَّة الثِّقة بالآخرين، إضافةً إلى صعوبة تعبيره عن مشاعره واحتياجاته العاطفية -كما ذُكِر سابقاً-؛ لأنَّ تجاربه السابقة أظهرت له عدم الاعتناء بحاجاته العاطفية، وهذه العوامل كلّها يمكن أن تُؤدّي إلى تشكيل علاقات غير صِحِّية، أو صعوبات في الحفاظ على العلاقات القويَّة والمُستَقِرَّة في حياته؛ سواء كانت صداقات، أو علاقات عمل، أو مع شريك الحياة.


إضافةً إلى أنَّ تعرُّض الطفل للإهمال من والِدَيه يمكن أن يؤدّي إلى تفضيله العزلة عن العالم الخارجيّ، والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية بعد وَعيه الكامل بهذا الإهمال؛ بهدف حماية نفسه من الشعور بالحزن أو الرفض الذي قد يواجهه لدى تفاعُله مع الآخرين. 



وختاماً، تؤدّي تجارب الطفولة دوراً حاسِماً في تطوُّر الشخصية والصِّحَّة العاطفية للأفراد في مرحلة البلوغ وما بعدها؛ فالأطفال الذين تعرَّضوا للإهمال بكافَّة أشكاله، غالباً ما يُعانون صعوبات عديدة في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والتعامل مع مشاعرهم وتحدِّيات الحياة المختلفة، كما أنَّهم أكثر عُرضة للمشاكل النفسية، مثل الاكتئاب، والقلق، ممّا يُؤثّر على نفسيَّتهم وجودة حياتهم بشكل عامّ. 


وعليه، ينبغي على الوالِدَين أن يُشعِروا أبناءهم بالحبّ والدعم ما أمكنهم ذلك، وأن يتعاملوا بشكل صحيح وواعٍ مع ضغوط الأبناء النفسية، ويُشجِّعوهم على بناء علاقات إيجابيَّة في مُجتَمَعهم، إضافة إلى عدم تجاهل طلب المساعدة من مُتخصِّصي الصِّحَّة النفسيَّة لأطفالهم وقت الحاجة. 

 

 

المراجع 
[1] psychologs.com, Parental Neglect and its effects on Children
[2] medicalnewstoday.com, How can childhood emotional neglect affect people?
[3] psychologytoday.com, Child Neglect
[4] positivereseteatontown.com, Child Neglect in the Light of Psychology
[5] developingchild.harvard.edu, Neglect

August 06, 2024 / 12:04 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.