جار التحميل...
ويأتي هذا التوجه الوطنيّ والأخلاقيّ استجابةً للتحديات البيئية المتزايدة ومواجهتها، والحدّ من تأثيراتها الضارّة على المجتمع.
يحمل يوم البيئة الوطنيّ كل عام شعاراً بيئياً خاصاً تتعاون فيه وزارة التغيّر المناخي والبيئة، والجهات المعنيّة الحكومية والخاصّة، وأفراد المجتمع كافّة على تحقيق موضوعه، ومن أبرز الموضوعات في هذا الشأن وأحدثها؛ خلق نظم غذائية أكثر استدامة.
يُسهم النظام الغذائيّ في حوالي ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة الضارّة بالبيئة والمناخ على مستوى العالم؛ نظراً لما يحتاجه الغذاء من زراعة، ومعالجة، ونقل، وتوزيع، وتحضير، وغيرها من العمليات التي تنطوي على إطلاق هذه الغازات، ويُمكن الحدّ منها عن طريق الاعتماد على منتجات محلية؛ فهي تتمتّع بسهولة النقل بخلاف الأغذية المستوردة من الخارج، التي يترتّب على عملية شحنها مزيد من الانبعاثات الكربونية.
وفي هذا السياق أيضاً تتعاون وزارة التغير المناخي والبيئة مع المزارعين، ومربّي الماشية، والصيّادين، باعتبارهم مصدر الأمن الغذائيّ في الدولة؛ وتشجّعهم على الابتكار وتطوير منتجاتٍ محلية أكثر استدامة، باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية الصّديقة للبيئة، كما تُسهم الهيئة في دعم المنتجات المحلية، عن طريق تعزيز جودتها، والتسويق لها، ونشر ثقافة الاعتماد عليها، وتوفيرها بكميات كافية، وبأنواعٍ صحّية ومغذّية، وأسعارٍ معقولة، والتوعية حول أهميتها في حماية البيئة، مما يُنمّي المجال الاقتصاديّ، فضلاً عن الجانب البيئيّ.
ومن المواضيع الأخرى التي تلقى عنايةً في يوم البيئة الوطنيّ بالتعاون مع الجهات المعنية؛ هو الحفاظ على نظافة الدولة، وفي هذا الخصوص فقد أُقيمت مبادرة شاركت فيها مجموعة كبيرة من المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات، وكافّة الفئات العمرية في الدولة، تمثّلت في التطوّع بتنظيف مساحات كبيرة في مواقع مختلفة.
وكانت هذه المبادرة بمثابة رسالة تُعزّز الوعي حول مفهوم الاستهلاك، وطريقته الصحّية، وطريقة التخلّص من النفايات بوسائل مُستدامة، والإشارة إلى الأضرار التي يُمكن أن تُخلّفها.
ومن الموضوعات التي تبرز في يوم البيئة الوطنيّ أيضاً: موضوع الاقتصاد الأخضر تحت شعار "التعافي الأخضر"؛ والذي يُقصد به اعتماد معايير صديقة للبيئة في كافّة القطاعات، والمشاريع، والبرامج الاقتصادية في الدولة، وموضوع زيادة المساحات الخضراء، الذي يتبنّى الحفاظ على النباتات والأشجار والمحميات الطبيعية، فضلاً عن مبادرات زراعة الأشجار، مثل أشجار القرم، واستصلاح أراضٍ لزراعة أنواع نباتية محدّدة، مثل شجر المرجان.
تحتفل هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في إمارة الشّارقة بيوم البيئة الوطنيّ، أسوةً بكافّة الإمارات عن طريق تنظيم الفعاليات والبرامج البيئية المتنوّعة، والأنشطة التوعوية، والمعارض، وورش العمل، والمحاضرات التثقيفية، والتي تهدف جميعها إلى تسليط الضوء على البيئة، وقضاياها؛ وحماية التنوّع الحيويّ، وتحقيق الاستدامة، وتعزيز السلوك الإيجابيّ عند الأفراد تجاه البيئة، وتستهدف هذه الفعاليات كافّة فئات المجتمع.
كما تُنظّم الهيئة في هذا اليوم العديد من الحملات والمبادرات التي تحمل الأهداف البيئية ذاتها؛ أبرزها حملات تنظيف شواطئ الإمارة، ومبادرات زراعة أشجار القرم، والتوعية بأهميتها في خفض نسبة الكربون، فضلاً عن تأثيرها الإيجابيّ في البيئة.
وختاماً لا يقتصر اهتمام دولة الإمارات في الحفاظ على بيئةٍ صحّية ومستدامة على يوم البيئة الوطنيّ فقط؛ بل هو نهجٌ مستمرّ تتّبعه مؤسساتها في كافّة القطاعات والمجالات على مدار العام؛ فقد أصدرت الدولة العديد من السياسات والتشريعات والاتفاقيات، التي من شأنها المساعدة على الحفاظ على التنوّع البيولوجي، وتحقيق الاستدامة، ومواجهة التغيّر المناخيّ، منها: إنشاء محطّات شحن المركبات الكهربائية، واتّباع سياسة لاستخدام وقود الطيران المستدام، وإعداد تقرير استراتيجية التنمية طويلة الأجل منخفضة الكربون، وغيرها الكثير.
المراجع
[1] moccae.gov.ae, يوم البيئة الوطني
[2] abudhabienv.ae, مجموعة عمل الإمارات للبيئة تحشد المجتمع في يوم البيئة الوطني
[3] sharjahnews.gov.ae, هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة تنظم مبادرة يوم البيئة الوطني
[4] un.org, Food and Climate Change: Healthy diets for a healthier planet