جار التحميل...
أهمّها ما يأتي:
يتكيَّف الطفل بمرور الوقت مع البيئة المُحيطة به في الحضانة، وإن كانت هناك صعوبة في البداية، فإنَّه يتجاوزها مع مرور الوقت، وخاصَّة إن كانت البيئة إيجابيَّة وداعمة.
ويتغلَّب الطفل على مشاعر الخوف والخجل، ويتعلَّم احترام الذات، ويُصبح أكثر ثقةً بنفسه في الحضانة، وإن واجهته مشكلة، سيُحاول بالتدريج التغلُّب عليها، وخاصَّة أثناء غياب والِدَيه، أمّا إذا استعصى عليه الأمر، فسيتعلَّم كيفية طلب المساعدة من المُربِّية، ومن باقي زملائه، ومن جهة أخرى، سيتعلَّم الاستقلالية، وكيف يعتمد على نفسه؛ بدءاً من ارتداء الملابس البسيطة، واستخدام الملعقة لتناول الطعام، ووصولاً إلى ترتيب الألعاب والأدوات الأخرى التي يستخدمها.
يوماً بعد يوم، ينمو الحِسّ بالمسؤوليَّة لدى الطفل عند ذهابه إلى الحضانة، ويُصبح أكثر انضباطاً؛ عبر التزامه بقوانين الحضانة؛ فيُدرك -مثلاً- أنّ عليه الذهاب صباحاً إلى الحضانة، والعودة منها برفقة والِدَيه في وقت الظهيرة، أو بعد العصر، والالتزام بوقت تناول الطعام، ومواعيد القيلولة، أو الأنشطة الترفيهية، وغيرها، ومن هنا، يتعلَّم احترام الوقت والقوانين؛ ممّا يُساعده في بناء شخصية مُنظَّمة ومُنضبِطة.
تُمثِّل الحضانة بوّابة الطفل الصغيرة إلى العالم الأوسع، والتي يكتسب من خلالها الكثير من المعلومات المفيدة، والدروس الجديدة التي تبني عقله الصغير، وتُعزِّز قدرته على التركيز؛ عبر تحفيزه بصرياً وحِسِّياً، وتنمية معارفه باستخدام الوسائل التعليمية المُميَّزة التي تُوفِّرها العديد من الحضانات؛ كالقصص، والدروس، والفقرات التعليمية القائمة على اللَّعِب الذي يُحقِّق الفائدة والمُتعة في الوقت ذاته.
وتُهيِّئ الحضانة الطفل أيضاً للانطلاق نحو مسيرته التعليمية، والالتحاق برِياض الأطفال، ومن ثَمَّ المدرسة؛ إذ تشمل الدروس والأنشطة التي تُعطى للأطفال في الحضانة تعليمَ الأشكال، والألوان، والأرقام، والأحرف، بمُتعَة وبساطة؛ عبر الألعاب الحركية، والأنشطة الفنِّية.
على الرغم من صِغَر سِنّ الأطفال، فإنّ لكلٍّ منهم شخصيّته المُميَّزة، وأثناء تفاعل الطفل في الحضانة مع المُربِّيات، أو مع الأطفال الآخرين، فإنّه يُقابل شخصيات مُختلفة عنه، ويتواصل معهم حِسِّياً وعاطفياً، ويتعلَّم منهم، فيُبادر إليهم، ويُشاركهم اللَّعب والأحاديث العفوية التي يكتسب من خلالها مفردات جديدة، وينمو محصوله اللغوي، ويُصبح قادراً على التعبير دون تردُّد أو خجل، ويتعلَّم آداب الحديث، والاستماع للآخرين، واحترام المُربِّيات، وتقبُّل توجيهات الكبار، والردّ عليهم بتهذيب.
يكتسب الطفل أثناء وجوده بالحضانة مجموعة من القِيَم، والسلوكات الحَسَنة، والخِصال الحميدة؛ باستخدام أساليب تربوية عِدَّة، مثل: القصص والحكايات التي تحمِل قِيَماً إيجابية لتعليم الأطفال الصدق، والتسامح، وغيرها من القِيَم، والألعاب التعليمية الجماعية التي تعتمد على المشاركة والتعاون مع الأطفال الآخرين، والتعلُّم بالقُدوة الحَسَنة التي تتمثَّل بالمُعلِّمين والمُربِّين في الحضانة.
يتمتَّع العديد من الأطفال بمهارات مُميَّزة تنمو وتزدهر عند رعايتها ودعمها وتطويرها أثناء مُكوثهم في الحضانة، ومنها: الرَّسم، والحِساب، والموسيقى، والألعاب الرياضية، وغيرها؛ إذ تُدرَّس هذه الموادّ في حضانات عِدَّة بأساليب ترفيهية مُميَّزة تصقل مهارة الطفل، وتُنمِّيها، وتُعزِّز رغبته وفضوله في الوقت نفسه لتعلُّم المزيد.
بالإضافة إلى تنمية قدرات الطفل الحركيَّة، وتفريغ طاقاته؛ عبر مشاركته أقرانَه اللَّعِب والمرح، ومساعدته في تجربة هوايات ومغامرات جديدة برفقتهم، في بيئة آمِنة، وتحت إشراف المُعلِّمين والمُربِّين، ناهيك عن تشجيعه على تطوير هواياته وإبداعاته الخاصَّة عِوضاً عن إهمالها، بينما يقضي الوقت وحده، وخاصَّة حين الغياب المُتكرِّر للوالِدَين.
لا تقتصر الخدمات التي تُقدِّمها الحضانات للأطفال على العناية، وتقديم فرص التعلُّم، بل تهتمّ العديد منها أيضاً بالصحَّة النفسيّة والجسدية للطفل، وتعقد حِصَصاً يومية تتضمَّن أداء بعض التمارين الرياضية، وتناول وجبات الإفطار والغداء الصحّي، والحوار مع المُرشِدات والمُربِّيات، إضافةً إلى تقييم سلوك الطفل، وإعلام الأهالي عند وجود أيّ مشكلات جسدية تتعلَّق بالصحَّة، والنُّمُوّ، والتغذية، أو أخرى نفسية تتعلَّق بالسلوك، والتواصل مع الآخرين.
وختاماً، لا بُدّ من اختيار حضانة ذات سُمعة وتجهيز جيِّدَين، بما يُوفِّر بيئة آمِنة ومُحفِّزة للأطفال، وعلى الأهل أيضاً متابعة طفلهم الذين يرتاد الحضانة، وعدم إهماله، إلى جانب منحه الوقت الكافي، وتقديم الحُبّ والعناية التي يحتاج إليها، وخاصَّة في سنوات طفولته المُبكِّرة، وسؤاله بين الحين والآخر عن أحواله، وعمّا إذا كان سعيداً ومُرتاحاً.
ولا بُدّ أيضاً من إنشاء حِوار إيجابيّ مع الطفل، وتركه يُعبِّر فيه عن هواياته وأنشطته التي يُمارسها في الحضانة، وإفساح المجال له ليتحدَّث عن أصدقائه، أو مُربِّيته، وعن المشكلات أو التحدِّيات التي تُواجِهه، وغيرها من الأمور التي تُشعِره بالاهتمام، وبحُبّ والِدَيه، ودَعمِهما له.
المراجع
[1] learningcenterct.com, 5 Benefits of Daycare for Babies and Toddlers
[2] childrencentral.net, 5 Benefits of Daycare for Children
[3] ncbi.nlm.nih.gov, 11Growing Up in Child Care
[4] procaresoftware.com, 8 Benefits of Daycare for Infants and Toddlers
[5] brighthorizons.co.uk, 8 Ways Children Can Benefit from a Nursery Environment