جار التحميل...
تُعَدّ مسألة اختيار المُربِّية بالغة الأهمية؛ إذ تتطلّب التعامل المباشر مع الطفل، ولفترات طويلة نسبياً؛ ممّا يؤثّر تأثيراً كبيراً في نشأته وحياته؛ لذا، لا بُدّ من معرفة الصفات والشروط التي تجعلها مُؤهَّلة للمساعدة، وهي على النحو الآتي:
الثقة والأمانة من الأساسيات التي يجب أن تتوفَّر في مُربِّية الأطفال؛ إذ تُتيح للوالِدَين الاطمئنان على أطفالهم وممتلكاتهم، وينبغي أن تتمتَّع المُربِّية أيضاً بالانضباط والالتزام؛ من خلال الالتزام بالحضور في الموعد المُتَّفق عليه، وبانتظام دون تغيُّب مُتكرِّر وغير مُبرَّر.
لا بُدّ أن تكون مُربِّية الأطفال مُنظَّمة؛ لتتمكَّن من تنظيم يومها مع الطفل بفاعليّة؛ إذ يُمكنها إنشاء خُطَّة شاملة، أو جداول زمنية للأنشطة المُتعلِّقة بالطفل، مثل: موعد تقديم الغذاء، أو مواعيد القيلولة واللَّعِب؛ ممّا يُساعد في ضبط يوم الطفل، وينبغي عليها الالتزام بترتيب أغراض الطفل وأدواته؛ ليسهُل الوصول إليها، ولتعليم الطفل مهارة التنظيم والترتيب.
يتطلَّب العمل مع الأطفال الكثير من الصبر؛ لاستيعاب عوالِمِهم الخاصَّة والمواقف التي يمرّون فيها، ورُدود أفعالهم تجاهها، وسلوكاتهم المُتوقَّعة وغير المُتوقَّعة، بالإضافة إلى أنّ وجود المُربِّية مع العائلة؛ كالآباء، والأجداد، وغيرهم، يتطلَّب التحلّي بمزيد من الصبر؛ جرّاء التعامل مع شخصيات مختلفة، إلى جانب خصوصية شخصية الطفل الذي ترعاه.
لتكون مُربِّية الأطفال مُؤهَّلة للمساعدة، عليها أن تُحِبّ عملها أوّلاً، وألّا تكون مرتبطة به فقط للحصول على المال؛ إذ غالباً ما ترتبط المشكلات المتعلّقة بمُربِّيات الأطفال -إلى جانب افتقارهن إلى الأساليب الصحيحة في التعامل مع الأطفال ورعايتهم- بسعيهِنَّ إلى الحصول على الوظيفة لأسباب مادّية فقط.
ويُشار إلى أنّ المُربِّية التي تُحِبّ عملها ستقدِّم الاهتمام اللازم للطفل، وتعتني به كما يجب، بعيداً عن أساليب العنف الجسدي أو النفسي التي تُعَدّ جرائم تُعاقِب عليها القوانين.
لا بُدّ من اختيار مُربِّية أطفال لديها معرفة تامَّة بأساسيات النظافة؛ لضمان تقديم خدمات عالية المستوى، بما فيها تحضير الطعام، وتبديل الملابس، وغيرها، والمُربِّية النظيفة قدوة حَسَنة للطفل ليصبح هو الآخر نظيفاً، وليتعلّم منها كيفية الحفاظ على نظافته الشخصية، ونظافة المكان الذي يشغله.
يعتمد نجاح المُربِّية على قدرتها في التواصل الفعّال مع الطفل ووالِدَيه؛ إذ لا بُدّ من إيجاد لغة مشتركة بينها وبين الطفل؛ ليفهم كلٌّ منهما الآخر، ولتتمكَّن من تلبية احتياجاته من جهة، وإيصال المعلومات إليه بوضوح من جهة أخرى، أمّا الآباء والأُمَّهات، فعليها التواصل معهم؛ كتابياً، أو شفهياً، وفي الأوقات كافَّة، وحسب الحاجة.
الإبداع وسيلة فعّالة للمُربِّية الناجحة؛ لكسب قبول الطفل، ومَحبَّته؛ إذ إنّ إنجازها الأشياء بصورة مختلفة وممتعة حتى في الأوقات العادية؛ كالأوقات الخاصَّة بتناول الطعام، أو التنظيف، أو النوم، يزيد حماس الطفل لرؤيتها والبقاء معها، والاستفادة منها ومن خبراتها.
ويتضمَّن الإبداع ابتكار الأنشطة المثيرة لاهتمام الطفل أيضاً، وخاصَّة في الأيام التي يغلب عليها الملل لسبب أو لآخر، وإشراك الطفل فيها بدلاً من مراقبتها فقط.
على الوالدين إدراك أنّ المُربِّية اللطيفة والمُتعاطِفة لا يُشترَط أن تكون ضعيفة، بل على العكس تماماً؛ إذ ينبغي اختيار مُربِّية قوية وحازمة للاعتماد عليها، ومن جهةٍ أخرى، قد يتحكَّم الطفل في المُربِّية الضعيفة؛ بالتذمُّر أو غيره من الأساليب؛ لتلبية رغباته، والصحيح أنّ ضبط سلوكاته من أساسيات عملها.
ينبغي أن تتمتَّع مُربِّية الأطفال بالمرونة الكافية؛ لفهم قواعد المنزل، وتطبيقها؛ وفقاً لرغبة الوالدين وثقافتهم وليس وفقاً لثقافتها الخاصَّة، وعند استقدام مُربِّيات الأطفال من خارج الدولة، ينبغي التحقُّق من قدرتهنّ على الالتزام بقِيَم الأسرة، والعمل ضمن معايير المجتمع المحلّي عموماً، وقواعد العائلة، ومعتقداتها، وأعرافها، واحتياجاتها، بصورة خاصَّة.
وتشمل المرونة أيضاً القدرة على التعلُّم والتطوُّر باستمرار؛ إذ عليها ألّا تكتفي بالمعرفة التي تمتلكها في مجال رعاية الأطفال، بل أن تسعى إلى فهم المزيد، واكتساب خبرات أوسع.
لا بُدّ من اختيار مُربِّية تمتلك خبرة جيّدة في رعاية الأطفال، أو حاصلة على شهادات ودورات مُتخصِّصة تُؤهِّلها لتربيتهم؛ ممّا يُعزّز طمأنينة الوالدين على أطفالهم، وفي ما يأتي أبرز تلك الدورات والشهادات التي يُنصَح بالحصول عليها:
تتضمَّن الشهادات أو الدورات في مجال رعاية الطفل خبرة ودراية بالمواضيع التي تهتمّ بصِحّة الطفل، وسلامته، ونُمُوّه، وعلم نفس الطفل، والتغذية، والسلامة داخل المنزل وخارجه، وتُغطّي بعض الشهادات الأخرى في مراحل مُتقدِّمة تعليم الطفل طرق التواصل الفعّال، وتهتمّ بالعناية بالطفل؛ من حيث الصحَّة، والرفاهية، واللَّعِب، والتعلُّم، واكتساب المعرفة.
تُعَدّ الخبرة من الشروط التي ينبغي على مُربِّية الأطفال امتلاكها، وخاصَّة عند رعاية الأطفال الرُّضَّع، والأطفال الصِّغار، أو ذوي الإعاقة، ولا يُشترَط أن تكون الخبرة من عمل سابق مدفوع الأجر، بل يُمكن أن يكون تطوُّعاً في المُنظَّمات والمؤسسات التي تهتمّ برعاية الأطفال على سبيل المثال.
تُعَدّ الإسعافات الأوّلية من المهارات الأساسية التي ينبغي أن تمتلكها المُربِّيات؛ فمن الطبيعي تعرُّض الأطفال للإصابات، والكدمات، وغيرها؛ ممّا يتطلّب تقديم الرعاية الأساسية لأيّ جروح، أو خدوش، وقد تحتاج المربية إلى التعامل مع حالات طارئة وأكثر خطورة في بعض الأحيان؛ كإنعاش الأطفال والرُّضَّع، والتعامل مع حالات الاختناق، والحساسية، وعدم القدرة على التنفُّس، إلى حين وصول خدمات الإسعاف والطوارئ.
المراجع
[1] smarthelperscenter.co.za, What qualities should a good nanny have?
[2] rasmussen.edu, 9 Nanny Skills That Will Have Families Fighting Over You
[3] littleoneslondon.co.uk, Nanny qualifications
[4] uaelegislation.gov.ae, قرار مجلس الوزراء رقم (7) لسنة 2008 بشأن نظام الفحص الطبي للوافدين للدولة للعمل أو الإقامة
[5] fdf.gov.ae, ترك الأطفال مع المربيات تهديد لصحتهم النفسية والجسدية