جار التحميل...
للتقليل من هذه المخاطر، وتحقيق النجاح والأهداف المرجوّة، لا بُدّ من أن يمتلك رائد الأعمال مجموعة من الصفات والمهارات، وفيما يأتي أهمها:
تُساعد مهارات التواصل الفعّال رائد الأعمال على إيصال أفكاره ورؤيته بطريقةٍ سهلة ومباشرة، وجذب المُستثمِرِين والشركاء، وبناء علاقاتٍ قويّة مع العملاء والمُوظَّفين؛ إذ يتمتَّع رائد الأعمال الناجح بقدرةٍ عالية على الاستماع للآخرين، وفهم احتياجاتهم وأفكارهم، والتعاطف مع مشاعرهم بشكلٍ فعّال، كما أنّه يستخدم لغةً وأسلوباً يتناسب والفئة المُخاطبة؛ سواء كانوا عملاء أو شُركاء، ويُظهِر الصدق والاحترام في تعاملاته كلِّها.
يتمتَّع رائد الأعمال الناجح بروحٍ مُغامِرة فضوليّة مُحِبّة للاستكشاف والتعلُّم؛ فلا يكتفي بما لديه من خبراتٍ أو معرفة، بل يسعى جاهداً إلى البحث عن فرصٍ جديدة لتنمية المهارات، وتطوير الأعمال، واكتشاف احتياجات السوق، كما أنّ لديه قدرة عالية على تقييم المخاطر المُحتَمَلة بدِقَّة، واتِّخاذ خطواتٍ مدروسة للتخفيف منها، وتجربة الأفكار الجديدة مهما بَدَت غريبة ومهما كانت نِسَب نجاحها ضئيلة، وتحويلها إلى مشاريعٍ ملموسة ومُميَّزة.
الإبداع والابتكار من المفاتيح الأساسية لنجاح رائد الأعمال في عالمٍ يتطلَّب أفكاراً جديدة وحلولاً مُبتَكَرة لمُواكَبة التطوُّرات المُتسارِعة؛ إذ يبحث رائد الأعمال الناجح باستمرار عن طرق غير تقليدية لحل المشكلات، وتحويل الأفكار الإبداعية إلى مُنتَجات أو خدماتٍ حقيقيّة تُحدِث فَرقاً في عالم الأعمال، وتُلبِّي احتياجات السوق المُتغيِّرة، حتى لو كانت الموارد والإمكانات محدودة.
يتمتَّع رائد الأعمال الناجح برؤية واضحة للأهداف والطموحات، وقدرة عالية على إلهام الآخرين وتوجيههم وتحفيزهم للعمل بجدٍّ وفعاليّة، كما يُمكنه اتّخاذ القرارات بسرعة وحزم في الوقت المناسب، ولكن بطريقةٍ مدروسة وذكية؛ بناءً على التحليل والتقييم الدقيق للمعلومات المُتاحة، إلّا أنّ كون رائد الأعمال حازماً في قراراته لا يعني عدم إصغائه إلى آراء الآخرين؛ فهو مُنفتِح يتقبَّل آراءهم ووجهات نظرهم المُختلِفة.
يُواجه رائد الأعمال العديد من التحديات خلال رحلته؛ ابتداءً من تأمين التمويل، إلى جذب العملاء، مروراً بالمُنافَسة والتغيُّرات في السوق، وهنا لا شكّ في أنّ المرونة والقدرة على التكيُّف تُمكِّنه من التعامل مع هذه التحدّيات كلّها، وإيجاد حلولٍ مُبتَكَرة، وتغيير المسار عند الحاجة دون التخلّي عن الأهداف، كما تساعد على اغتنام الفرص والاستفادة منها بسرعة، ممّا يُعزِّز النجاح والازدهار.
يُعَدّ الشَّغَف من الدوافع الأساسية لرائد الأعمال الناجح؛ إذ يدفعه إلى الاستمرار في العمل الجادّ حتى في أصعب الظروف، ويُشعل الحماس في نفسه، ويُعزِّز قدرته على النجاح، بينما تمنحه المثابرة القوّة اللازمة لمُواجَهة التحدِّيات بكلّ عزمٍ وإصرار إلى أن يُحقِّق أهدافه، وتُحوِّل الشَّغَف إلى حقيقةٍ ملموسة على أرض الواقع.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك، قصّة نجاح رائد الأعمال الشهير "ستيف جوبز"؛ إذ كان شغوفاً بالتكنولوجيا منذ صِغَره، إلّا أنّه واجه العديد من التحدّيات المالية والتنافُسيَّة خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك خروجه من شركة "أبل" التي أسَّسها بنفسه، ومع ذلك، لم يفقد الشَّغَف، بل استمرَّ بالعمل الجادّ والمُثابرة إلى أن عاد إليها وحَقَّق فيها إنجازاً مُبهِراً، وأصبح رائداً في مجال التكنولوجيا، ومُلهِماً لأجيالٍ من رُوّاد الأعمال والمُبتكِرِين.
تُعَدّ دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة بيئةً مِثاليةً وداعمةً لكلّ رائد أعمال يسعى إلى تأسيس مشروعه الخاصّ ويأمل في تحقيق النجاح؛ إذ احتلَّت المرتبة الأولى عالمياً في مُؤشّر رِيادة الأعمال العالميّ للعامَين 2021 و2022 على التَّوالي.
وتُقدِّم الدولة العديد من المزايا والحوافز التي تُشجِّع على رِيادة الأعمال، وتُسهم في نُمُوّ الشركات الناشئة وازدهارها، بما في ذلك الإقامة الذهبيَّة لرُوّاد الأعمال، والسَّماح للمُستثمِرِين الأجانب بتملُّك الشركات بنسبة 100%، وكذلك توفير أكثر من 10 برامج حكوميَّة كُبرى لدَعم رُواد الأعمال، وتوفير التمويل والدعم اللازِمَين لمشاريعهم، بالإضافة إلى توفير مجموعة كبيرة من حاضنات الأعمال التي تُقدِّم الدعم والتوجيه لرُوّاد الأعمال، مثل: مركز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعيّ لحضانة ورِيادة الأعمال، ومنطقة 2071، وهب 71 (Hub71)، ومركز فزعة لحاضنات ومُسرِّعات الأعمال.
كما أنّ "استراتيجيَّة الإمارات 2030"، التي تُعَدّ أكبر استراتيجيّة عمل وطنيّة استعداداً للسنوات الخمسين المُقبِلة على مستويات الدولة كلّها، تشمل بشكلٍ أساسيّ تحفيز رِيادة الأعمال؛ من خلال تنمية مهارات رُوّاد الأعمال، وخلق بيئة داعمة لبدء مشاريع جديدة، ودعم المشاريع الصغيرة والمُتوسِّطة؛ من خلال توفير التمويل، والخدمات الاستشارية، وغرس روح المُبادَرة لدى الأجيال القادمة، وترسيخ مكانة الدولة كمركزٍ لرِيادة الأعمال، وجعلها وجهة عالميَّة لرِيادة الأعمال، وخاصَّة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.
المراجع
[1] moec.gov.ae, ريادة الأعمال
[2] indeed.com, 15 Entrepreneur Characteristics To Develop for Success
[3] betterup.com, 10 characteristics for becoming a successful entrepreneur
[4] online.hbs.edu, 10 CHARACTERISTICS OF SUCCESSFUL ENTREPRENEURS
[5] wadhwanifoundation.org, 6 Important Skills and Traits to be a Successful Entrepreneur