جار التحميل...
للوهلة الأولى قد يبدو أنّ للمصطلحين المعنى نفسه، ولكن في الواقع لكلٍ منهما تعريف ومعنى مختلف قليلاً عن الآخر، مع وجود ترابط فيما بينهما، إذ إنّ اتباع نصائح عملية لتعزيز الثقة بالنفس يُسهم كثيراً في بناء شخصية قوية ومؤثرة، مما يدعم تحقيق التوازن والنجاح في مختلف جوانب الحياة.
يُشير مفهوم الثقة بالنفس (Self-Confidence) إلى قوة إيمان الفرد بإمكانياته ومهاراته، فيتقبّل ذاته تماماً، ويثق بقدرته على إنجاز المهام وتحقيق النجاح، كما يكون لديه شعور جيّد بالسيطرة على مواقف الحياة والتعامل مع الصعوبات، وكذلك المعرفة بنقاط القوة ونقاط الضعف، كما أنّ لديه نظرةً إيجابيةً عن نفسه، ويُمكنه تحديد أهدافه بشكلٍ واقعيّ، والتواصل والتعامل مع الآخرين بحزمٍ دون التأثّر بالنقد السلبيّ.
بينما يُشير مفهوم قوة الشخصية (Personal-Strength) إلى مجموعة من الصفات والأفعال التي يمتلكها الفرد، وتُمكّنه من التأثير في تصرفاته والتحكّم بها بشكلٍ جيّدٍ وقويّ، وقد تشمل هذه الصفات الصدق، والصبر، والثبات، والقدرة على التحمّل والتكيّف مع الظروف، والضغوط المختلفة في الحياة، وكذلك الإرادة القويّة، والعزيمة، والعمل بجدٍ والتزامٍ لتحقيق النجاح.
ومن ناحيةٍ أخرى قد تُسبّب قِلة الثقة بالنفس شعور الشخص بالنقص والحساسية الزائدة تجاه النقد، والشكّ بالذات، وقدرتها على النجاح، وكذلك شعور الشخص بكونه غير محبوب من قِبل الآخرين، وأنّه خاضع لهم. بينما يُمكن وصف ضعف الشخصية على أنّها حالة يجد فيها الشخص صعوبة في اتخاذ القرارات، والتعامل مع التحديات المختلفة بعزيمةٍ وحزم، مما يجعله عرضةً للتردد وعدم القدرة على اكتساب مهارات اتخاذ القرار الصحيح، وهو ما يزيد من شعوره بالعجز أمام المواقف المختلفة.
غالباً ما تكون دوافع الثقة بالنفس ناتجة عن تصوّرات الفرد عن ذاته وإمكانياته، فتعكس ما يُفكر به، ولكن ليس بالضرورة أن تكون ناجمة عن القدرات الفعليّة التي يمتلكها، على سبيل المثال قد يشعر بعض الأشخاص بثقةٍ عالية بالنفس، وأنّهم قادرون على إنجاز مهمةٍ ما بكل سهولة، ولكنّهم في الواقع لا يمتلكون القدرات الحقيقة التي تُمكّنهم من ذلك.
الثقة بالنفس ليست سِمة ثابتة عند الأفراد، إذ يُمكن أن تزداد أو تنقص تبعاً لعوامل مختلفة، بما في ذلك العواطف، والأفكار، والتجارب الحياتية، والتربية، والبيئة المحيطة، فتَلَقي ردود فعل إيجابية وتحقيق الأهداف يُمكن أن يُعزّز من الثقة بالنفس، في حين أنّ التجارب السلبية أو النقد السلبي يُمكن أن يُقلّل منها.
من ناحيةٍ أخرى قد تكون دوافع قوة الشخصية سماتٍ ومواهب طبيعية يتمتع بها الفرد، مثل الشخصية الجذّابة أو الاجتماعية، أو القدرة على التحمّل والصبر بشكلٍ أفضل من الآخرين، أو أنّها سمات مكتسبة عَمِل الفرد على تطوير ذاته وتنميتها لاكتسابها مع مرور الوقت.
بما أنّ كلاً من الثقة بالنفس وقوة الشخصية ليستا سمات ومهارات يُولد بها الشخص بالضرورة، فإنه يُمكنه اكتسابهما وتدريب نفسه عليهما بالتدريج، من خلال اتباع النصائح الآتية:
إنّ تعزيز الكفاءة في مختلف مجالات الحياة أمر بالغ الأهمية لبناء الثقة بالنفس وقوة الشخصية، فعند الشعور بالمعرفة وامتلاك المهارة في مجالٍ معين، فإنّ ذلك يُعزّز بشكل طبيعي من الثقة بالنفس، لذا يُنصح دائماً بتطوير المهارات الشخصية والمهنية من خلال التعلّم المستمر.
كما يُمكن استخدام قاعدة 80/20، التي تتمثل بالتركيز على قضاء 80% من الوقت في استغلال نقاط القوة، والاستفادة من المهارات والإمكانيات، ومن ناحيةٍ أخرى قضاء 20% من الوقت في تحسين نقاط الضعف.
يُمكن أن يشكّل الخوف والقلق عائقاً كبيراً أمام تطوير الذات وتقوية الشخصية، مما يمنع المغامرة أو الخروج من منطقة الراحة للتعلّم واكتساب مهاراتٍ جديدة من شأنها زيادة الثقة بالنفس، لذا يُنصح دائماً بمواجهة المخاوف، والتعامل معها بهدوءٍ وحكمة.
عند البحث عن قدواتٍ ناجحة ذات شخصية قويّة في الحياة، ومحاولة تعلّم أبرز السمات الشخصية التي ساعدتْها على ذلك، وكذلك محاولة قراءة قصص ملهمة لشخصياتٍ بارزة، والتعرّف أكثر إلى التجارب والتحديات التي مرّت بها في حياتها وكيف تعاملت معها، يُسهم كل ذلك بلا شك في تعزيز الثقة بالنفس وقوة الشخصية عموماً.
يُنصح عند وضع الأهداف في الحياة، سواءً الشخصية أو المهنية، أن تكون واقعية وبعيدة عن الكمال والمثالية، لأنّ تحقيقها في هذه الحالة صعب إن لم يكن مستحيلاً. ولتكون الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق، يجب أن تكون ملائمة للقدرات والموارد المتاحة، وكذلك قابلة للقياس والتتبّع ضمن جدول زمني محدد. كما أنّ اتباع استراتيجيات فعالة لتحديد الأهداف يساعد على تحقيق التوازن بين الطموح والإمكانات، مما يزيد من فرص النجاح، ويزيد من الثقة بالنفس وقوة الشخصية.
لا شكّ في أنّ لغة الجسد والمظهر الخارجيّ لهما تأثير كبير في احترام الآخرين للشخص، وكيف يشعر تجاه نفسه، لذا يُفضَّل دائماً الوقوف بطريقةٍ متزنة مع التواصل البصري الفعال عند التحدّث مع الآخرين، واستخدام لغة جسد واثقة، وكذلك الاهتمام بترتيب المظهر الخارجيّ باختيار ملابس ملائمة، والعناية بالنظافة الشخصية، إذ يُعزز كل ذلك من الثقة بالنفس، ويمنح قوةً في الشخصية، ويترك انطباعاً إيجابياً لدى الآخرين.
المراجع
[1] usf, WHAT IS SELF-CONFIDENCE?
[2] high5test, Personal Strengths & Weaknesses
[3] graygroupintl, Cultivating Self-Assurance and Personal Strength
[4] insideoutmastery, Personal Strengths