البكاء بدون سبب.. قد يؤدي التوتر والقلق إلى ذلك

"في بعض الأحيان يكون البكاء هو ما عليك فعله لكي تصبح قوياً مرة أخرى"، هذا ما قالته الكاتبة جاي دبليو لين حول البكاء، وهو ما يوحي بأنّ هناك أموراً يمكن أن يمرّ بها الفرد وأسباباً تجعله يبكي بين الفينة والأخرى، وفي ما يأتي توضيح لحقيقة هذا الأمر. 

هل يمكن البكاء بلا سبب؟

عند البدء بالبكاء وانهمار الدموع على الخدّين يبدأ التفكير لثوانٍ معدودة في أسباب ذلك، على الرغم من عدم وجود سبب واضح يدفع إلى البكاء في هذه اللحظة بالذّات، لكن هذا لا يعني عدم وجود سبب حقيقي يقف خلفه، وإنّما هي أسباب غير مباشرة أو غير لحظية تشكّل الدافع الحقيقي، لكنها لم تكن حاضرة في الذّهن في تلك اللحظة.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ الدموع تكون إشارة إلى حالة نفسية يمر بها الشخص دون أن يتعامل معها كما ينبغي، فتركت أثرها وتسببت ببكائه معظم الأوقات، أو قد يكون البكاء نتيجةً لأسباب أخرى لا بدّ من معرفتها؛ لإيجاد الحلول المناسبة لها وعلاجها، وتوضيح هذه الأسباب في السّطور أدناه.

البكاء بلا سبب: أمور تقف خلف الكواليس

تقول إيفون توماس الطبيبة والمعالجة النفسية: "نوبات البكاء يمكن أن يكون لها سبب جسدي، لكنّها تشير أيضاً إلى تراكم المشاعر اللاواعية التي لا تستطيع معالجتها"، ويشمل ذلك ما يأتي:

القلق

"ماذا سيحدث غداً؟"، "هل سأتمكّن من إنجاز المهمة بنجاح؟"، "هناك خطر وشيك قادم إليّ"، هذه العبارات التي يُحدّث بها الفرد نفسه باستمرار تعني أنّه في حالة قلق دائم، ممّا يؤثّر فيه بطريقة مباشرة، ويؤثر في ممارسته للأنشطة اليومية، ويضع ضغطاً نفسيّاً إضافيّاً عليه، وفي لحظة ما يبدأ بالبكاء دون توقّف.

التوتر

تكون هناك العديد من المهام المطلوبة والتي لا بدّ من تسليمها في العمل على وجه السرعة لكنّها لم تُنجز بعد، أو قد يكون هناك عرض أمام جمهور كبير من الناس ولم يكن مُقدّمه جاهزاً بما يكفي، أو أنّ الاختبار يوم غدٍ وهناك مادة طويلة لدراستها، كلّ هذه الأمور وغيرها من التحديات والمواقف المختلفة التي يتعرض لها الفرد في الحياة من شأنها أن تُشكّل ضغوطاتٍ كبيرة وتسبب الشعور بالتوتر دائماً، وفي كثير من الأحيان قد لا يستطيع ضبط مشاعره والسيطرة عليها فيبدأ بالبكاء.

الاكتئاب

يمرّ الفرد بفترات معينة يجد فيها نفسه فاقد للشغف بما كان يحبّه سابقاً، أو أنّ مزاجه ليس في أحسن أحواله، ودائماً ما يشعر بالحزن، أو يواجه صعوبةً في التركيز، كلّ هذه الأمور تكون مرافقة للحالة النفسية الشائعة التي تُعرف بالاكتئاب، والتي تؤدي إلى البكاء في أوقاتٍ مختلفة، ودون أسبابٍ واضحةٍ أو مباشرة.

التغيرات الهرمونية

يمرّ الجسم بتغيرات عديدة قد تؤثر في المزاج العام أو الحالة النفسية، ومن بينها الاضطراب أو التغير الهرموني الناتج عن حالات عدّة، الأمر الذي يؤدي إلى نوبات من البكاء في معظم الأوقات، ويعدّ هذا الأمر مُلاحَظاً بصورة خاصة عند النساء؛ تحديداً في الأوقات التي تسبق الحيض، أو في فترة الحمل، إذ يبكين كثيراً دون وجود سببٍ مباشر لذلك، إلّا أنّ السبب الحقيقي يكمن في تغيّر مستويات الهرمونات في مثل هذه الفترات.

التأثير البصلي الكاذب

قد يكون المصطلح غريباً بعض الشيء ولا يتردد على الأسماع كثيراً، إلّا أنّه يتعلّق بحالة من عدم الثبات الانفعالي يتعرض فيها الشخص المصاب بها لنوبات من الضحك المفاجئ، أو البكاء المفاجئ، أو الاثنين معاً، ولا تكون هذه النّوبات منسجمة مع الموقف العام الذي يكون فيه ولا ملائمة له، مما يسبب الإحراج في أحيانٍ كثيرة، وقد يكون الشخص مصاباً بهذه الحالة دون أن يعرف، لذلك يبكي في أوقات لا تستدعي البكاء ودون سببٍ واضح، لذا يُنصح بمراجعة أصحاب الاختصاص عند ملاحظة هذه الأعراض وتكرارها.

ما الذي ينبغي فعله عند البدء بالبكاء؟

في بعض الأحيان لا بدّ من السماح للنفس بالبكاء؛ للتخفيف عنها والتعبير عن المشاعر الداخلية، إلّا أنّ الدخول في نوبات بكاء طويلة ومتكررة أمر ينبغي وضع حدٍّ له، وانطلاقاً من هذا الأمر كان لا بدّ من وضع حلول مناسبة، في مقدّمتها اللجوء إلى الله تعالى وبثّ الشكوى إليه وطلب الراحة منه، والاستماع إلى الآيات التي تبعث الطمأنينة والسكينة في النفس؛ فبها تطيب الخواطر وتهدأ النفوس.

كما يمكن تجربة أخذ نفس عميق وإخراجه أكثر من مرة أثناء نوبة البكاء، الأمر الذي يُسهم في الشعور بالراحة وأنّ شيئاً ما قد انزاح عن الصّدر، إلى جانب محاولة تشتيت الانتباه عن البكاء؛ فمثلاً عند الشعور برغبة قوية بالبكاء من المفيد تغيير وضعية الجسم، والنهوض من المكان والمشي قليلاً، أو تشغيل التلفزيون ومشاهدة شيءٍ ممتع، أو قراءة كتاب في موضوع شيّق.

وممّا يمكن أن يكون مفيداً أيضاً التحدّث مع شخص مقرّب؛ ففي كثير من الأحيان يساعد تعبير الشخص عن مشاعره بالكلام مع من يحب ويشعر معه بالراحة على التخفيف من المشاعر السلبية والحالة السيئة التي يمرّ بها، بالإضافة إلى استحضار موقف فكاهي كانت مشاعره خلاله إيجابية، فإن لم يسعفه التفكير بشيء مضحك حينئذ يمكنه مشاهدة مقطع فيديو مُضحك على الهاتف.

المراجع
[1] thriveworks.com, Why am I crying for no reason? Emotions and conditions that can cause random crying
[2] livi.co.uk, Why am I crying for no reason? A therapist’s guide
[3] shape.com, Why Am I Crying for No Reason? 5 Things That Can Trigger Crying Spells
[4] medicalnewstoday.com, Why might a person cry for no reason?
[5] nowandme.com, Why Am I Crying For No Reason? A Therapist’s Guide