جار التحميل...
يُمكن أن تتَّخِذ تصرُّفاتهم صُوراً مُتعدِّدة، مثل: التنمُّر، والنَّقد اللاذع، والسخرية، بالإضافة إلى التلاعب العاطفي، والتصرُّف بأنانية، وممارسة سلوكات تنافُسيَّة وعُدوانيَّة، أو الإساءة الجسدية في بعض الحالات، ومن أخطر أنواع الصُّحبة السيِّئة الأشخاص الذين يمارسون السلوكات المُخِلَّة بالآداب، أو تلك الإجرامية والعنيفة.
لذا لا بُدَّ من الابتعاد عن هذا النوع من الصُّحبة؛ لتجنُّب تأثيرهم السيِّئ والضارّ، وفيما يأتي مجموعة من الخطوات التي تساعد على ذلك:
لا بُدّ من تقييم تصرُّفات صديق السوء، والوعي بتأثيره السلبي في النفس؛ لأنّ بعض التصرُّفات لا تدلّ على سوء الشخص، وإنَّما تكون نتيجة سوء المزاج أو شعوره بالانزعاج من شيء ما، أمّا أصحاب السوء الحقيقيون، فهم الأشخاص الذي يملكون نمطاً سلبياً مُتكرِّراً في أفعالهم وأقوالهم، ممّا يؤدّي إلى تأثيرهم في حياة رِفاقهم؛ لما يحملونه من مشاعر سلبية؛ كالشعور بالذنب، وعدم الارتياح، بالإضافة إلى الشعور بالاستغلال والاستنزاف.
ويمكن اتِّخاذ قرار الابتعاد عن أصحاب السوء بعد طرح عِدَّة أسئلة على الذات، مثل: هل هذه الصداقة ناجحة وتجعل منّي شخصاً أفضل أم لا؟، أو هل هذه الصداقة تعطيني الدعم والتشجيع الإيجابي؟، أو هل أشعر بالسعادة وأنا أقضي وقتي مع هذا الصديق؟، وإن لم تكن الإجابات عن هذه الأسئلة إيجابية، فهي علامة على أنّ هذا الصديق من أصحاب السوء.
قد لا يكون القرار الأوّلي بالابتعاد عن أصدقاء السوء مُتمثِّلاً بإنهاء الصداقة نهائياً، وإنَّما قد يكون الابتعاد برَسم حدود صارمة في التعامُل معهم؛ أي بمواجهة صديق السوء بتأثير سلوكه السلبي دون انتقاده مباشرةً، وإنَّما بالتركيز على المشاعر التي تُسبّبها سلوكاته.
فعلى سبيل المثال، إن كان الصديق مُتنمِّراً يتعامل غالباً بأساليب مُؤذية وغير مُريحة بأسلوب المُزاح بين الأصدقاء، فيُمكن إخباره مباشرة أنّ هذا السلوك غير مقبول أبداً حتى لو كان من باب المُزاح، وإن كان رَدّه بالسُّخرية أو الإنكار، فيُمكن وضع حَدّ له بشكل صارم؛ كقول: "إن واصلت فعل ذلك، فلا يُمكن أن نبقى أصدقاء بعد الآن".
لن يكون إنهاء الصداقة أمراً سهلاً، لا سِيَّما إن كانت صداقة طويلة الأمد، أو تحمل كثيراً من الذكريات، إلى جانب أنّ صديق السوء قد لا يكون مُستعِدّاً لقبول إنهاء الصداقة بأسلوب مُنفتِح وهادئ، ورغم ذلك، إن استمرَّ التأثير السلبي لصديق السوء ولم يكن راغباً في تغيير تصرفاته، فمن الضروري اتِّخاذ القرار بالابتعاد عنه كُلّياً، ومواجهته بحقيقة الرغبة في الابتعاد، مع التأكيد على أنّ المشكلة لا تتعلَّق به شخصياً، وإنَّما بتأثير سلوكاته سلباً في الصحّة النفسية والعاطفية.
ومن صُور الابتعاد عن أصحاب السوء: تجنُّب قضاء الوقت معهم أو الجلوس إلى جانبهم في المدرسة أو العمل، بالإضافة إلى عدم الذهاب إلى الأمكِنة التي يُوجَدون فيها، لا سِيَّما في وجود أصدقاء مُشتَرَكين، وإلغاء مُتابعَتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجاهُل الردّ على رسائلهم واتِّصالاتهم.
قد يكون إنهاء الصداقة أمراً مؤلماً، بالاضافة إلى أنّ التأثير السلبي للصُّحبة السيئة قد يجعل الشخص غير مُستعِدّ نفسياً لبناء صداقات جديدة مباشرة، وذلك ما يجعل مدَّة الرِّعاية الذاتية أمراً مهمّاً للشعور بالراحة والتركيز على الذات، ويمكن تحقيق ذلك بقضاء المزيد من الوقت مع النفس وممارسة الهوايات والأنشطة المُمتِعة.
كما يُعَدّ الجلوس مع العائلة أمراً مهمّاً في هذه المرحلة؛ للحصول على الدعم النفسي والرِّعاية الجيِّدة لتعزيز القوّة الداخلية، وإعادة الثقة بالنفس، واحترام الذات؛ لتكوين علاقات صداقة جديدة فيما بعد، ويمكن الاستعانة بمُرشِد نفسيّ، أو مُستَشار مُختَصّ؛ للمساعدة في التعامل مع المشاعر المؤلمة التي سبَّبتها الصُّحبة السيّئة.
يُعَدّ تحديد ما يُريده الشخص من السلوكات والصفات في الأصدقاء الخطوة الأولى لتكوين صداقات جديدة؛ منعاً لتكرار التجارب السلبية السابقة؛ كتحديد صفة الاحترام والدعم في السرّاء والضرّاء باعتبارها مهمَّة في الصديق، كما ينبغي تحديد الصفات غير المرغوب فيها في الصديق الجديد؛ كالتنمُّر وممارسة سلوكات مُنافِية للآداب العامَّة.
وبعد ذلك تبدأ خطوة البحث عن أصدقاء جُدد ورفقة صالحة؛ فالحياة مليئة بالأشخاص الإيجابيين الرائعين الذين يستحِقّون فرصة الصداقة أكثر من الفرص التي تُعطى للصديق السيّئ أملاً في تغييره، ويمكن اللقاء بمثل هؤلاء الأشخاص في الأمكِنة التي تُمارَس فيها الأنشطة والهوايات الإيجابية، مثل: صالات الرياضة، أو أمكنة التطوُّع وفعالياته التي تهدف إلى مساعدة الآخرين.
وختاماً، مرحلة المراهقة من المراحل التي يكثر فيها الانجراف وراء الصُّحبة السيّئة، ممّا يُوجِب على الآباء أن يكون دورهم مهمّاً وفعّالاً لمساعدة أبنائهم في الابتعاد عن أصحاب السوء؛ من خلال التوعية الإيجابية بتصرُّفات أصحاب السوء وتأثيرهم السلبي، وتجنُّب النقد المباشر لأصدقائهم؛ كي لا يُحدِث ذلك نتائج عكسية، بالإضافة إلى تشجيعهم على ممارسة أنشطة تكثر فيها الصُّحبة الصالحة التي حَثّ عليها الدين الإسلامي الحنيف.
المراجع
[1] healthline.com, Toxic Friendship: 24 Signs, Effects, and Tips
[2] verywellmind.com. 10 Signs of a Toxic Friend (and How to Break Up With Them the Right Way)
[3] webmd.com, Signs of a Bad Friend
[4] wikihow.com, How to Stay Away from Friends Who Are Bad Influences
[5] webmd.com, How to Break Up With a Toxic Friend