جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نصائح عملية للآباء والأمهات

أسباب الكذب عند المراهقين ونصائح لعلاجها

17 ديسمبر 2024 / 2:03 AM
أسباب الكذب عند المراهقين ونصائح لعلاجها
download-img
لا شكّ في أنّ الكذب من الأمور السلبية المرفوضة؛ نظراً لآثاره الضارة على الفرد والمجتمع، ويُشكّل الكذب مصدر قلق كبير عندما يصبح جزءاً من سلوك المراهقين، الذين يسعون لتكوين هويتهم والتعبير عن أنفسهم، وقد يلجأ بعضهم للكذب بصورة مفرطة، مما يسبب القلق والارتباك لدى الآباء، ليصبحوا في حيرة حول كيفية التعامل معهم.

فما الأسباب التي تدفع المراهقين للكذب؟ وكيف يُمكن مساعدتهم على التخلص من هذا السلوك؟

لماذا يكذب المراهقون: أسباب ودوافع 

تقف خلف الكذب عند المراهقين مجموعة من الأسباب والدوافع، من بينها ما يأتي:

الخوف من العقاب

من الأسباب الرئيسية التي قد تدفع المراهقين للكذب أو عدم قول الحقيقة كاملة هو خوفهم من العقاب، أو عدم الموافقة على أمر ما، فعندما يدركون أنهم ارتكبوا خطأ ما، يعتقدون أنّ الكذب هو الحل لتفادي العواقب السلبية من قبل الوالدين أو المعلمين.


فمثلاً يكذب الطالب على معلمه بشأن الواجب البيتي، لأنه لم يحل الواجب ويخشى تلقّي العقاب من المعلم، أو يكذب على والديه بشأن رحلة مع أصدقائه بأنها في مكان ما قريب، لأنه يخشى رفض والديه إذا أخبرهم بمكانها الحقيقي.


ومن ناحية أخرى قد يكذب المراهق لحماية أصدقائه أو الدفاع عنهم، سواء كانت المشكلة مع الوالدين أو في المدرسة، إذ يختلق الأعذار والقصص ليساعدهم على الخروج من الموقف، فمثلاً إذا تأخر صديق له عن المنزل وتحدّث معه أحد والديه، فعلى الأغلب سيكذب ويقول إنه كان معه لحماية صديقه من العقاب.

الاستقلالية وإثبات الشخصية

يسعى المراهقون إلى الاستقلال وبناء شخصية منفردة، ويرغبون بإخفاء تفاصيل حياتهم عن آبائهم، فيكذبون دون سبب وجيه، رغبةً منهم في الاحتفاظ بجزء من حياتهم لأنفسهم، وبهذه الطريقة يشعرون بالسيطرة على أنفسهم، وأنهم مسؤولون عن شؤونهم وقراراتهم، وبالرغم من أنّ تنمية الاستقلالية أمر إيجابي في هذا العمر، لكن ليس باللجوء إلى تزييف الحقائق.

التفاخر أمام الآخرين

يُفضّل بعض المراهقين أحياناً الكذب ليظهروا بمظهر رائع أمام أصدقائهم وزملائهم في المدرسة، فقد يدّعون قيامهم بأشياء لم يفعلوها وأنهم يمتلكون أشياء لا يمتلكونها بالفعل، ويبالغون في قصصهم وإنجازاتهم، لكسب القبول وإثارة إعجاب أقرانهم والاندماج معهم.

التأثر بالأصدقاء المُحيطين 

يؤثّر الأصدقاء بصورة كبيرة على سلوك المراهقين، فقد يضطر المراهق إلى الكذب للتكيف والتأقلم معهم أو لتجنب الإحراج من قبلهم، فيلجأ للتصرف بطريقة ضد طبيعته لأنهم يفعلون ذلك، ثم يكذب على الوالدين بشأن هذا التصرف، فمثلاً إذا كان أصدقاء المراهق يدخنون السجائر وهو لا يُفضّل ذلك ويعلم أنه تصرف خاطئ، لكنه يقوم بتجربته 

بسبب الضغط منهم والحصول على القبول بينهم، ويلجأ للكذب أمام عائلته.

ضعف الثقة بالنفس

يُعاني بعض المراهقين من قلة الثقة بالنفس، مما يدفعهم للكذب لتعزيز صورتهم أمام الآخرين، وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يشاهدون يومياً شخصيات مشهورة تنقل حياة مثالية ومزيفة لا تمت للواقع بصلة، مما يفقدهم ثقتهم بأنفسهم، ويدفعهم إلى اختلاق حياة أخرى على هذه المنصات، فقد يغيرون مظهرهم ولهجتهم لحصد المتابعين والمشاهدات، فبهذه الطريقة يشعرون بتحسّن تجاه أنفسهم. 

نصائح لعلاج الكذب عند المراهقين: نتائجها مُرضية 

بعد التعرف على الأسباب التي قد تدفع المراهقين إلى الكذب، لا بدّ من التعرف على الطريقة الصحيحة للتعامل معهم في هذه الحالة:

فهم الأسباب

يسعى الآباء دائماً لمعرفة الحقيقة وما يختبئ وراء سلوك ابنهم المراهق، مما يُشعرهم بالغضب والانفعال، لكن الأهم في هذه الحالة معرفة السبب الذي جعله يلجأ لهذا السلوك، فاكتشاف الأسباب يساعد على فهم حياته، وعلاقته مع والديه، ومدى خوفه منهم، وهذه الطريقة تُعزّز الصدق لديه، فمثلاً حين يكذب بشأن المكان الذي ذهب إليه بعد المدرسة، فمن المهم معرفة سبب إخفاء الحقيقة، لمعرفة كيفية التصرف الصحيحة معه.

التواصل الجيد

يعد التواصل الجيد والصادق أمراً بالغ الأهمية عند التعامل مع كذب المراهقين، إذ يجب توفير بيئة مناسبة يشعر فيها بالراحة والأمان عند التعبير عن أفكاره ومشاعره، دون الخوف من الحكم أو العقاب، وينبغي التحلي بالصبر والتفهم، وتشجيعه للتعبير عما يمر به بصراحة، والاستماع إليه باهتمام مع تجنّب ردود الفعل الغاضبة، لأنّ ذلك سيجعله يُخفي الحقيقة عنهم في المستقبل، فبدلاً من ذلك ينبغي طرح أسئلة عليه تساعد على مشاركة مشاعره وأفكاره. 


ويجب على الآباء عدم إجبار أبنائهم على التحدث إذا لم يرغبوا بذلك، بل عليهم البحث عن الوقت المناسب لفتح نقاش عميق حول الموضوع، وأنسب فرصة لذلك حين يكون المراهق مسترخياً، أو أثناء القيام بأنشطة مشتركة، وعند بدء الحوار ينبغي تجنب الغضب والصراخ، والحفاظ على الهدوء وعدم الانفعال، لأنّه بهذه الطريقة يصبح المراهق أكثر عناداً وكتماناً، ولن يقول الحقيقة. 

القدوة الحسنة

لا بد للوالدين الانتباه لتصرفاتهم والابتعاد عن الكذب، فالمراهق يتأثر بمن حوله ويقلّدهم، فعليهم أن يكونوا قدوة صالحة وأنموذجاً جيداً للصدق، فالكذب أمامه طوال الوقت حتى لو كانت أكاذيب صغيرة فإنها تزيد من فرص تكراره لهذا السلوك الخاطئ، ومن المهم تعزيز الوعي الديني لديه حول خطورة الكذب بالاستعانة بأحاديث نبوية وآيات قرآنية تحثّ على الصدق والابتعاد عن الكذب.

وضع الحدود والقوانين

يُفضّل وضع عقوبات صارمة وواضحة للتعامل مع الكذب، ليدرك أفراد الأسرة أنه خطأ كبير لا تَسامح فيه، لذا يجب أن يعرفوا أنّ الكذب ليس حلاً فعالاً لمواجهة التحديات، ويمكن أن تشمل العقوبات؛ الحرمان من بعض الأنشطة والفعاليات المفضلة لديهم، أو تكليفهم بمهام منزلية لا يقومون بها بالعادة، على أن يكون العقاب مناسباً للموقف، ومن المهم أيضاً تقديرهم عند تصرفهم بصدق وشفافية، لتشجيعهم على السلوك الصحيح.   

 

 المراجع


[1] liahonaacademy.com, tips for teens how to stop lying 
[2] paradigmtreatment.com, Why Do Teenagers Lie? Tips for Parents
[3] newportacademy.com, why  do teenagers lie and what do about it 
[4] oliverdrakefordtherapy.com, What Parents Should Do When Their Teenager Lies to Them
[5] understandingteenagers.com, 8 ways parents can reduce teenage lying

December 17, 2024 / 2:03 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.