جار التحميل...
وبالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الأم العاملة، إلّا أنّها يمكن أن تُحقِّق نجاحاً مهنياً إلى جانب ممارسة دورها كأمّ في الوقت ذاته، ولتحقيق ذلك، يتطلّب الأمر منها تعلُّم كيفية التوازن بين العمل والحياة الشخصية والأسرية، وفيما يلي أهم النصائح لمساعدة الأم العاملة:
تشعر العديد من الأمَّهات العاملات بالذنب؛ لتركهنّ أطفالهنّ أثناء العمل؛ نتيجة الضغوطات الاجتماعية أحياناً، أو لشعورها بالتقصير وسعيها الدائم وراء المثالية.
ولكن، على الأم أن تعرف أوّلاً أنّ قرارها في الاستمرار بالعمل مع التزامها بواجباتها تجاه عائلتها وأبنائها يجب أن يُحترَم، ولا يكون محلّ حكم أو إحراج من قِبل المجتمع، كما يجب أن تتخلّى عن شعورها بالذنب إذا كانت تعاني منه، وتُركّز على الجوانب الإيجابية لحياتها المهنية، وأن تكون واثقة بأنّها تفعل كل ما في وسعها من أجل نفسها وعائلتها، وبهذا قد تنتقل هذه المشاعر الإيجابية إلى أطفالها، فيشعرون بمدى حُبّها، وجهودها من أجلهم.
تسعى الأم العاملة إلى إنجاز أكبر عدد من المهام في أقلّ وقت ممكن، وهذا ما يمكن تحقيقه باتِّباعها لبعض الاستراتيجيات التي من شأنها توفير وقتها؛ كشراء مستلزمات المنزل عبر الإنترنت، أو تحضير الوجبات والملابس وحاجات الأطفال مُسبقاً ووضعها في الحقائب المُخصَّصة لهم.
كما تُنصَح الأم العاملة بتنظيم جدول خاصّ للمهام، وتحديد الأولويات، وتخصيص وقت مُحدَّد لكلّ مهمة دون مماطلة أو تسويف، مع ضرورة التخطيط المُسبَق قدر الإمكان، وعدم ترك أيّ شيء للحظة الأخيرة، ويمكنها أيضاً استخدام بعض تطبيقات الهاتف المحمول من تطبيقات التقويم والمذكرات؛ لتنظيم مهامها، والمواعيد الخاصَّة بها، أو المواعيد الخاصَّة بأطفالها؛ كمواعيد نشاطاتهم، ومواعيد الطبيب، وما إلى ذلك.
إنّ تأكُّد الأمّ من تلقّي أطفالها الرعاية المناسبة أثناء وجودها في العمل يُعَدّ أمراً أساسياً يُشعِرها بالطمأنينة؛ لذا يجب اختيار مُقدّمي رعاية الأطفال بدقَّة؛ سواء كان الاعتماد على الحضانات، أو المُربِّيات.
ويجب أن تبحث الأم عن حضانات تتوافق مع معايير الجودة؛ كأن تكون بيئتها نظيفة وآمنة ومريحة للأطفال، وأن تُوفِّر عدداً كافياً من المُربِّيات بحيث يتناسب مع عدد الأطفال في الحضانة، وأن تكون ساعات عمل الحضانة مرنة لتناسب جدول عمل الأمّ، مع التنويه إلى ضرورة التأكُّد من أنّ الحضانة مُرخَّصة في الدولة التي تُوجَد فيها.
أمّا إن كان اختيار الأمّ هو الحصول على مُربِّية خاصَّة لأطفالها، فهنا يجب عليها عند اختيار المُربِّية أن تكون ذات خبرة، مع الحرص على المراقبة والتقييم المُستمِرّ، والحفاظ على التواصل مع الأطفال، والاطمئنان عليهم باستمرار أثناء فترة غيابها عن المنزل.
تواجه الأمّ العاملة تحدِّيات إضافية في إدارة وقتها بين العمل والأسرة، وهذا ما يجعل الاستفادة القُصوى من الوقت الذي تقضيه مع عائلتها وأطفالها تحديداً أمراً مهمّاً جدّاً يمكن تحقيقه؛ بتقليل هدر الوقت على التلفاز أو التصفُّح العشوائيّ للهاتف المحمول أثناء وجودها معهم، واستغلال الوقت في التواصل الفعّال مع الأطفال، وبناء علاقة متينة معهم، وتوجيههم بحُبّ واهتمام.
ومن إحدى الاستراتيجيات الجيِّدة لجعل وقت الأمّ فعّالاً مع العائلة التخطيط لأنشطة عائلية يمكن الاستمتاع بها معاً، وتعزيز الروابط فيما بينهم؛ فعلى سبيل المثال، يمكن التخطيط لنزهة عائلية، أو مشاركة الأطفال الألعاب التي يُفضِّلونها، مع التذكير بأهمية مشاركة الأطفال في اختيار الأنشطة؛ لتعزيز شعورهم بالانتماء إلى العائلة.
إنّ مشاركة الأعمال المنزلية، وتقاسم المسؤوليات مع أفراد العائلة، يسهم بشكل كبير في تخفيف الضغط عن الأمّ، وتحقيقها التوازن بين حياتها المهنية والعائلية، كما يُتيح لها الفرصة لأداء مَهامِّها الأساسيَّة على أكمل وجه، وهو جزء مهمٌّ في تربية الأطفال؛ إذ يُنشئ بيئة أكثر توازناً وتقاسماً للمسؤوليات داخل الأسرة، ويسهم في تقديم نموذج جيّد للأطفال مبنيّ على قِيَم التعاون وتحمُّل المسؤوليَّة.
وعليه، فإنّ من المهم أن لا تتردَّد الأمّ في طلب المساعدة، وأن تُقسِّم المسؤوليات المنزلية مع أفراد عائلتها، ويمكنها البدء بإجراء محادثة مفتوحة معهم لمناقشة أهمِّية ذلك، ثمّ تحديد المهامّ وتوزيعها عليهم بحسب قدرات كلّ فرد في الأسرة واهتماماته، مع تحديد جدول زمنيّ واضح لتنفيذ هذه المهامّ، واستخدام أساليب التشجيع والمكافأة المختلفة.
التواصل مع الأمهات الأُخرَيات اللواتي يُواجِهن التحديات والضغوط اليومية نفسها يُشعِر الأم العاملة بالدعم والتضامن، ويُمكِّنها من اكتساب المزيد من المعرفة في ما يتعلَّق بإدارة الحياة المهنية والعائلية بتوازن من خلال تبادل الخبرات والنصائح؛ لذا تُنصَح الأم العاملة بالبحث عن مجموعات الأمهات الإيجابيّة على مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعتها، أو الأنشطة التي يمكن المشاركة فيها مع أمَّهات أُخرَيات؛ سواء في مكان العمل، أو خارجه، الأمر الذي سيساعدها في بناء شبكة دعم اجتماعية خلال مسيرتها كأمّ عاملة.
عادةً ما تُؤجِّل الأمهات احتياجاتهنّ الشخصية؛ بسبب التزامهنّ بمهامّ العمل والأسرة، إلّا أنّ من المهم أن تمنح الأمّ بعض الوقت لنفسها، وهو أمر ضروريّ؛ للحفاظ على صحتها النفسية والجسدية، والأهمّ من ذلك أنَّه يُمكِّنها من الاستمرارية في أداء واجباتها المختلفة.
ويمكن للأم قضاء وقتها الخاصّ بصورة إيجابيَّة؛ وذلك بفعل ما تُحبُّه وما يشعرها بالاسترخاء؛ كأن تمارس اليوغا، أو تقرأ كتاباً تُحبُّه، أو تخرج مع صديقاتها، الأمر الذي من شأنه أن يمدَّها بالطاقة الإيجابية، ويقوّيها لمواجهة التحدِّيات اليومية.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أنّه لا بُدّ أن يكون لدى الأم العاملة توقُّعات واقعية تجاه نفسها، وتجاه ما يمكن أن تُحقِّقه في الوقت المُتاح لديها، وعدم السعي وراء وهم المثالية؛ فمن خلال التفكير بواقعية، والتركيز على الأولويات، والتعامل مع التحدِّيات بمرونة، ستُقدِّر الجهد الذي تبذله دون أن تشعر بالإجهاد والإحباط، وستكون قادرة على الاستمتاع بالحياة العائلية والمهنية بشكل أفضل، ممّا يدعم تحقيق التوازن المثاليّ بين عملها وحياتها الشخصية.
المراجع
[1] eehealth.org, How can working moms find balance?
[2] nashvillecable.org, BALANCING MOTHERHOOD AND A SUCCESSFUL CAREER: INSIGHTS FROM WORKING MOMS
[3] lifehack.org, 13 Ways Working Moms Can Balance Work and Family (And Be Happy)
[4] content.mycareersfuture.gov.sg, Working Mums: How to Balance Motherhood and Career
[5] thehumancapitalhub.com, Working Mothers: Everything you need to know