جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لتصل إلى السلام الداخلي

أساليب عملية للتخلص من التفكير الزائد المفرط

23 يوليو 2024 / 8:55 AM
صورة بعنوان: أساليب عملية للتخلص من التفكير الزائد المفرط
download-img
يُعاني البعض من مشكلة التفكير الزائد واستغراق وقتٍ أكثر من اللازم في تحليل الأمور والمواقف المختلفة، والتفكير في كلّ السيناريوهات الممكنة لأمرٍ ما، ليجد الشخص نفسه مُستهلكاً وفي حالةٍ من القلق والتوتر، وغير قادر على التصرّف بشكلٍ صحيحٍ وعملي، لكن لا داعي للقلق؛ فهناك العديد من الأساليب العملية والفعّالة لتحقيق التوازن العقلي والانتقال إلى حالةٍ من الهدوء والسلام.

التفكير في الحلول بدلاً من المشكلات نفسها

"لم يكن ينبغي أن أقول تلك الأشياء أمام أصدقائي أمس"، أو "كان يجب أن أبقى في وظيفتي الأخيرة، سأكون أكثر سعادة مما أنا عليه الآن"، أو حتى "سأُحرج نفسي غداً عندما أُقدّم هذا العرض وسأنسى كل ما يفترض أن أقوله".

كلّ ما سبق أفكار ومخاوف لن تُفيد عند التفكير بها، ولكن ما يُفيد بالفعل هو التفكير بحلولٍ عملية لها، ففي حال كانت في الماضي يُنصَح بالتفكير بكيفية عدم تكرارها، وفي حال كانت مجرد مخاوف يُتوقَع حدوثها في المستقبل يُنصَح حينها بالتفكير بكيفية الاستعداد جيّداً لها ومنع وقوعها، وذلك من خلال تحسين المهارات والقدرات الشخصية المختلفة، مثل مهارة اتخاذ القرار، أو ضبط النفس، أو التواصل مع الآخرين، وكذلك تعزيز الثقة بالنفس، وزيادة الوعي بالذات.

تعزيز اليقين بالله عز وجل والتوكل عليه

لا شكّ أنّ حسن الظن بالله عزّ وجل واليقين بأنّه هو الحكيم العليم مدبر الأمر كلّه في هذا الكون يُحقق السكينة الداخلية، ويُقلل من التفكير الزائد والشعور بالتوتر والقلق بشأن المستقبل، فما على الإنسان سوى التوكل على الله عز وجل والثقة بأنّه هو وحده القادر على حل جميع المشكلات التي تواجهنا وتخفيف الأعباء عنا، بعد الأخذ بالأسباب والعمل بجد لحلّها.

ملء وقت الفراغ بأنشطةٍ منوعة ومفيدة

وقت الفراغ الطويل وعدم وجود شيء يُمكن القيام به هو بمثابة فرصة ذهبية للانغماس في التفكير الزائد والمفرط، ولتجنّب الوقوع في ذلك يُنصَح بالمشاركة في أنشطةٍ مفيدة، وقضاء وقت ممتع بها بعيداً عن أيّ أفكارٍ مزعجة ومرهقة للذهن، على سبيل المثال ممارسة الهواية المفضلة، مثل الرسم أو الكتابة، أو تعلّم بعض الأكلات والوصفات الجديدة وتطبيقها في المطبخ، أو المشاركة في الأعمال التطوعية المختلفة في المجتمع، أو حتى الخروج في نزهة ممتعة مع الأصدقاء، أو مشاهدة فيلم أو برنامج وثائقي ممتع ومفيد.

ممارسة أحد تمارين اليقظة الذهنية

تعتمد اليقظة الذهنية على أن يكون الشخص واعياً تماماً بما يُفكّر به، دون أن ينغمس في الأفكار والمشاعر بشكلٍ مفرطٍ ولا نهائي، وكذلك أن يكون حاضراً في اللحظة الحالية، بعيداً عن التفكير في الماضي أو القلق بشأن المستقبل؛ وذلك لأنّ التفكير الزائد والقلق لن يُغيّر ما حدث في الماضي، ولن يمنع مشكلات الغدّ، لكنّ الأكيد أنّه سيسلب السلام والهدوء من الوقت الحاضر.

لذا يُنصَح بتطبيق أحد تمارين اليقظة الذهنية، ومنها تمرين الحواس الخمس الذي يُساعد على التوقف عن التفكير والتركيز باللحظة الحالية فقط، من خلال أخذ نفس عميق، ثمّ البدء بملاحظة خمسة أشياء محيطة يُمكن رؤيتها، أو سماعها، أو شمّها، أو حتى تذوقها، أو لمسها، وكذلك تمرين التنفس العميق والاسترخاء الذي يُخفف من الشعور بالقلق والتوتر بسبب التفكير الزائد، ويُهدئ العقل والجسم، من خلال الجلوس في مكانٍ هادئ، ثمّ إغماض العينين والبدء بالتنفس ببطء، مع التركيز على الأنفاس وتناسي كل شيء آخر، والاستمرار في ذلك مدة خمس دقائق تقريباً.

ممارسة الرياضة وتجربة أنشطة بدنية مختلفة

قد يظن البعض أنّ الرياضة مفيدة للتخفيف من الوزن والحفاظ على الرشاقة فقط، فهي مفيدة أيضاً بشكلٍ كبير لصحة العقل والتفكير؛ إذ تُساعد الأنشطة البدنية المختلفة على التخلّص من التوتر والقلق والانغماس في التفكير الزائد، كما تزيد الشعور بالسعادة والاتزان، إذ وجدت دراسة نشرتها مجلة علم النفس "The Journal of Psychology" الأميركية عام 2018 أنّ ممارسة الرياضة مدة 10-30 دقيقة كافية لتحسين الحالة المزاجية وتنظيم الأفكار. 

النظر إلى المشكلة بصورةٍ أكبر ومن زوايا مختلفة

عند إعطاء المواقف والمشكلات المختلفة في الحياة اليومية أكبر من حجمها وتحويلها من مشكلات بسيطة يجب أن تنتهي في اللحظة التي وقعت فيها إلى قضايا كبيرة تستهلك الطاقة والتفكير لعدة أيام، هنا يجب الوقوف للحظة وإعادة النظر في الطريقة التي يجري التعامل بها مع المشكلات المختلفة، على سبيل المثال كم سيؤثر المرور بموقفٍ مُحرج في أحد الأيام أو تقديم عرضٍ غير مقبول في العمل على الحياة بشكلٍ عام بعد سنة مثلاً؟ غالباً لن يكون له أيّ تأثيرٍ يُذكر، لذا يجب التفكير دائمًا بطريقةٍ أبسط وأكثر إيجابية وبصورةٍ أوسع ومن منظور مختلف.

الالتزام بوقتٍ محددٍ للتفكير 

يُنصَح بعدم التفكير في موضوعٍ أو مشكلةٍ ما طوال الوقت خلال اليوم؛ لتجنّب الدخول في دوامة التفكير المفرط، بل يُفضل منح الذات وقتا معيناً -ما يقارب 20 دقيقة- في اليوم للتفكير بكل ما يُسبب القلق، ومحاولة فهم المشكلات التي تمر بها، وإيجاد الحلول المناسبة، ووضع خطة عملية لتجاوزها خلال تلك المدة فقط، ويُفضل استخدام الورقة والقلم لتنظيم الأفكار وتفريغها؛ إذ يُقلل ذلك من أعراض القلق والتوتر بسبب التفكير الزائد، وبعد انتهاء الوقت يجب عدم التفكير بالمشكلة أبداًـ والبدء بتطبيق الحلول العملية.

تقبّل الذات والاعتراف بالنجاحات

ينغمس البعض في التفكير الزائد وجلد الذات بسبب قراراتٍ أو مواقف لا يشعر بالرضا عنها، لكن هنا يجب التذكّر دائماً أنّنا بشر نُخطئ أحياناً ونُصيب أحياناً أخرى، وأنّ كل هذا التفكير لن يُغيّر ما حدث، بل يجب التعاطف مع الذات وتقبّل طبيعتها البشرية، ومحاولة التفكير بطريقةٍ إيجابية أكثر واستنتاج الدروس المُستفادة من المواقف المختلفة، ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً لا بدّ من تذكُّر النجاحات والإنجازات الشخصية مهما كانت بسيطة؛ لأنّها تزيد من الشعور بالرضا عن النفس والافتخار بها.

المراجع

[1] themuse.com, 6 Easy Ways to Stop Overthinking Every Little Thing (and Just Enjoy Your Life)
[2] psychcentral.com, 25 Tips To Get Rid of Overthinking
[3] verywellmind.com, How to Stop Overthinking
[4] betterup.com, Learn how to stop overthinking with these 8 great tips
[5] verywellmind.com, 10 Exercises That Help You Stop Overthinking

July 23, 2024 / 8:55 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.