جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
كن جزءاً من الحل

إدمان المخدرات: فخ يهدد الشباب، فما هي أسبابه وطرق الوقاية منه؟

04 أغسطس 2024 / 10:30 AM
إدمان المخدرات فخ يهدد الشباب، فما هي أسبابه وطرق الوقاية منه؟
download-img
من أبرز التحدِّيات التي تواجه فئة الشباب في العصر الحاليّ مشكلة إدمان المُخدّرات، إذ إنَّ تأثيرها السلبيّ لا يقتصر على الصحَّة الجسديَّة فحسب، بل يمتدّ أيضاً ليشمل الجوانب الاجتماعيَّة والنفسيَّة والعقليَّة، فأدمغة الشباب تنمو وتتطوَّر حتى منتصف العشرينات من أعمارهم، وخاصَّة الجزء المسؤول عن حلّ المشكلات واتِّخاذ القرارات، وعليه، فإنَّ تعاطي المُخدّرات في هذه الفترة العمريَّة بالذات يتداخل مع عمليّات النموّ التي تحدث في الدماغ، ممّا يؤثِّر على عملية صنع القرار لديهم، ويجعلهم أكثر عرضة لممارسة أمور محفوفة بالمخاطر، وفي ما يأتي بعض الأسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي المُخدّرات وإدمانها، بالإضافة إلى طرق وقايتهم منها.

أسباب إدمان الشباب على المخدرات 

تتنوَّع الأسباب التي تدفع الشباب إلى تعاطي المُخدّرات وإدمانها، ويُعزى هذا التنوُّع إلى شخصيّاتهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية المُتبايِنة، ممّا يجعل تحديد سبب الإدمان الفِعليّ أمراً صعباً، وفيما يلي أبرز تلك الأسباب:

الفضول وأصدقاء السوء

أهمّ ما يُميِّز مرحلة الشباب الفضول والرغبة في استكشاف وتجربة كلّ ما هو جديد، وإذا اجتمع الفضول مع وجود أصدقاء السوء الذين يُمارِسون الضغط على الشخص لتجربة تعاطي المُخدّرات، فإنَّه يصبح أكثر عرضة للإدمان، ويتمثَّل ضغط أصدقاء السوء بالإصرار على الفرد لتجربة المُخدّرات، مع تهديده في بعض الأحيان بقطع العلاقات معه، ممّا يدفعه إلى الانخراط في هذا التصرُّف؛ خوفاً من العزلة وفقدان الانتماء إلى مجموعتهم.

الاضطرابات النفسيّة والعقليّة

الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات؛ كالقلق، والاكتئاب، وقِلَّة التركيز، هم أكثر عرضة لخطر إدمان المُخدّرات؛ إذ إنّهم عندما يجدون صعوبة في التعامل مع مثل هذه المشاعر السلبيّة، يلجؤون إلى المُخدّرات؛ بحثاً عن الشعور بالراحة حتى لو كانت مُؤقَّتة، كما هو الحال بالنسبة إلى الأشخاص الذين تعرَّضوا لصدمات نفسيّة في حياتهم؛ فهم أكثر استعداداً لتعاطي المُخدّرات كوسيلة لتخفيف التوتُّر والألم النفسي.

توتر العلاقات العائليّة

العائلة هي المحيط الأوّل الذي يتفاعل فيه الفرد وتتشكَّل فيه شخصيَّته، ويكتسب منه قِيَمه ومُعتَقَداته، وقد يؤدّي وجود صراعات دائمة في الأسرة -في بعض الحالات- إلى التأثير سلباً على الصحة النفسيّة والعاطفيّة لبعض أفرادها، ممّا يقودهم إلى تعاطي المُخدّرات للتغلُّب على الضغوط والهروب من واقعهم، بالإضافة إلى أنّ ذلك يمكن أن يزيد شعورهم بالعُزلة ونقص التواصل الصحّي والدعم العاطفي من الأسرة، ممّا يزيد احتماليَّة تعرُّضهم للإدمان؛ لأنّهم يجدونه وسيلة لتخفيف الألم وملء الفراغ.

ضعف الوازع الديني

عندما يكون لدى الشباب وعي ديني قويّ، فإنَّهم يميلون إلى الالتزام بتعاليم دينهم، والتحلّي بقِيَمه وأخلاقه، فيكون هذا الوازع الديني مُرشِداً داخليّاً يُوجِّههم لاتِّخاذ القرارات السليمة، ويُجنِّبهم السلوكات الضارَّة، مثل تعاطي المُخدّرات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للرقابة الذاتية التي تنبعث من الوازع الديني أن تُوجِّههم إلى مراقبة تصرُّفاتهم، والالتزام بالمعايير الدينية، وهم عندما يفتقرون إلى هذا الوازع، قد يجدون صعوبة في مقاومة التحدِّيات والمُغريات، ممّا يزيد من احتماليّة تعرُّضهم لمخاطر تعاطي المُخدّرات، والوقوع في الإدمان.

الجهل والمعتقدات الخاطئة

بالرغم من حملات التوعية الكثيرة حول مخاطر المُخدّرات، إلّا أنَّ بعض المعتقدات الخاطئة حول تأثير المُخدّرات على كلٍّ من الصحّة الجسديّة والعقليّة، والحياة الشخصيّة والاجتماعيّة ما زالت موجودة؛ كالاعتقاد بأنَّ تأثيراتها الجانبيّة قليلة أو غير ملحوظة، فعندما يفتقر الشباب إلى المعرفة الكافية المُتعلِّقة بالمخاطر الحقيقيَّة لتعاطي المُخدّرات، يصبحون أكثر عرضة للاستغلال من قِبَل الجِهات التي تُروِّج لها. 

طرق وقاية الشباب من إدمان المخدرات

تتضمَّن طرق الوقاية من تعاطي المُخدّرات مجموعة من الإجراءات المُتكامِلة التي تستهدف الجوانب النفسيّة والاجتماعيّة المختلفة للشباب، وفيما يلي أبرز هذه الطرق:

توعية الشباب بأخطار تعاطي المخدرات

تقع على عاتق الوالدين مسؤولية تثقيف أبنائهم بالعواقب القانونيّة لإدمان المُخدّرات، بالإضافة إلى تأثيرها على صحّتهم الجسديَّة والعقلية؛ فالدماغ يعمل ضمن توازن كيميائي مُعيَّن؛ للحفاظ على وظائفه الطبيعية، وعند تعاطي المُخدّرات، يتغيّر هذا التوازن، ممّا يؤثِّر على الطريقة التي يعمل ويتفاعل بها؛ فتحت تأثير المُخدّرات، يفقد الفرد قدرته على اتِّخاذ القرارات السليمة، والتفكير بوضوح، وتقدير المخاطر، فيُمارس أفعالاً أو يتَّخِذ قرارات قد يندم عليها لاحقاً، وعليه فإنَّ توعية الشباب بشأن مخاطر تعاطي المُخدّرات يدفعهم إلى اتِّخاذ قرارات مسؤولة بتجنُّب تعاطيها. 

التواصل الجيد والإشراف المستمر

على الوالدين تشجيع أبنائهم على تكوين صداقات إيجابية، وتعزيز استقلاليّتهم بطرق صحِّيّة، وفي الوقت نفسه، ينبغي عليهم أن يحافظوا على التواصل الدائم مع أبنائهم، والتحدُّث معهم مُباشَرة وبصراحة في القضايا المختلفة، بما في ذلك تعاطي المُخدّرات، وعليهم أن يضعوا حدوداً لا يُسمَح لهم بتجاوُزها، كما أنَّ الإشراف المُستَمِرّ على الأبناء يُساعد الآباء في اكتشاف ورصد أيّة تغييرات يمكن أن تطرأ على سلوكاتهم، ممّا يُمكِّنهم من التدخُّل في الوقت المناسب قبل أن تتفاقم المشكلة.

استثمار وقت الفراغ

يُعَدُ الفراغ سبباً رئيساً في العديد من المشكلات، وعليه فإنَّ المشاركة في الأنشطة الدينية، أو الرياضية، أو المجتمعية يُعَدّ استثماراً فعّالاً لحماية الشباب من تعاطي المُخدّرات؛ إذ تُتيح هذه الأنشطة الفرصة للشباب لقضاء وقتهم بطريقة إيجابية ومفيدة، بالإضافة إلى أنّ مشاركتهم في مثل هذه الأنشطة تساعدهم في التعرُّف على نماذج إيجابية في المجتمع، فيتعلَّمون من تجاربهم وسلوكاتهم الإيجابيّة، الأمر الذي يمكن أن يلهمهم ويُوجِّههم إلى اتِّخاذ القرارات الصحيحة، وتجنُّب كلّ ما يؤثّر سلباً عليهم، بما في ذلك تعاطي المُخدّرات.

تقديم الدعم للتغلب على المشاكل النفسية

عندما يُواجه الشباب صعوبة في التعامل مع مشاكلهم النفسية، قد يجدون أنَّ تعاطي المُخدّرات هو الخيار الأنسب لتخفيف آلامهم والهروب من المشاعر السلبية؛ لذا يُعَدّ تقديم الدعم لهؤلاء الشباب ضروريّاً؛ لمُساعَدَتهم على فهم مشاكلهم النفسيّة، وتطوير استراتيجيات صحِّيَّة للتعامُل معها، فالدَّعم المُقدَّم من الأصدقاء، والعائلة، والمُختَصِّين النفسيِّين يمكن أن يُساعد على إرشادهم وتوجيههم؛ لتطوير مهارات التحكُّم في المشاعر، والتعامل مع التحدِّيات النفسيّة بفعاليَّة، ممّا يُقلِّل احتماليَّة اللجوء إلى تعاطي المُخدّرات.

تعزيز مهارة الرفض الإيجابي

ويُقصَد بها تعزيز القدرة على الرفض، وبالتالي التصدّي لعروض تجربة المُخدّرات بطريقة إيجابيّة وفعّالة، ويشكِّل هذا النهج جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات التي تهدف إلى مساعدة الشباب على تجنُّب تعاطي المخدرات؛ ففي بعض الأحيان، يمكن أن يواجه الشباب ضغوطاً من قِبَل أصدقاء السوء لتجربة المُخدّرات، وقد يجدون صعوبة في الرفض وقول "لا" بحزم، ممّا يجعل تعزيز الرفض الإيجابي لديهم أمراً مهمّاً؛ حتّى يزداد شعورهم بالثقة بالنفس، والقدرة على اتِّخاذ القرارات الصحيحة لمُواجَهة هذه الضغوط، وهو يُشجِّع الشباب أيضاً على التفكير في العواقب السلبية لتعاطي المُخدِّرات، وتقدير أهمِّية الحفاظ على صحَّتهم وسلامتهم.

المراجع

[1] medlineplus.gov, Drugs and Young People
[2] nida.nih.gov, What is drug addiction?
[3] webmd.com, What Is Drug Addiction?
[4] getsmartaboutdrugs.gov, Why Do Teens Use Drugs?
[5] health.gov.au, Drugs and young people

August 04, 2024 / 10:30 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.