5 نصائح فعّالة للحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

وفق إحصائية حديثة نُشِرَت عام 2024 من قِبَل مِنصَّة ستاتيستا "Statista" المُتخصِّصة في أبحاث السوق، بلغ مُتوسّط الاستخدام اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي لمُستَخدِمي الإنترنت في أنحاء العالَم كلِّه 143 دقيقة يوميّاً، وهو وقت طويل نسبيّاً، ولا بُدّ من تقليله والتفرُّغ للاستفادة من الوقت في ممارسة العديد من الأنشطة الأخرى التي تعود بالفائدة على الفرد، وفيما يأتي خمس نصائح يمكن الاستفادة منها للحَدّ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

النصيحة الأولى: تحديد وقت معين لوسائل التواصل الاجتماعي

يُعَدّ الاستخدام المُفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها مشكلة حقيقية تواجه الأفراد؛ فقد أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من الروتين اليومي، ولا يمكن الاستغناء عنها، وحتى لا تفرض سيطرتها عليهم وتصل بهم إلى مرحلة الإدمان عليها، فإنّ فكرة التنظيم بهدف تقليل الوقت المُخصَّص لها باتت ضروريَّة ومهمّة.

ولتنفيذ ذلك، يُنصَح بتحديد مدَّة زمنية مُعيّنة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بداية اليوم أو في نهايته؛ بحيث يمكن استخدامها -على سبيل المثال- من الساعة الثامنة حتى الثامنة والرُّبع صباحاً، ومن الساعة الرابعة حتى الرابعة والرُّبع مساءً، وبذلك يُلزِم الشخص نفسه بعدم فتح تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي في غير المُدَّة المُحدَّدة.

ويمكن تطبيق ذلك من خلال إعدادات الهاتف التي تسمح بتحديد وقت لاستخدام التطبيق، أو الاستعانة بقفل البرامج الذي يمكن من خلاله تخصيص وقت مُعيَّن للوصول إلى تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن الأمثلة عليها برنامج "Freedom" الذي يفرض حَظراً على أيّ برنامج يجري اختياره ويمنع الوصول إليه في غير الوقت المُخصَّص، الأمر الذي ساعد الكثيرين على تقليل فترة استخدام مثل هذه التطبيقات، وقد يكون خيار حَذف أحد التطبيقات الأكثر استخداماً هو الحلّ الأفضل إن كان الشخص من مُدمِنِي وسائل التواصل الاجتماعي بصورة كبيرة.

النصيحة الثانية: ممارسة هوايات جديدة بعيداً عن الشاشة

هناك العديد من الأنشطة البديلة التي يمكن ممارستها بدلاً من تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي وإضاعة وقت الشباب عليها، مثل القراءة، بحيث يمكن اختيار كتاب مُفضَّل وقراءته في أوقات الفراغ بدلاً من تصفُّح الإنترنت، أو ممارسة الرياضة؛ كالجري، أو السباحة، أو ركوب الدرّاجة، أو تعلُّم الحِرَف اليدوية؛ كالتطريز، أو الرَّسم، إضافةً إلى ممارسة الاسترخاء والتأمُّل في أوقات الفراغ.

وإلى جانب ملء الوقت، والابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، تساعد هذه الأنشطة على تنمية المهارات الفردية، واكتساب المزيد من المهارات التي تفيد الفرد في حياته بصورة عامَّة، لذا يُنصَح بتخصيص ساعة واحدة في اليوم لممارسة إحدى الهوايات المُفضَّلة، أو تعلُّم شيء جديد، ويمكن زيادة هذا الوقت تدريجيّاً، ويجب الحرص على إغلاق الهاتف خلال هذا الوقت؛ فهذه الفترة مُخصَّصة لأمر مُحدَّد ولا يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تُقاطِعها.

النصيحة الثالثة: ترك الهاتف بعيداً عن متناول اليد

وهذه الخطوة مهمة ومفيدة للغاية للحَدّ من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتتضمّن ترك الهاتف في غرفة أخرى بعيداً عن المكتب أو الغرفة التي يجلس فيها الشخص؛ حتى يجد أنّ نهوضه من مكانه لتفقُّد الهاتف أمر مُرهق ومُزعج، فيُحدِّد بالتالي وقتاً مُعيّناً لتصفُّحه واستعراض وسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يُمكِّنه من أداء واجباته المنزلية، أو لقاء الأصدقاء، أو الانتهاء من العمل بعيداً عن المُلهِيات.

وقد يكون الأمر صعباً على البعض في البداية، لذا يُمكن أوّلاً تجربة الابتعاد التدريجيّ عن وسائل التواصل؛ بتقليل فترات الدخول إليها والتحقُّق منها؛ بحيث يمكن في المرّة الأولى أن يكون تصفُّح التطبيقات كلّ 15 دقيقة، ثمّ يمكن زيادة الوقت ليصبح كلّ 30 دقيقة، وهكذا بالتدريج حتى يصبح الابتعاد عنها سهلاً، ثمّ يمكن وضع الهاتف في الخزانة أو الحقيبة بعيداً عن مُتناوَل اليد؛ لتجنُّب تصفُّحه.

النصيحة الرابعة: إلغاء إشعارات منصات التواصل الاجتماعي

تُعَدّ الإشعارات التي يتلقّاها الشخص من التطبيقات مُحفِّزاً لفتحها وقضاء وقت طويل عليها؛ فبعد مشاهدة الإشعارات قد ينجذب الشخص إلى منشور مُعيَّن أو فيديو مُميَّز، فيمرّ الوقت في التصفُّح، أو مشاهدة مقاطع الفيديو، وهكذا يمرّ الوقت دون أن يشعر، لذا يمكن أن يساعد إلغاء تلقّي الإشعارات على التقليل من الوقت الذي يُمضيه الشخص في تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن ناحية أخرى، يمكن إلغاء مُتابَعة العديد من الأشخاص أو المُؤثِّرين، أو حتى الصفحات العامة غير المفيدة، وبذلك يمكن أن يقِلّ عدد الإشعارات التي يجري تلقّيها.

النصيحة الخامسة: تعزيز العلاقات الاجتماعية على أرض الواقع

وتُعَدّ هذه الطريقة فَعّالة للتخلُّص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي أو الحَدّ من استخدامها؛ إذ يمكن التخطيط للقاء الأصدقاء أو الأهل؛ من خلال تنظيم نزهة مشتركة، أو الترتيب لتناول الغداء معاً في وقت مُحدّد خلال الأسبوع أو في عطلة نهاية الأسبوع، ومن الممكن التواصل مع الأصدقاء القُدامى والاجتماع بهم، ممّا يُقوّي العلاقات ويزيد فُرَص اللقاء.

كما تبدو فكرة الانضمام إلى الأنشطة الاجتماعية المشتركة مثيرة للاهتمام ومفيدة في هذا الصَّدد؛ كالانضمام إلى تجربة المشي لمسافات طويلة مع مجموعة من الأشخاص، أو المشاركة في الأعمال التطوُّعية، ممّا يسهم بطريقة أو بأخرى في تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، ممّا يعني أنّه سيجد المتعة أيضاً في اللقاء مع الأشخاص وجهاً لوجه بدلاً من اللِّقاء من خلف الشاشات.

المراجع

[1] psychiatry.org, tips to take control of your social media use
[2] goodformedia.org, 8 tips to regain control over social media
[3] asurion.com, 6 steps to help scale back your social media usage
[4] wikihow.com, Limit Social Media and Internet Use
[5] providenceproject.org, tips for preventing social media addiction