جار التحميل...
تقول ياسمين مجاهد الباحثة والمتخصصة في علم النفس لتوضيح الفرق بين التعلّق غير الصحي والحُب: "يرتبط التعلّق بالخوف والتبعية أكثر من حُب الآخر، أمّا الحُب دون تعلّق فهو أنقى وأسمى؛ لأنّه لا يرتبط بما هو مُتوقع من الآخرين، بل بما يُقدَّم لهم، وبالامتلاء من الداخل، وعدم وجود فراغٍ عاطفي"، وللتخلّص من التعلّق المفرط وغير الصحي يُمكن تطبيق الطرق الفعّالة الآتية:
تحديد الأسباب وراء التعلّق بهذا الشخص
يُعدّ الوعي الذاتي أفضل وسيلة للتعامل مع التعلّق المفرط وغير الصحي مع الآخرين، لذا أول خطوة يُنصَح باتباعها للتخلّص من التعلّق المفرط بشخصٍ ما هي التفكير بالأسباب والدوافع وراء التعلّق به من الأساس بصدقٍ تام مع النفس، مع محاولة تنظيم الأفكار باستخدام الورقة والقلم؛ للبدء بإيجاد الحلول المناسبة فيما بعد، على سبيل المثال هل السبب هو الخوف من البقاء وحيداً دون هذا الشخص؟ أو الشعور بفراغٍ كبير وعدم الأمان عند الابتعاد عنه؟
تعزيز الارتباط بالنفس والشعور بالأمان معها
يمنح تعزيز الارتباط بالذات فرصة أفضل لاكتشافها وتطويرها والشعور بالأمان معها، كما يساعد على تعريف النفس خارج إطار العلاقات مع الآخرين والتقليل من الاعتماد عليهم، لذا يُفضَل قضاء بعض الوقت يومياً فقط مع النفس دون التفكير بأيّ شخصٍ آخر.
ويمكن على سبيل المثال الجلوس وحيداً يومياً في مكانٍ هادئ وممارسة التأمل مدة 10 دقائق على الأقل في البداية، والتركيز خلالها على اللحظة الحالية، وتجنّب التفكير بأيّ مخاوف بشأن العلاقة مع الشخص المُتعلَّق به، أو حتى تجربة كتابة اليوميات في نهاية كل يوم ومحاولة فهم الذات والأفكار والمشاعر أكثر، وكذلك وضع تعريف واضح للنفس والقِيم من شأنه المساهمة في التخلص من التعلّق الزائد بالشخص.
وضع حدود صحيّة لسلوكيات التعلّق المفرط
يُنصَح بتحديد السلوكيات المزعجة تجاه الشخص المُتعلَّق به والتي من شأنها أن تجعل العلاقة به مَرَضيَّة وغير صحية، مثل الشعور بالقلق عندما يكون بعيداً أو مشغولاً بأمورٍ أخرى، أو التضحية غالباً في سبيل إسعاده حتى لو كان ذلك على حساب المشاعر الشخصية، أو نحو ذلك.
ثمّ لا بدّ من وضع حدود واضحة للنفس بعدم السماح لهذه السلوكيات أن تحدث أبداً؛ حتى لا تتحول العلاقة إلى تعلّقٍ مرضيّ لا يُمكن السيطرة عليه، وبالتالي الشعور بالعجز تماماً أمامه، وذلك من خلال التدرّب على الاستقلالية، والاستمتاع بقضاء وقت مع النفس بعيداً عن ذلك الشخص، إلى جانب احترام خصوصيته وحاجته إلى قضاء بعض الوقت مع نفسه هو كذلك.
تحسين العلاقات مع الأصدقاء والعائلة
الوجود مع أشخاصٍ تربط بينهم علاقات صحية سواءً كانوا أصدقاء أو من أفراد العائلة وقضاء وقتٍ ممتعٍ معاً يزيد من الشعور بالأمان والدعم، ويُقلل من التفكير بالشخص المتعلّق به والشعور بالوحدة عند الابتعاد عنه، بالتالي التخلّص من هذه المشكلة بشكلٍ تدريجيّ مع مرور الوقت.
ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً يُمكن استشارة أحد هؤلاء الأصدقاء أو أفراد العائلة الموثوقين، والتحدّث إليه بخصوص العلاقة مع الشخص المتعلّق به بشكلٍ مفرط، والبحث معاً عن حلول مناسبة لجعلها صحية تماماً كما هي مع هذا الصديق أو القريب.
توجيه التفكير والطاقة نحو أشياء أخرى
للتخلّص من مشكلة التفكير بالشخص المتعلّق به يمكن إعادة توجيه هذا التفكير نحو شيءٍ آخر، وعَيش اللحظة ببساطة، وتجنُّب أيّ محفّزات لتذكّره قدر الإمكان، وذلك من خلال ممارسة أنشطةٍ ممتعة ومُسلِّية تُحسِّن من الصحة النفسية والجسدية، مثل: الخروج في نزهة، أو المشاركة في الأعمال التطوعية، أو ممارسة إحدى الهوايات المفضلة، أو ممارسة الرياضة، كالمشي، أو الجري، أو السباحة.
طلب المساعدة من شخصٍ متخصص
إن كانت مشكلة التعلّق المفرط بشخصٍ ما تُسبب الشعور بالضيق أغلب الوقت، وتؤثر في الحياة اليومية، وتُعيق أداء بعض الأعمال المطلوبة على الوجه الصحيح، وتثير التخّوف من تحول الأمر إلى تعلُّقٍ مرضيّ مزمن لا يُمكن التخلص منه، فعندئذ يُنصح بطلب المساعدة والإرشاد النفسي من طبيبٍ أو اختصاصي نفسيّ، ممّا يساعد على فهم مشكلة التعلّق أكثر، وكيفية التخلّص منها، وتعلّم مهاراتٍ أفضل لتكوين علاقاتٍ صحية مع الآخرين، إضافة إلى تعلُّم كيفية اكتساب شعور أفضل تجاه الذات.
المراجع
[1] healthinsider.news, How to Stop Being Attached to Someone: 3 Effective Ways
[2] psychcentral.com, Have an Unhealthy Attachment to Your Partner? Healing Is Possible
[3] choosingtherapy.com, What Is Emotional Attachment & When Does It Become Unhealthy?
[4] charliehealth.com, 5 Therapist-Approved Tips for How to Fix Attachment Issues
[5] wikihow.com, How to Practice Non Attachment