جار التحميل...
في هذه الفترة تُعطي الفتاة أولوية كبيرة لمظهرها؛ فتبدأ بالبحث عن طرق للعناية بالبشرة، والاهتمام بها، أو تشغل بالها بامتلاء جسدها أو نحافته، أو غير ذلك من الصفات التي لا تتوافق والمعايير الجمالية المنتشرة في مجتمعها، إضافة إلى التغيرات التي لم تعتدها سابقاً في جسدها، والتي تشعر بأنّ عليها تقبُّلها والتأقلم معها باعتبارها امرأة ناضجة، ما يشعرها بالضغط، أو القلق، أو حتى شعورها بعدم الثقة بنفسها.
كيفية التعامل معها:
من المهم أن يكون الوالدان قريبَين من الفتاة في هذه المرحلة، وحريصين على مناقشة الأفكار التي تدور في رأسها حول هذا الموضوع، ثمّ توضيح فكرة أنّ المظاهر ليست كلّ شيء، واستغلال الموقف لتوجيهها بالارتكاز على أمورٍ أهمّ من المظهر في الحياة، وبالطبع دون إهمال جانب الاهتمام بما يمكن أن يجعلها في أحسن حالاتها من حيث المظهر؛ كتقديم النصائح حول عادات الأكل الصحية، مع متابعة علاقاتها مع صديقاتها ومعرفة طبائعهنّ؛ لأنّها قد تتأثّر بتوجُّهاتهنّ ومُيولهنّ.
ومن المهمّ أيضاً أن يُركّز الوالدان على مدح الفتاة في البيت؛ حتى تتقبّل مظهرها الأنثويّ بحُلَّته الجديدة، مع التنبُّه إلى عدم مقارنتها بغيرها؛ حتى تنمو لديها الثِّقة بأنَّها مُميَّزةٌ بكلّ تفاصيلها، الأمر الذي يعني نظرتها لنفسها بطريقة مختلفة.
ستبدأ المُراهِقة في هذه المرحلة بالتفكير في مستقبلها، والشُّعور بأنّ عليها بذل المزيد لتحقيق ذاتها؛ فتبدأ بوضع الخطط اللازمة للدراسة، وماذا ستفعل في المستقبل، ما يجعلها تشعر بالضغط وأنّ عليها بذل مجهود كبير، ممّا يعني شعورها بالتوتُّر في ما يتعلّق بأدائها الدراسي باستمرار، وقد تقيس قيمتها بعلامات الامتحانات أو النتيجة الدراسية في آخر السنة.
كيفية التعامل معها:
من الجيِّد هنا إفهامها أنّ عليها الدراسة لتحقيق ذاتها، بل وتشجيعها على ذلك، ولكن مع غرس فكرة أكثر أهمّية في شخصيّتها؛ ألا وهي أنّ العلامات ليست مقياساً لقيمة الشخص أو أهمّيته، وأنّ هناك العديد من الأشخاص الناجحين في هذا العالم على الرغم من أنَّهم لم يُحصِّلوا درجات عالية -وإن كانت هذه العلامات مهمة- إلّا أنَّهم يمتلكون مواهب عظيمة.
وهذا لا يعني أبداً عدم مساعدتها على التميُّز والتقدُّم، إذ إنّ فتح حوارات مُستمِرَّة حول ما تريده، ومساعدتها على تحديد أهدافها المهنية في المستقبل؛ لتكون أكثر تركيزاً في رحلتها التعليمية، سيكون خطوة مهمة، ومن الجيِّد أيضاً تشجيعها على ممارسة الأنشطة اللامنهجية التي تحبّها هي؛ كي تشعر بالراحة من ضغط الدراسة من فترة إلى أخرى.
يمر الأفراد بالعديد من التغيرات في سن المراهقة، وإنّ تغيُّر الهرمونات في جسم الفتاة قد يجعلها تهتمّ بالعلاقات العاطفية والدخول إلى عالم الحب، بالإضافة إلى اهتمام الفتيات من المرحلة العمرية نفسها بهذا العالم الرومانسي الخيالي، وتركيز الإعلام عليه، والمسلسلات التي قد تتابعها الفتاة، وذلك كلّه يؤثر بشكل كبير في بناء مثل هذه الأفكار.
كيفية التعامل معها:
أهم خطوة هنا هي الحوار المفتوح مع الفتاة، وبناء ثقافتها حول هذه المواضيع من قِبَل الوالدَين؛ بتوضيح طبيعة هذه المرحلة، وخاصَّة في هذا الجانب، وتوضيح آثار هذه التصرفات غير المدروسة، وتعليمها كيفية حماية نفسها من مثل هذه العلاقات إلى أن تصل إلى السن المناسب للارتباط، وبالطبع بناء جسر من الثقة معها للاستماع إليها، وتوجيه أفكارها نحو المسار الصحيح.
سيكون تعزيز القِيَم الدينية وربط الموضوع برضا الله مُؤثِّراً جدّاً وحدّاً رادعاً لها من الداخل، إلى جانب تنبيهها أيضاً من التجمُّعات التي تختلط فيها الفتاة، ومتابعتها بصورة صحِّية وسليمة، وتجنيبها مثل هذه الأماكن أو التجمُّعات التي تنتشر فيها علاقات من هذا النوع.
تتمثّل الحساسية الزائدة عند الفتيات في هذه المرحلة بالبكاء بسرعة، والانزعاج من أيّ نصيحة تُوجَّه إليهنّ، وقد يؤدّي ذلك إلى عدم رغبة الفتاة في الانضمام إلى التجمُّعات العائلية أو الأصدقاء؛ نتيجة شعورها الداخلي بعدم الارتياح، وأنّها سوف تتعرّض في مثل هذه المواقف للنقد الذي سيسبِّب لها الانزعاج.
كيفية التعامل معها:
يمكن معالجة هذا الأمر بتوجيه الفتاة إلى عدم التركيز على التفاصيل وصغائر الأمور، وأن تمحو من عقلها فكرة أنَّها مَحطّ استهداف، ولا بُدّ أن تتعلّم التعامل مع النقد ووجهات النظر والاستفادة منها في تطوير نفسها وشخصيتها، بالإضافة إلى محاولة تحسين نظرتها الإيجابيَّة لمحيطها، ممّا يساعد على تعزيز ثقتها بنفسها، وغرس فكرة أنّ الاختلاف مع الناس لا يعني ضعف الشخصيّة.
تبني الفتاة أفكارها في هذه المرحلة على مقارنة نفسها دائماً بالفتيات الأُخرَيات من المرحلة العمرية نفسها؛ سواء بالشكل، أو المظهر، أو الوضع المادّي، أو غيره، ممّا يدخلها في دوّامة الشكّ في نفسها، الأمر الذي يؤثر سلباً في احترامها لذاتها.
كيفية التعامل معها:
إن كانت الممثلات والعارضات هنّ قدوتها، فإنّ تغيير هذه القدوة سيكون خطوة عملية أولى مهمة؛ لأنّها ستظلّ تقارن نفسها بهنّ، ثمّ تأتي الخطوة الثانية بتوضيح أنّ الفتيات مختلفات، وأنّ لكلّ واحدة منهنّ صفاتها الفريدة، وإيجابياتها وسلبياتها، إلى جانب إشراكها في أنشطة مختلفة تُفضِّلها هي، ممّا يساعدها في التركيز على شخصيّتها وإنجازاتها، إضافة إلى تعزيز ثقتها بنفسها وبتفاصيل حياتها.
في هذه المرحلة تنتشر ظاهرة ضغط الأقران على بعضهم؛ ليُكوّنوا جماعاتٍ لها أفكارها وسلوكاتها، فتتبنّى الفتاة دون وعي كامل تصرُّفاتٍ وأفكاراً قد لا تناسبها أو لا تنتمي إلى مُعتَقَداتها الدينيّة أو مبادئها الثقافية والمجتمعية، إلّا أنَّها تتّبعها؛ حتى تشعر بالانتماء إليهم.
كيفية التعامل معها:
يُعَدّ بناء علاقة وطيدة مع الفتاة؛ للاطِّلاع على أفكارها ومبادئها بَوّابة الوصول لمعرفة كيفية التعامل معها وتوجيهها، كما أنّ التعرُّف إلى صديقاتها وأُسَرِهنّ سيكون خطوة عملية مهمة أيضاً؛ للتعرُّف إلى عاداتهنّ وثقافاتهنّ، وهل هي مناسبة للفتاة أم لا، فإن لم تكنّ مناسبات لها، وجبت المحاولة بذكاء لإبعادها عنهنّ؛ كإشغالها بجدول يوميّ وأنشطة مختلفة تُرفِّه فيها عن نفسها.
وهذه المرحلة من حياة الفتاة مرحلة حسّاسة، ممّا يعني أنّ على الوالدَين التعامل معها بحكمة وحذر، وانطلاقاً من ذلك، أطلقت مُؤسَّسة التنمية الأسرية في دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة بالتعاون مع عدد من المُؤسَّسات والجهات المُختَصّة منصّة "الأبُوَّة الإيجابية" عام 2022؛ بهدف تنمية مهارات الوالدَين، وزيادة الوعي لديهما في التعامل مع الأبناء في مرحلة المراهقة؛ وذلك بتوفيرها عدداً من البرامج والموادّ التثقيفية والتوعوية فيما يتعلّق بتربية المراهقِين.
المراجع
[1] uap.fdf.gov.ae, ابنتي في سن المراهقة شديدة الحساسية
[2] gomedii.com, 10 Most Common Teenage Girl Problems That Should Not be Ignored
[4] choosingtherapy.com, 12 Common Teen Issues & How to Support
[5] momjunction.com, 10 Common Teenage Girl Problems And Their Solutions