جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
كيف تنمّي هذه السمة الأساسية؟

مفهوم الوعي الذاتي عند الطفل وطرق تعزيزه

12 ديسمبر 2024 / 8:44 PM
مفهوم الوعي الذاتي عند الطفل وطرق تعزيزه
download-img
يُشير مفهوم الوعي الذاتي عند الطفل (child’s self-awareness) إلى إدراكه وفهمه أفكارَه، ومشاعرَه، وقدراته، وسلوكاته، ونقاط قُوَّته وضعفه؛ إذ يستطيع الأطفال بالوعي الذاتي اكتشاف هويّاتهم، ومعرفة الطرق التي تُؤثِّر بها أفعالهم فيهم وفي الآخرين؛ ممّا يجعلهم أذكى عاطفيّاً وشخصيّاً.

إلى جانب أنّ الوعي الذاتي يُمكِّنهم من اتِّخاذ القرارات أو الخيارات التي تتماشى مع رغباتهم واحتياجاتهم الحقيقية، ويُعزِّز ثقتهم بأنفسهم، واحترامهم لذواتهم، ويجعلهم أكثر نجاحاً في الحياة عموماً، ويُمكن للعائلة مساعدة طفلها على تحقيق الوعي الذاتي من خلال ما يأتي:

تعزيز مهارة التعبير عن المشاعر 

فهم الطفل مشاعرَه المختلفة، وإدراك الطريقة التي يُمكنه من خلالها التعبير عنها، يُعَدّ جزءاً من الوعي الذاتي؛ فالعواطف مُكوِّن أساسيّ في شخصيَّة الطفل وذاته؛ فضلاً عن ارتباط مختلف السلوكات بها مباشرة أو بصورة غير مباشرة، ويُمكن للطفل تعلُّم إدارة مشاعره، والتعبير عنها؛ بتشجعيه على الحديث عنها؛ إذ يُمكن إجراء حوار معه عن المشاعر المختلفة، وتسميتها، مثل: مشاعر السعادة، والحماس، والقلق، والتوتُّر، والحزن، وغيرها.


ويمكن مساعدته أيضاً على الاعتراف بها، ومعرفة سببها؛ كقول: "لقد لاحظت أنَّك مُستاء؛ لأنَّك لم تتحدَّث مع أيّ أحد، فهل تستطيع التحدُّث حول سبب شُعورك هذا؟"، أو "متى بدأت تشعر بمثل هذه المشاعر؟"، أو "هل تعرف اسم الشعور الذي تشعر به؟". 


ويمكن تعليم الطفل أيضاً الاحتياجات الأساسية، وهي: الغذاء، والنوم، والشُّعور بالأمان، والحُبّ، والانتماء، وغيرها، ومساعدته على معرفة الحاجة التي يفتقر إليها، أو التي جرت تلبيتها، وأدَّت إلى شعوره على نحو ما؛ فقد يشعر الطفل بالسعادة؛ لنومه جيِّداً، أو بالحزن؛ لشُعوره بالجوع. 

التعلُّم بالقدوة

إنّ تعبير أفراد العائلة عن أفكارهم ومشاعرهم صراحةً -حتّى وإن كانت المشاعر سلبية-، وإبداءهم ردود أفعال صِحِّية إزاءها، من شأنه أن يُعزّز لدى الطفل شعوراً بالراحة في التعبير عن مشاعره هو الآخر، وإبداء استجابات سليمة مماثلة، مثل مشاركة الوالِدَين مشاعر الغضب أو الإحباط مع طفلهما، واتِّباع الطرق المناسبة لتهدئة النفس.

تشجيع استخدام نقاط القوَّة وتعزيزها

لكلّ طفل مزايا خاصَّة، وتكمُن مَهمَّة الوالِدين في مساعدة طفلهما على الوعي بنقاط قُوَّته؛ كالسُّرعة في الحفظ، أو القدرة على السباحة، أو معرفة أكثر من لغة، أو غيرها، ومساعدته على استخدامها استخداماً صحيحاً، والثناء على إنجازاته المُرتبِطة بها مهما كانت صغيرة.

اكتشاف الاهتمامات والقِيَم

إدراك الطفل اهتماماته وقِيَمه جزء مُهِمّ من وعيه بذاته؛ إذ يستطيع من خلالها إدراك ما يُحِبّه ويكرهه، وتحديد شغفه وطموحاته في الحياة، وما هي أولوياته، ويُمكن مساعدة الطفل في استكشافها بالتجربة؛ إذ يُعطى فرصةً ليُجرِّب الرسم مثلاً، أو الانضمام إلى نادٍ رياضيّ، ثمّ ملاحظة أيٍّ من هذه الأنشطة حاز على اهتمامه أكثر، ويُمكن تشجيعه أيضاً على رسم صورة أو لوحة فنِّية تعكس أهدافه، وطموحاته، أو قِيَمه ومُعتقَداته.

تشجيع كتابة المشاعر والأفكار

يُمكن تشجيع الأطفال على الكتابة؛ تعبيراً عن المشاعر والأفكار، أمّا الأطفال الأصغر سنّاً ممَّن لا يُمكنهم الكتابة بعد، فيُمكن تشجيعهم على الرَّسم، أو استخدام الرُّموز، أو الألوان؛ لتمثيل ما يُحِسّون به من مشاعر.

الاستماع إلى الجسد

كثيراً ما يتفاعل الجسد بطرق مختلفة استجابةً للمشاعر في مواقف ما، وهنا، يُمكن مساعدة الطفل على إدراك مشاعره من خلال التغيُّرات الجسدية التي تطرأ عليه؛ كارتباط ألم البطن بالقلق أو التوتُّر، بينما قد يدلّ الشُّعور بارتفاع الحرارة، أو زيادة نبضات القلب، على الغضب، أو الخوف، وغيرها.

تشجيع مشاركة الآراء

سؤال الطفل عن رأيه أو وجهة نظره في موضوع ما، أو خلق بيئة آمِنة تُمكِّنه من التعبير عنه بحُرِّيّة، يُمكن أن يُشجِّعه على تكوين آرائه المُستقِلّة، ومن ثَمَّ تعزيز وعيه بأفكاره الخاصَّة، ولا بُدّ أيضاً من تشجيع الطفل على قَبول الملاحظات البَنّاءة؛ فمن خلالها يُمكنه التعرُّف إلى نقاط ضعفه أيضاً.

تعلُّم مهارة حلّ المشكلات

بتعلُّم حلّ المشكلات، يُمكن للطفل أن يُصبح أكثر وعياً بأفكاره؛ فالحلول المُستخرَجة في هذه الحالة ما هي إلّا حصيلة تفكير الطفل ومُجمَل آرائه.


ومن أبرز النصائح المُتَّبعة في هذا السِّياق مساعدة الطفل على تحديد المشكلة أوّلاً، وفهمها، قبل اتِّخاذ أيّ رَدّ فعل، ثمّ تشجيعه على التفكير فترة من الزمن؛ للخروج بحُلول، ويُمكن تحفيزه على التفكير باستخدام شخصياته الكرتونية أو أبطاله المُفضَّلين، مثل: "ماذا سيفعل بطلك لو كان في هذا الموقف؟"، أو بمَنحه خيارات مُتعدِّدة؛ ليختار الحلّ المناسب من بينها. 

تكوين المزيد من الصداقات

الاجتماع مع الأصدقاء، واللَّعِب معهم، فضلاً عن التواصل المفتوح، يُمكن أن يُعرِّف الطفل إلى المزيد عنهم؛ أي عمّا يُفضِّلونه وما لا يُفضِّلونه، بالإضافة إلى معرفة مشاعرهم، وآرائهم، ورُدود أفعالهم، وسلوكاتهم المختلفة تجاه الأشياء، وهذا من شأنه أن يدفعه إلى التفكير في الأشياء ذاتها من وجهة نظره الخاصَّة، ومن ثَمَّ تعزيز الوعي الذاتي لديه.


 

 المراجع

[1] healthymummywellness.com, How to improve your child’s self-awareness
 [2] lpehochiminh.com, How To Build Self-awareness For Kids: 10+ Best Practices
 [3] raisingkidswithpurpose.com, 7 Ways Kids Can Develop Self-Awareness Skills (That Also Help With Kindness & Empathy!)
 [4] betterkids.education, What is self-awareness and why is it important?
 [5] academyofscholars.com, Creative Ways to Teach Children Self-Awareness


December 12, 2024 / 8:44 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.